الطاقة المتجددة في سردينيا في إيطاليا تثير مطامع جديدة
آخر تحديث GMT01:36:55
 العرب اليوم -

الطاقة المتجددة في سردينيا في إيطاليا تثير مطامع جديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الطاقة المتجددة في سردينيا في إيطاليا تثير مطامع جديدة

الواح شمسية في سردينيا
ناربوليا - أ.ف.ب

تلمع الاف الألواح الشمسية تحت الاشعة الحارقة لشمس سردينيا، ما يشهد على التزام هذه الجزيرة الايطالية في قطاع يثير مطامع الناشطين في مجال الجريمة المنظمة.

وفي سائر انحاء ايطاليا، تعتمد مدن وبلدات كثيرة على مصادر الطاقة الكهرمائية والحرارية الارضية وتوربينات الرياح والألواح الشمسية بفضل المساعدات السخية المقدمة من السلطات الايطالية، ما يمثل جاذبا حقيقيا للمافيا ورجال الاعمال الضالعين في قضايا فساد.

سردينيا المعروفة بسهولها الخصبة ومياهها الزمردية والرازحة تحت وطأة الفقر والبطالة، تسعى الى اغتنام الفرصة واعادة اطلاق اقتصادها المحلي بفضل الطاقة المتجددة عبر الاستفادة من اشعة الشمس والمعارف المحلية المكتسبة في مجالات الطاقة بفضل مناجم الفحم المنتشرة في الجزيرة.

وفي شمال غرب الجزيرة، تزود الحقول الارجوانية والصفراء للنباتات الشوكية ودوار الشمس بطاقة الكتلة الحيوية في حين تضم التلال في الوسط توربينات الرياح، ما يجعل سردينيا ثاني اكبر منطقة منتجة لهذا النوع من الطاقة في ايطاليا.

ومع نسبة بطالة تتجاوز 70 % في صفوف، راهنت الجزيرة على المساعدات الحكومية ليس فقط لضخ بعض الحياة الى الشركات العائلية الصغيرة لكن ايضا لجذب استثمارات كبرى الشركات الايطالية والدولية وايجاد فرص عمل جديدة.

الا ان هذه السياسة تصطدم بمشكلة كبرى: فعلى الرغم من ان المساعدات يتم دفعها بفضل اموال المكلفين الايطاليين، لا تحصل سردينيا عمليا على اي عائدات من الارباح التي تحققها الشركات الواردة من الخارج وبعضها تواجه اتهامات بطلب اموال عن طريق التزوير بحسب جمعيات محلية.

وحذر المدعي العام في سردينيا ماورو مورا من تسلل الناشطين في المافيا الى هذا القطاع مشيرا الى التحقيقات الجارية في شأن شركات يشتبه في استغلالها المساعدات الرسمية المخصصة حصرا للمزارعين من دون اي انتاج زراعي.

كذلة حذرت هيئة الشرطة الاوروبية (يوروبول) سنة 2013 من "الحجم المتزايد لاستثمارات المافيا في مجالات الطاقة المتجددة".

ويؤكد بييترو بورتسيدا البالغ 63 عاما العضو في جمعية معنية بالحفاظ على اراضي سردينيا أن "المساعدات كانت مخصصة للمزارعين الحقيقيين، كان ذلك دعما من جانب الدولة. كان يفترض بهؤلاء أن يقيموا بعض الالواح على اراضيهم من اجل استخدامهم الشخصي ولبيع الفائض".

وفي ضاحية ناربوليا القريبة من السواحل الغربية، قامت شركة على اكثر الاراضي خصوبة في المنطقة ووضعت 107 الاف لوح شمسي على حوالى 1600 بيت زجاجي وعد المزارعون بانتاج نبات الصبر داخلها.

لكن من نباتات الصبر هذه لا يوجد حقيقة الا اعشاب ضارة كما أن المؤسسة الصينية المشغلة للشركة تجني ارباحا من بيع انتاجها للطاقة الشمسية، الى الشركة الايطالية العملاقة في انتاج الكهرباء (اينيل) بحسب بورتسيدا.

ويقول بورتسيدا "الاموال تهرب من البلاد بدل اعادة استثمارها هنا. تلقينا وعودا باستحداث 60 وظيفة ونجد انفسنا امام اربع وظائف فقط".

لكنه عاتب على السلطات المحلية التي تبقى متفرجة امام هذا الوضع، اكثر منها على الشركات الاجنبية.

ويحتل انتاج الطاقة المراعية للبيئة موقعا مميزا في ايطاليا خصوصا على صعيد الطاقة الشمسية اذ ان 7,5 % من استهلاك الكهرباء على المستوى الوطني مصدره هذا القطاع، وهي نسبة تضع هذا البلد في موقع الصدارة بين البلدان الغربية الكبرى.

إلا ان الحكومة الايطالية ارغمت على تقليص نسبة الدعم في السنة الماضية في مواجهة استياء الأسر الايطالية التي تجد نفسها مضطرة لدفع 94 يورو اضافية سنويا في فاتورتها للكهرباء لدعم مصادر الطاقة المتجددة.

وتقر روزيتا فاناري البالغة 47 عاما والمنتجة لجبنة ريكوتا التقليدية بفضل مولد متطور عامل على الطاقة الشمسية بأن "المساعدات الحكومية الاولى كانت مرتفعة جدا".

وتقول "علينا فعل المزيد للتأكد من بقاء الثروات في ارضنا خدمة للبيئة ولسكان سردينيا".

وقد نجح البعض في ذلك على رغم الصعوبات.

وانتخبت الاخصائية في علوم الاحياء مانويلا بينتوس هذا العام رئيسة لبلدية منطقة اربوريا مع برنامج انتخابي يشمل وقف استغلال حقول الغاز في محمية لطيور البجع.

وتقول بينتوس لوكالة فرانس برس "انصارنا تلقوا تهديدات من اولئك الذين كانوا يريدون الاستمرار في ايجاد حفر وكانوا يقولون + سندمر كل ما لديكم اذا ما صوتتم لصالح مانويلا +".

إلا أنها تشدد على أن "هذا الامر لم يعطل عملنا. لدينا دعم من امهات وأجداد وسنواصل نضالنا لحماية اراضينا خدمة للاجيال المقبلة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطاقة المتجددة في سردينيا في إيطاليا تثير مطامع جديدة الطاقة المتجددة في سردينيا في إيطاليا تثير مطامع جديدة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab