واشنطن - العرب اليوم
نفقت دبة يُطلق عليها لقب "الأكثر وحدة فى العالم"، بعد أن عاشت معظم حياتها فى قفص فى سيرك، ونفقت الدبة جامبولينا بعد أشهر فقط من إنقاذها، والتى كانت تعيش داخل قفص فى سيرك أوكرانى منذ أن كان عمرها بضعة أسابيع فقط، فى ديسمبر من العام الماضى، وأحضرت حينها إلى محمية جبال الألب السويسرية لتعيش ما تبقى من أيامها. استقرت الدبة الأوروبية، البالغة من العمر 12 عامًا، على الفور فى السبات - وهو أمر لم تكن قادرة على فعله أثناء وجودها فى القفص - ولم تستيقظ إلا من نومها فى مايو من هذا العام، لكنها نفقت بعد شهرين فقط، فى 5 أغسطس الجارى، بعد أن تم تخديرها حتى يمكن إجراء عملية روتينية.
وكتب متحدث باسم جمعية الحيوانات الخيرية Four Paws على وسائل التواصل الاجتماعي: "بقلوب ثقيلة وأعمق حزن علينا إبلاغكم بوفاة جامبولينا فجأة وبشكل غير متوقع"، وبعد فترة وجيزة من تلقى Jambolina حقنة التخدير، توقف تنفسها لأسباب لا تزال مجهولة، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية. وبدأت قصة جامبولينا الحزينة فى حديقة حيوانات، فى شبه جزيرة القرم، عام 2009، عندما ولدت لدببة أسيرة كانت معروضة هناك، وفى عمر بضعة أسابيع فقط، تم نقلها بعيدًا عن والديها وبيعها إلى سيرك، حيث تم الاحتفاظ بها فى قفص صغير وتم تدريبها على أداء الحيل للجماهير باستخدام الأساليب التى يقول نشطاء الحيوانات إنها ترقى إلى مستوى التعذيب.
وعاشت الدب لأكثر من عقد فى القفص، ولم ترَ دبًا آخر ولم يُسمح لها بالانخراط فى أى سلوك طبيعى، ومع ذلك، تغير كل ذلك مع تفشى جائحة "كوفيد 19"، حيث لم يعد السيرك قادرًا على تقديم العروض، وبالتالي غير قادر على كسب المال، لذلك اضطر مالك Jambolina إلى التخلص منها لأنه لا يستطيع إطعامها ورعايتها. ووافقت منظمة Four Paws الخيرية للحيوانات على إنقاذ الدبة، وفى 8 ديسمبر الماضى، تم تخديرها وتحميلها فى قفص حتى يمكن نقلها إلى سويسرا، واستغرق الأمر أربعة أيام لنقلها لمسافة تزيد عن 1500 ميل - أي ما يعادل 2400 كيلومتر - إلى جبال الألب السويسرية، حيث حصلت على منزل جديد فى محمية Arosa Bear Land.
وأضاف: "على الرغم من كل الجهود المبذولة لإنعاشها، فقد نفقت للأسف، نحن نحقق حاليًا فى سبب نفوق جامبولينا". الدب الأكثر وحدة فى العالم وقال الموظفون إنها كانت متوترة وخجولة عندما وصلت لأول مرة، لكنها سرعان ما انتقلت إلى منزلها الجبلى الجديد، حيث كانت تستحم فى البحيرات وتتجول فى الحقول، وعلى الرغم من عدم سباتها فى الأسر مطلقًا، سرعان ما بدأت غرائز Jambolina الطبيعية واستقرت فى أول قيلولة شتوية لها فى ديسمبر.
وبعد الاستيقاظ فى مايو، تعرفت على أول رفيق دب عرفته على الإطلاق وهو ذكر يدعى "ميمو" عاش أيضًا فى المحمية منذ أن تم إنقاذه من الأسر فى مدينة شكودرا الألبانية فى فبراير 2019، وتم تصوير الزوجين وهما يلعبان معًا، وكان الموظفون سعداء بالتقدم الذى أحرزته Jambolina. من جهته، قال المدير العلمى الدكتور هانز شميد، إن الأمر لم يستغرق سوى بضع دقائق حتى يترابط الاثنان ويدخلان فى معركة الدب، وهو ما يتوافق مع السلوك الطبيعى للدببة البنية، وبعد قتالهم، استلقت Jambolina على ظهرها مما يعنى وفقًا للخبراء، أنها شعرت بالراحة تجاه الوضع الجديد للدبتين ثم استحموا.
ولضمان عدم تكاثر الزوجين، كان الموظفون بحاجة إلى تعقيم Jambolina كما احتاجوا أيضًا إلى إجراء إعادة بناء للأسنان للتراجع عن سنوات من الضرر الذى حدث فى الأسر، مما سيسمح لها بالعيش حياة كاملة. وتم تجميع فريق من الأطباء البيطريين ذوى الخبرة للقيام بهذه المهمة، وفى 5 أغسطس قاموا بتخدير Jambolina لتنفيذ الإجراءات الروتينية، ومع ذلك، بعد فترة وجيزة من التخدير، توقفت جامبولينا عن التنفس ولم يتمكن الأطباء من إنعاشها.
ويجب أن يوفر تشريح الجثة، الذى سيُجرى فى مدينة زيورخ السويسرية، مزيدًا من المعلومات حول أى أمراض سابقة ربما عانت منها جامبولينا والتى قد تفسر وفاتها المفاجئة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تقلص فترة تساقط الثلوج في جبال الألب قرابة شهر
أرسل تعليقك