أشاد مدير معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري هنا اليوم بالتعاون القائم بين دولة الكويت والوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤكدا انه أدى الى مشروعات عادت بالنفع على الكويت ودول المنطقة.
وقال الدكتور المطيري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في ختام اعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته ال58 ان الوكالة "لديها خبرات مهمة وامكانات متميزة في مجالات الابحاث والصحة والطاقة والزراعة والبيئة" مشيرا الى ان التعاون القائم بينها وبين الكويت أسفر عن برامج تعاون فني وتقني ومشرعات عادت بالنفع على الكويت ودول المنطقة.
واوضح ان المشروعات التي اشرفت عليها الكويت من خلال معهد الكويت للأبحاث العلمية ساهمت في تعزيز مكانة الكويت على المستويين الاقليمي والدولي مؤكدا ان هذه المكانة بلغت موقعا رفيعا باطلاق دول العالم ممثلة في منظمة الامم المتحدة لقب (قائد للعمل الانساني) على سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وتسمية دولة الكويت (مركزا للعمل الانساني).
وحول مشاركة معهد الكويت للابحاث العلمية في اعمال الدورة ال58 للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال الدكتور المطيري ان وفدالكويت شارك بصفة مراقب في اجتماع اتفاق عراسيا (الاتفاق الاقليمي للدول العربية في اسيا للبحث والتطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النوويين) الذي اقيم على هامش مؤتمر الوكالة.
وفي هذا الخصوص اشاد المطيري بالدور الذي قام به فريق (عراسيا) والبرامج الفنية المشتركة مع ادارة التعاون التقني مؤكدا اهميتها في تنمية هذه الدول في مجالات عدة منها معالجة المياه وتنمية موارد الغذاء.
وقال ان مشاركة المعهد في اعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته ال58 تزامنت مع ذكرى مرور 50 عاما على انضمام الكويت للوكالة في 14 سبتمبر 1964.
واضاف ان انضمام الكويت للوكالة تبعه تأسيس وتنمية علاقاتها مع هذه المنظمة الدولية الفنية التي تحظى بتقدير واسع على المستوى العالمي واثبتت حيادها ومهنيتها في التعامل مع الملفات النووية الحساسة.
وردا على سؤال حول اهمية برامج التعاون التقني التي تنفذها الوكالة مع الدول الاعضاء قال المطيري ان برامج التعاون التقني تعد احد الاسس لبناء القدرات الوطنية وهي ضمان لنقل التكنولوجيا النووية ذات الاستخدام السلمي لتحقيق الاهداف التنموية مشيرا الى ان المعهد يولي اهتماما كبيرا بالعمل مع ادارة التعاون التقني لقارة اسيا والمحيط الهادي.
واضاف ان هذا التعاون شهد انجازات كبيرة وتنفيذ عدد من المشروعات التي تم اعتمادها في العام الجاري حيث تم العمل في ستة مشاريع وطنية متخصصة في مجالات عدة لدورة العامين (2014 - 2015) مشيرا الى ان "الوكالة تقدر عاليا دور معهد الكويت للابحاث العلمية على المستوى الاقليمي وحرصه على المشاركة في تنفيذ ورش عمل ودورات تدريبية سواء في الكويت او في دول اقليمية".
واكد اهمية استمرار التعاون القائم بين الوكالة ودولة الكويت معربا عن استعداد المعهد لتوفير جميع الامكانات لتنفيذ المشاريع المرتبطة بادارة التعاون التقني.
واوضح انه تمت مناقشة اهم انجازات هذه المشروعات التي بلغت نسبة انجازها حتى مطلع العام الحالي 90 بالمئة "وهي نسبة عالية جدا مقارنة بالدول التابعة لادارة اسيا والمحيط الهادي التي يبلغ عددها 28 دولة وقد اثنت ادارة التعاون التقني على هذا الانجاز المميز".
وحول طبيعة هذه المشروعات قال ان المشروعات القائمة وعددها ستة تتنوع بين مشروع لتقييم اداء القياسات الهندسية لقاع المفاعل للمحطة من خلال النظائر المشعة وثان لاستخدام التقنيات الحديثة لتحديد نسبة البدانة لدى الاطفال (المرحلة الثانية) وثالث لادارة المياه الجوفية باستخدام النظائر المستقرة والمشعة اضافة الى مشروع لمعالجة تحمض المحيطات وتصدير الكربون في المياه البحرية ومشروع لانشاء المختبر الوطني مجهز بالكامل لقياس النشاط الاشعاعي الداخلي اضافة الى مشروع لدعم انشاء مركز البحوث النووية. فيينا - وقال المطيري انه وخلال مشاركة وفد دولة الكويت في المؤتمر ال58 تم بحث مشروعات التعاون الوطنية للدورة القادمة (2014 - 2015) وعددها سبعة مشروعات موزعة على مختلف القطاعات ومؤسسات الدولة.
واوضح ان هذه المشروعات هي مشروع وضع برنامج تدريبي شامل ومعتمد في الطب النووي والطب النووي للعلوم السريرية ومشروع تطبيق التقنيات النووية لتحسين الانتاج وكفاءة استخدام المياه لبعض المحاصيل العلفية ومشروع تطوير القدرات الوطنية التحليلية النووية لرصد النشاط الاشعاعي البيئي ومشروع ادارة الموارد الجوفية باستخدام النظائر المستقرة والمشعة ومشروع ادارة التكاثر الطحلي الضار من خلال التقنيات النووية المتقدمة ومشروع رفع مستوى معايير قياس الجرعات الثانوية في المختبر وقياس الجرعات الداخلية المحددة للمريض للطب النووي ومشروع التطبيقات في احداث طفرة (التغيير الاحيائي) لتحسين انتاج الشعير تحت الظروف البيئية القاسية.
وذكر ان هذه المشروعات تم اعدادها وفقا لخطة دولة الكويت الانمائية للسنوات القادمة ومتطلبات الجهات المختلفة في الدولة مشيرا الى ان الوكالة اشادت بالجهود التي بذلت لاعداد هذه المشروعات والتي تأتي متماشية مع الاطار العام لبرنامج التعاون التقني للوكالة مع دولة الكويت للسنوات (2009 - 2014).
من جهته قال المفوض التنفيذي للتعاون الدولي وضابط الاتصال الوطني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور نادر العوضي في تصريح مماثل ل(كونا) ان الوفد اجتمع مع المسؤولين بادارة الامن النووي والتي يتعاون معها المعهد في تطوير القدرات الوطنية خصوصا العاملين في مؤسسات وطنية هي الادارة العامة للجمارك ووزارة الداخلية والادارة العامة للدفاع المدني ووزارة الصحة وادارة الوقاية من الاشعاع من خلال اقامة الدورات التدريبية في الكويت وخارجها لمنتسبي الخط الامامي في حالة الحوادث الاشعاعية او تهريب المواد المشعة واستيعاب الاجهزة المتطورة في الكشف عن المواد المشعة.
وحول جهود المعهد في هذا الاتجاه اشار الدكتور العوضي الى ان خبراء ادارة الامن النووي ومركز الطوارئ التابع للوكالة زاروا الكويت في مارس الماضي واشرفوا على تمرين وهمي ميداني وذلك للتصدي لحادث نووي وفقا لسيناريو تم الاتفاق عليه مع الوكالة حيث شارك في هذا التمرين ممثلون عن جميع الجهات المعنية في الدولة مشيرا الى ان الوكالة ارسلت لاحقا ملاحظاتها وتقييمها الخاص بهذا التمرين.
واضاف العوضي ان دولة الكويت تسلمت برنامج الخطة الوطنية لدعم الامن النووي للاعوام (2014 - 2016) وقد تم اعتمادها من قبل مؤسسات الدولة ذات العلاقة مشيرا الى ان المعهد يطمح من خلال هذا البرنامج الى تعزيز جهود تطوير البنية التحتية لكل ما يتعلق بالامن النووي للكويت.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقدت مؤتمرها ال58 في مقرها بالعاصمة النمساوية فيينا خلال الفترة من 22 إلى 26 سبتمبر الماضي حيث شارك وفد من دولة الكويت برئاسة سفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي وعضوية المدير العام لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري والمفوض التنفيذي للتعاون الدولي وضابط الاتصال الوطني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور نادر العوضي والمدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين بالاضافة الى منسق الوكالة الدكتور انور اليحيي.
كما شارك في عضوية الوفد من وزارة الخارجية القنصل طلال الفصام الى جانب اعضاء السلك الدبلوماسي في سفارة دولة الكويت في فيينا.
أرسل تعليقك