واشنطن - العرب اليوم
لاختبار الحدود النظرية للعقاب الكوني الذي قد تكون الحياة خارج الأرض قادرة على تحمله، أخذ العلماء مؤخرا أقسى وأقوى مخلوق عرفته البشرية وأطلقوه من بندقية عالية القوة في مختبرهم.وتُعرف Tardigrades (بطيئات المشية)، التي تسمى أحيانا بـ الدببة المائية، بأنها لافقاريات مجهرية توجد على الأرض وفي المحيطات. وربما أرسلتهم الإنسانية مؤخرا إلى القمر على متن مركبة الفضاء الإسرائيلية المحطمة Beresheet.
ويمكن أن تجف الدببة المائية نفسها، وتضع ذاتها بشكل فعال في حالة ركود لفترات طويلة بشكل غير عادي، تصل إلى عدة سنوات في بعض الحالات، من خلال عملية تعرف باسم التجفاف.ويمكنها أيضا تحمل درجات الحرارة المتجمدة أو غليان الماء، والضغط العالي للغاية أو فراغ الفضاء، وانعدام الأكسجين وحتى التعرض للإشعاع الكوني.وشرعت عالمة الكيمياء الفلكية أليخاندرا تراسباس، وعالم الفيزياء الفلكية مارك بورشيل، من جامعة كنت، في اكتشاف مقدار الصعوبات التي يمكن أن تتحملها هذه المخلوقات المجهرية.
وفي حين أن تجربتهم، التي تنطوي على إطلاق الدببة المائية الصغيرة من مدفع غاز خفيف على مرحلتين بسرعات تصل إلى ثمانية كيلومترات في الثانية (خمسة أميال في الثانية)، قد تبدو قاسية، أراد الباحثون اختبار حدود انتشار الحياة في جميع أنحاء الكون على متن الكويكبات والمذنبات.وقاموا بتجميد مجموعات من دببة الماء العذب من أنواع Hypsibius dujardini للحث على قدرتها على السبات قبل إطلاقها على أهداف رملية موجودة داخل غرفة مفرغة في مختبرهم، بسرعات تتراوح بين 0.556 و1.00 كيلومتر في الثانية.
ثم تم استخراج الدببة المائية من الأهداف الرملية عن طريق غمرها في الماء. وجُمّدت مجموعة تحكم مكونة من 20 دببة مائية، ولكن لم يتم تفجيرها من البندقية، حتى يتمكن الباحثون من مقارنة سرعة خروج كل مجموعة من السبات.وفي حالة المجموعة غير المنجرفة، استغرقت عملية الإنعاش ما يقرب من ثماني أو تسع ساعات.
وفي الوقت نفسه، فإن الدببة المائية المنفجرة، بعد أن نجت من سرعة اصطدام تصل إلى 825 مترا في الثانية، استغرقت وقتا أطول للتعافي. وتفككت المخلوقات التي أطلقت على الأهداف بأعلى سرعة تالية، 901 متر في الثانية، عند الاصطدام.ولم تجب الدراسة بشكل مباشر على السؤال حول ما إذا كانت الدببة المائية على متن مركبة الفضاء الإسرائيلية المحطمة نجت أم لا.وكتب الباحثون: "إن تعرض الهياكل المعقدة للضرر في أحداث الصدمة ليس مفاجئا. قد تكون الميزة هنا هي أن التعافي والبقاء على قيد الحياة ما يزالان ممكنين حتى قبل أن تبدأ أحداث التأثير في تفكيك الدببة المائية".
وبمعنى آخر، من الممكن أن تنجو الدببة المائية من التأثيرات الشرسة على الأقمار التي تدور حول الأرض والكواكب الأخرى داخل نظامنا الشمسي. ومع ذلك، يجب أن تكون محظوظة للغاية، وأن تضرب موطنها الجديد بالزاوية الصحيحة تماما، وأن تصل إلى وضع محمي من الإشعاع الكوني والعناصر الأخرى التي قد تتداخل مع عملية التعافي.وسيستمر الباحثون في دراسة إمكانية البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل لدببة الماء المنفجرة.
قد يهمك أيضاّ :
مدغشقر مهددة بالانقسام إلى جزر أصغر
جزيرة موريشيوس هي جزيرة بركانية افريقية تقع في الجنوب الشرقي من المحيط الهندي
أرسل تعليقك