كاليفورنيا تلجأ إلى النيران لمكافحة الحرائق المدمّرة
آخر تحديث GMT21:22:01
 العرب اليوم -

كاليفورنيا تلجأ إلى النيران لمكافحة الحرائق المدمّرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كاليفورنيا تلجأ إلى النيران لمكافحة الحرائق المدمّرة

حرائق غابات
واشنطن ـ العرب اليوم

يعمل عشرات المتطوعين على الحدّ من احتمالات اندلاع الحرائق في إحدى غابات ولاية كاليفورنيا الأميركية، من خلال استخدام النار نفسها، إذ يستبقون الخطر بواسطة مشاعل يضرمون بها "حرائق محدودة النطاق" لتنقية المنظومة الحرجية من نباتات السرخس والأغصان المتيبسة والأوراق الجافة.

تنظّم سلطات كاليفورنيا عمليات مماثلة بصورة أكبر، على غرار ما تعتمده في متنزه طبيعي يقع على أطراف مدينة سانتا كروز قرب سان فرانسيسكو.

وتشكّل هذه العمليات إجراءات وقائية، للحد من احتمالات اندلاع حرائق مدمّرة، أودت بحياة أكثر من 200 شخص خلال السنوات العشر الفائتة فيما تزداد حدّتها بفعل التغير المناخي.

وتقول بورتيا هالبرت، وهي عالِمة في متنزهات ولاية كاليفورنيا ومسؤولة عن الإشراف على العمليات، إن "أفضل طريقة لمكافحة الحرائق هي النيران"، مضيفةً انّ "مصير النباتات هو الاحتراق على أي حال، لذا نتعمّد حرقها (...) بطريقة محدودة النطاق، لمنع النيران من الوصول إلى المنازل والتسبب في خسائر بشرية".

ويتم إعداد مختلف التفاصيل بعناية قبل إشعال النيران في الشجيرات، إذ تُحفر الأرض لإنشاء خط قادر على احتواء النيران، فيما تُنقَل الأغصان والجذوع القريبة جداً من الأشجار وتُنشر خراطيم المياه لريّها إن لزم الأمر.

وتلتهم النيران أراضي الغابة من دون أن تتسّع رقعتها إلى أشجار البلوط والسيكويا العملاقة وأنواع أخرى. وفي حال نشوب حرائق في المستقبل، سيكون أمام النيران كميات أقل من العشب القابل للاحتراق ولن تصل تالياً إلى قمم الأشجار أو تصبح رقعتها كارثية.

- عمليات تعود إلى السكان الأصليين -

شهدت كاليفورنيا التي طالها الجفاف، حرائق ضخمة اتّسع نطاقها خلال العقد الفائت. وتقول هالبرت إنّ هذه الحرائق دفعت الجميع ليصبحوا "أكثر وعياً" في ما يخص هذه المشكلة.

وأدركت سلطات الولاية أنّ سياستها المتعلقة بإدارة الغابات والتي تستند إلى منع اندلاع الحرائق بأي ثمن، كانت تؤدي إلى نتائج عكسية. ويصيب الجفاف الشجيرات بسرعة أكبر من غيرها بسبب الاحترار المناخي، لتصبح عاملاً مساهماً في جعل الغابات بؤراً قابلة للاشتعال واحتواء حرائق لا يمكن السيطرة عليها.

ولخفض هذا الخطر، أعادت كاليفورنيا اللجوء إلى "الحرائق المضبوطة" التي كانت يعتمدها السكان الأصليون، مع العلم أنّها حُظرت في العام 1850.

وترغب الولاية في أن تكون بحلول سنة 2025، قد حرقت حوالى 160 ألف هكتار سنوياً اعتماداً على هذه الطريقة، أي ما يعادل 220 ألف ملعب كرة قدم.

وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت في كاليفورنيا نحو عشرين جمعية معنية بـ"الحرائق المحدودة النطاق". وبالإضافة إلى عمل فرق الإطفاء والخدمات الخاصة بالغابات، تتولّى الجمعيات تعليم الأفراد كيفية تنفيذ عمليات مماثلة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، لا تزال الولاية بعيدة جداً عن تحقيق أهدافها.

ويقول جاريد شايلدريس من جمعية "سنترال كوست بريسكرايب برن" المتخصصة في "الحرائق المضبوطة" في سانتا كروز "علينا توسيع نطاق اعتماد هذا الإجراء، والبدء في تنفيذه بمختاف أنحاء كاليفورنيا، خلال الخريف والشتاء والربيع وحتى في الصيف".

- نقص في القوى العاملة -

وراهناً، لا تزال الموافقات التي تمنحها السلطات لهذه العمليات ضيقة جداً.

ومع أنّ معظمها يتم من دون مشاكل، لا تزال هذه الممارسة دقيقة. ففي خريف 2022، اتّسعت رقعة "حريق مضبوط" في ولاية نيو مكسيكو واستحال حريقاً تاريخياً بعدما أتى على مئات المنازل.

إلا أنّ لينيا كوين ديفيدسون، المتخصصة في هذا الموضوع لدى جامعة كاليفورنيا، تعتبر ثمة حاجة ملحّة لهذا الإجراء.

وتقول إنّ "المناظر الطبيعية لدينا تفتقر بصورة كبيرة إلى النيران"، مشيرة إلى أنّ قبائل السكان الأصليين كانت قبل وصول المستوطنين إلى المنطقة، تحرق ما بين 1,6 و4,5 مليون هكتار سنوياً.

ولتشجيع المواطنين على التحرك، أنشأت كاليفورنيا التي يُعدّ نحو نصف أراضيها أملاكاً خاصة غير خاضعة للخدمات الرسمية، صندوقاً مخصصاً "للحرائق المضبوطة".

 لكنّ العقبة الأكبر تبقى في نقص اليد العاملة، على قول كوين ديفيدسون. وبين المعرفة المتقدمة اللازمة لسلامة الحرائق المضبوطة والخلفية الإدارية المطلوبة لتنظيمها، "يحتاج آلاف الأشخاص إلى مزيد من التدريب"، بحسب المتخصصة.

ومن بين المتطوعين في غابة سانتا كروز، تعلّم إيان كوك إرسال تقرير عن حالة الطقس إلى زملائه في الفريق. وبفضل فعاليات كثيرة نظمتها الجمعيات، اكتسب هذا الطالب في علم البيئة مهارات تعادل ما يتمتع به عناصر الإطفاء.

ويلاحظ كوك أن "النار لا تأبه بالمنظمة التي ينتمي الفرد إليها"، مضيفاً "علينا العمل معاً لأن هذه مشكلة تطالنا جميعاً".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إصابة 10 أشخاص على الأقل جراء حرائق الغابات فى البرتغال

 

مقتل ٣٤ وإصابة العشرات جراء حرائق الغابات في الجزائر والحماية المدنية تُعلن إخماد 80 ٪ منها

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاليفورنيا تلجأ إلى النيران لمكافحة الحرائق المدمّرة كاليفورنيا تلجأ إلى النيران لمكافحة الحرائق المدمّرة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 العرب اليوم - فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 15:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
 العرب اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab