على بعد حوالي 200 كلم إلى الشمال من االعاصمة الموريتانية نواكشوط، تقع محمية حوض آرغين، التي تصنفها اليونسكو منذ عام 1989 ضمن التراث الطبيعي العالمي.
وعلى طول 180 كلم من الجنوب إلى الشمال، تمتد المحمية على شاطئ المحيط الأطلسي من رأس تيميريس بمركز مامغار إلى خليج الكلب، حيث جزيرة تيدرة، قبلة ملايين الطيور المهاجرة من شتى أصقاع العالم.
أنشئت محمية حوض آرغين عام 1976، مع تزايد وعي الموريتانيين بأهمية المنطقة وفرادتها وضرورة الحفاظ على تنوعها البيئي.
وقد لعب كل من العالمين الفرنسي تيودور مونو والسويسري لوك هوفمان دورا بارزا في لفت انتباه الحكومة الموريتانية آنذاك إلى أهمية إنشاء المحمية.
وقد صنفت المحمية ضمن المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمة ضمن اتفاقية رامسار عام 1982، قبل أن تدرجها اليونسكو بعد ذلك بسبع سنوات ضمن التراث العالمي الذي تجب المحافظة عليه؛ و "هذا يعطيها أهمية كبيرة وقيمة استثنائية.. فهي من أكبر المناطق المصنفة ضمن التراث العالمي في إفريقيا والعالم العربي" يقول منَّا محمد صالح المستشار المكلف بالاتصال بمحمية حوض آرغين،
مع بداية القرن الحالي صدر القانون رقم 2000/04 المنظم لسير العمل في المحمية. ويرى منا محمد صالح أنها من المحميات القلائل، إن لم تكن الوحيدة في العالم، التي تسير بموجب قانون. ويوضح أن هذا القانون "حدد مهمتين أساسيتين للمحمية هما التنمية المستديمة، ثم حماية التنوع البيولوجي في منطقة آرغين".
بسبب التيارات البحرية، توفر منطقة حوض آرغين جوا ملائما لتكاثر أنواع كثيرة من الأسماك المهاجرة، وترافق هذه الهجرة تحت الماء، هجرة في الجو لمئات الأنواع من الطيور، التي تتميز بها جزر وقرى حوض آرغين.
ويتحدث المستشار الإعلامي للمحمية عن أكثر من مئتي نوع من الطيور ومن الأسماك في المحمية. "أعداد الطيور تختلف من فصل لآخر لأنها في حالة هجرة دائمة.. هناك أكثر من 200 نوع من الطيور تصل أعدادها أحيانا إلى مليونين ونصف مليون طائر، من بينها أنواع نادرة.."
وبخصوص وفرة السمك يوضح صالح: "ما بين 23 و30% من الأسماك في البلد، أي ثلث الثروة السمكية في موريتانيا، يتكاثر ويبيض هنا ثم يفقس البيض وتهاجر الأسماك إلى المناطق الأخرى لتعود من جديد في موسم التزاوج".
منذ إنشاء محمية حوض آرغين أصبحت الإقامة فيها وممارسة الصيد مقصورة على السكان الأصليين للمنطقة المعروفين بإيمراغن والموزعين على تسع قرى شاطئية، إحداها جزيرة تيدرة.. الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان في حوض آرغين.. و(آمريغ) كلمة بربرية تعني الصياد.
ولا يسمح في المحمية باستخدام القوارب ذات المحركات تفاديا لإزعاج الطيور بل يقتصر الإبحار على القوارب الشراعية، التي كان يستخدمها الإيمراغن منذ قرون.
تجتذب محمية حوض آرغين أعدادا كبيرة من السياح أغلبهم يأتي من أوروبا. "منطقة آرغين معروفة لدى الأجانب أكثر من أبناء البلد.. وهناك مخيم سياحي ينظمه إيمراغن في منطقة آركيس، يجذب عشاق الطيور المتوفرة بكثرة". يقول منا محمد صالح
ويضيف موضحا: "النوع المفضل لدى إدارة المحمية هو السياحة النموذجية، التي تكون بهدف البحث العلمي".
وتوفر محمية حوض آرغين مجالا خصبا للبحث العلمي نظرا للتنوع البيولوجي، وتربطها عدة اتفاقيات مع مؤسسات وطنية مثل المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات، والمدرسة العليا للتعليم، والمدرسة الوطنية للإدارة والقضاء والصحافة، وغيرها من المؤسسات البحثية.
قد يهمك ايضا
وزير الزراعة يتفقد مشروع آفطوط الساحلي للري في موريتانيا
مديرة اليونسكو عن موكب المومياوات "تجلي جديد للحضارة المصرية أمام العالم"
أرسل تعليقك