أبوظبي - وام
تدعم الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" وتساند المبادرات التي تؤدي إلى أفعال حقيقية ملموسة تسهم في الاسراع بعملية نشر واستخدام الطاقة المتجددة وذلك خلال الاجتماع التحضيري لقادة المناخ الذي تنطلق اعماله غدا في العاصمة أبوظبي .
ويعتبر الاجتماع رفيع المستوى الذي دعت إليه الامم المتحدة على مدى يومين تحضيرا لقمة المناخ التابعة للأمم المتحدة التي ستقام في شهر سبتمبر المقبل في نيويورك.
وستسلط آيرينا الضوء على مشروع ممر الطاقة النظيفة في القارة الافريقية ومبادرة "المنارات" الخاصة بالدول الجزرية النامية الصغيرة.
وستعرض تفاصيلهما أمام وفود الحكومات والمنظمات الدولية والوفود الاخرى من القطاع الخاص والمجتمع المدني الذين يجتمعون لتبادل الافكار والاطلاع على المبادرات الخاصة في هذا المجال وللإسهام في بلورة مبادرات تستهدف أصحاب الشأن وتؤدي إلى شحذ الجهود واتخاذ الافعال الملموسة على أرض الواقع لمواجهة آثار التغيير المناخي.
ويتسبب استخدام الطاقة في حوالي 60 بالمائة من الانبعاثات لذا فإن التحول إلى الطاقة المتجددة يوفر أفضل الحلول الاقتصادية الحقيقية ميسرة التكاليف والمجربة تقنيا لتقليل تلك الانبعاثات.
وقد دعا التقرير الاخير الذي أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى تضافر الجهود وحث على مضاعفة حصة الطاقة المتجددة ثلاثة أو أربعة أضعاف في مزيج الطاقة العالمي بحلول العام 2050 لتجنب النتائج الكارثية للتغير المناخي.
على صعيد آخر يعتبر مشروع ممر الطاقة النظيفة في القارة الأفريقية خطة تهدف إلى المساهمة في تحويل مزيج الطاقة الحالي في القارة بشكل كامل من خلال مشاريع للطاقة المتجددة تمتد من القاهرة إلى كيب تاون وتتركز على الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الأرض الحرارية ومزارع الرياح وتوليد الطاقة الكهربائية من المياه والطاقة التي يمكن انتاجها من الكتل الحيوية.
ويمثل مشروع ممر الطاقة النظيفة في القارة الأفريقية مبادرة اقليمية تروج للتعاون في دول أفريقيا وفي مناطق تركز الطاقة بهدف تطوير مصادر الطاقة المتجددة الهائلة هناك وتعزيز المزيج الطاقي والمساهمة في تحقيق الازدهار الاقتصادي.
وسيسهم ذلك في خلق فرص عمل جديدة وفرص استثمارية واعدة في حين سيتم خفض انبعاثات الكربون وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري.
أما مبادرة "المنارات" في الدول الجزرية النامية الصغيرة فهي مشروع يهدف إلى التحول إلى الطاقة المتجددة في الدول الجزرية الصغيرة النامية. ولقد أثبتت الطاقة المتجددة أنها مفيدة وذات جدوى كبيرة في أنظمة الطاقة في الجزر الصغيرة وبالفعل أصبحت تجارب بعض الجزر منارات مضيئة تمثل الإمكانات والفرص الواعدة التي يمكن أن توفرها الطاقة المتجددة.
في السياق نفسه يؤثر تطبيق تقنيات الطاقة المتجددة والاستخدام الفعال للطاقة المتجددة بشكل كبير في عملية التحول الطاقي وضمان الامن الطاقي في الدول الجزرية الصغيرة النامية، ويوفر فرص عمل تسهم في تحقيق الرخاء والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
وقال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة " ان الأجندة الخاصة بالتغير المناخي اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى وقد أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشكل واضح على ضرورة أن يتخذ العالم قرارات حاسمة فورا ونحن نجتمع في أبو ظبي لأنه لا يزال هناك خيار أمامنا وزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمية أمر ممكن والتحول الطاقي يمكن أن يؤدي إلى دفع عجلة النمو وخلق المزيد من فرص العمل".
وأضاف " المبادرات التي تؤدي إلى أفعال حقيقية ملموسة تسهم في الاسراع بعملية نشر واستخدام الطاقة المتجددة مثل مشروع ممر الطاقة النظيفة في القارة الأفريقية ومبادرة "المنارات" الخاصة بالدول الجزرية النامية الصغيرة المطروحة على أجندة القمة - تظهر لنا بشكل جلي كيف أن الطاقة المتجددة هي الحل".
وتسهم هذه المبادرة الواعدة في دعم جهود استخدام الطاقة المتجددة على نطاق أوسع وتطوير بنيتها التحتية كما تساعد على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في أفريقيا من خلال توفير مصادر طاقة نظيفة محلية مستقلة من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة الوفيرة في القارة والبنية التحتية التي تتطور بشكل مستمر.
ومع تراجع تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة أصبحت هذه التقنيات تنافسية مع التقنيات الخاصة بالطاقة التقليدية.
إن تقنيات الطاقة المتجددة يمكن أن تستخدم على نحو سريع لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة وزيادة فرص الوصول إلى الكهرباء ويدعم النمو الاقتصادي.
وصادق وزراء تجمع الطاقة في شرق أفريقيا وتجمع الطاقة في الجنوب الأفريقي على هذه المبادرة خلال اجتماع الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في يناير الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن خطة العمل الخاصة بهذا المشروع تشتمل على تحديد مناطق معينة لتطوير وتنمية مصادر الطاقة المتجددة تسهم في جمع كل مشاريع الطاقة المتجددة في المناطق الغنية بمصادر تلك الطاقة إضافة إلى تخطيط شامل لتلك المصادر بحيث يكون لها الحصة الأكبر في مزيج الطاقة وعرض لأطر استثمارية وتمويلية جديدة.
كما تشتمل خطة العمل على مناقشة برنامج عمل الوكالة وبرامجها في مجال بناء القدرات والمعرفة.
وتمثل مبادرة "المنارات" الخاصة بالدول الجزرية النامية الصغيرة منهج عمل يهدف إلى المساهمة في التحول الطاقي الهادف إلى استخدام الطاقة المتجددة في الدول الجزرية النامية الصغيرة التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الاحفوري لتلبية معظم احتياجاتها من الطاقة وخاصة في مجال النقل وتوليد الطاقة الكهربائية حيث أن واردات الوقود باهظة التكاليف وتستهلك الكثير من الرأسمال الهام الذي تمتلكه تلك الدول وتقلل من الانفاق على المشاريع الاجتماعية مما يؤدي إلى بطء النمو الاقتصادي الأمر الذي يعود بالآثار السلبية على البيئة والصحة.
وتسعى هذه المبادرة إلى دعم جهود الدول المشاركة فيها مجتمعة أو كل على حدة في مجال تسريع استخدام الطاقة المتجددة على نطاق أوسع وتكرار الامثلة والمشاريع الناجحة، والاسراع في التحول الطاقي.
ومن خلال السعي لوضع استراتيجيات طموحة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة لا تقوم مبادرة المنارات بالاستفادة من المصادر الوفيرة للطاقة المتجددة الموجودة في تلك الدول فحسب بل تلعب دور رياديا أيضا على صعيد الجهود الرامية لمواجهة آثار التغير المناخي حول العالم.
أرسل تعليقك