الخليل ـ وفا
إفتتحت شركة 'شنايدر الكتريك'، المتخصصة في أنظمة إدارة شبكات الطاقة في المباني، الثلاثاء، مختبرًا للأتمتة الصناعية 'سكادا' في جامعة 'بوليتيكنيك فلسطين' في الخليل، هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
وافتتح المختبر بحضور رئيس سلطة الطاقة عمر كتانة، والقنصل الفرنسي العام في القدس هيرف مارغو، ورئيس مجلس أمناء الجامعة أحمد سعيد التميمي، ورئيسها إبراهيم المصري، ونائب رئيس الشركة الفرنسية جيل فيرمو، ومديرها الإقليمي في فلسطين إبراهيم شهوان.
وقال كتانة إن افتتاح المختبر في هذا التوقيت بالذات ينسجم مع مساعي سلطة الطاقة لتطوير هذا القطاع، وخصوصًا مع بدء إنشاء محطة توليد الكهرباء الأولى في الضفة الغربية في جنين، فيما اتخذ مجلس الوزراء قرارا بإنشاء أول محطة تحويل للضغط العالي في ترقوميا جنوب الخليل.
وأعلن كتانة أن الاتفاقيات الخاصة بإنشاء محطة التوليد في شمال الضفة ستوقع من قبل الجهات الرسمية والخاصة ذات العلاقة الأسبوع القادم، في مقر الرئاسة في رام الله، على أن يصار إلى وضع الحجر الأساس للمحطة خلال أيام من تاريخ توقيع الاتفاقيات.
وقال 'نتوقع أن يرفد المختبر الذي نفتتحه اليوم هذه المحطات بالكوادر الفنية اللازمة لتشغيلها'، متعهدًا بتعيين الخريجين الخمسة الأوائل مباشرة، على أن يخضع باقي الخريجين لشروط المنافسة على الوظائف.
وقال كتانة إن نظام 'سكادا' يتيح مراقبة فورية ودقيقة لمحطات تحويل الطاقة، ما يمكن من معرفة الخلل فور وقوعه، وبالتالي المساهمة الفاعلة في ترشيد الطاقة.
وأضاف: الترشيد في هذا القطاع ليس فقط لخفض الفاتورة على المستهلك على أهمية ذلك، وإنما لتجنب بناء المزيد من عناصر البنية التحتية كمحطات التوليد والتحويل، وبالتالي التوفير على الاقتصاد ككل . هناك هدر كبير في الاستهلاك، ويمكن للترشيد أن يوفر بشكل حاسم وبنسبة قد تصل 50%.
من جهته، قال فيرمو إن تمويل الشركة الفرنسية لإنشاء هذا المختبر، إلى جانب مختبرين آخرين مختصين في إدارة المباني الذكية في 'بوليتكنيك' و'خضوري' في طولكرم، يعكس التزامها بالسوق الفلسطينية عموما، وبشركائها في هذه السوق على نحو خاص، سواء المؤسسات الرسمية أم المهندسين أم الجامعات.
وقال 'هذا المختبر هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويشكل خطوة أولى في التعاون مع الجامعة، وباقي الجامعات الفلسطينية'.
وأضاف: انطلاقا من إيمان الشركة بان الطاقة مفتاح التنمية، فإنها تتبع إستراتيجية خاصة في الدخول إلى الأسواق، تعتمد على نقل المعرفة والتكنولوجيا أولا، تمهيدا لطرح أنظمتها في السوق المعنية، وهذا ما نقوم به في السوق الفلسطينية منذ سنتين، حيث عقدنا العديد من الأنشطة التدريبية لمهندسين وخريجين وطلاب.
وكان التميمي استهل حفل الافتتاح بالتأكيد أن 'بوليتيكنيك' تعطي الأولوية للتخصصات التقنية والهندسية، وهي تخصصات تحظى باهتمام عالمي، 'ما يتطلب بناء مختبرات متخصصة بكلفة ليس بمقدورنا تغطيتها منفردين، لذلك كان للأصدقاء في العالم نصيب كبير في إنشاء هذه المختبرات، كالمختبر الذي نفتتحه اليوم بتمويل من شركة شنايدر الفرنسية'.
وأعرب التميمي عن ثقته بأن ينعكس توفر هذه المختبرات على مستوى التعليم في الجامعة.
بدوره، قال المصري إن مختبر الأتمتة الصناعية ينسجم مع سعي الجامعة لتطوير الجانب العملي في الحقول التكنولوجية والهندسية، والحصول على أحدث التقنيات وتوفيرها للطلاب والمجتمع على حد سواء، 'وهذا المختبر مهم لعدة تخصصات في الهندسة الميكانيكية، وخصوصا الطاقة والأتمتة الصناعية.
وأضاف إن بناء المختبر من قبل 'شنايدر' هو استمرار للتعاون مع مؤسسات فرنسية، معربا عن أمله في أن يكون باكورة لتعاون مستمر مع هذه الشركة العملاقة.
واعتبر القنصل الفرنسي قطاع الطاقة 'بالغ الأهمية' للشعب الفلسطيني، سواء للميزانية العامة أو الاقتصاد ككل.
وشدد على اهتمام فرنسا في مجال الطاقة المتجددة، 'الذي تعمل على تطويره في فلسطين من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية'.
وقال مارغو 'في المرحلة الأولى، كان العمل في هذا المجال بين الحكومتين الفلسطينية والفرنسية، والآن دخلت شركة شنايدر في دائرة التعاون، وتوصلت مع الجهات الفلسطينية ذات العلاقة إلى نتائج مهمة في توفير الطاقة، ونأمل أن تشكل نموذجا يحتذى لشركات فرنسية أخرى'.
من جهته، قال شهوان إن الشركة الفرنسية 'تولي اهتماما كبيرا' للسوق الفلسطينية، حيث بنت شراكات مع شركات محلية وجامعات، وجهات رسمية ودولية، إضافة إلى تأسيس وحدة خاصة في أوروبا مهمتها تقديم الدعم التقني للسوق الفلسطينية لمدة 24 ساعة يوميًا على مدار الأسبوع، و'دعم لا محدود' من الشركة الأم للطاقم المحلي للشركة في فلسطين.
وتختص الشركة في بناء أنظمة لإدارة شبكات الطاقة في المباني، وهي عبارة عن تكنولوجيا مبتكرة، الهدف منها الإدارة والسيطرة على شبكات الطاقة بواسطة الكمبيوتر عن بعد، حيث بإمكان مالك النظام التحكم بالأدوات والأجهزة الكهربائية، بإطفائها أو تشغيلها، عن بعد، وكذلك اكتشاف أي خلل في أي جهاز، الأمر الذي يمكن من توفير الطاقة في المباني بنسبة تصل الى 30%.
وتأسست 'شنايدر' عام 1836 كشركة للصلب، ومرت بعدة مراحل على مدى مائتي عام، إلى أن تحول اهتمامها في تسعينيات القرن الماضي إلى مجال الطاقة والإلكترونيات، ومع دخول الألفية الثالثة استحوذت على عدة شركات في أوروبا متخصصة في مجال إدارة المباني الذكية.
وتبلغ مبيعات الشركة نحو 22.5 مليار دولار سنويا، 39% منها في مجال الطاقة، وتشغل نحو 130 ألف مستخدم حول العالم.
أرسل تعليقك