الكويت - العرب اليوم
حذرت جماعة الخط الأخضر البيئية من أن الكويت تتعرض لأمطار حمضية تزايدت خلال السنتين الماضيتين مما أدى إلى آثار كارثية.
وشددت الجماعة على أن الأمطار الحمضية ساهمت في الكشف عن العيوب في الخلطات الاسفلتية في شوارع الكويت التي كان منها التلف الذي شهده المواطنون على أسفلت الشوارع مما أدى لأضرار لحقت بالعديد من السيارات.
وحملت الجماعة الحكومة مسؤولية ما يحدث خلال السنتين الماضيتين نتيجة عدم أخذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذه الظاهرة، كما خصت بالمسؤولية كل من الهيئة العامة للبيئة والإدارة العامة للدفاع المدني واللتان أنيط بهما حل مشكلتين كانت من أسباب ظاهرة الامطار الحمضية التي تتعرض لها البلاد.
وأضافت الجماعة بأن انفجار بئر نفطية في منطقة الروضتين في 2012 وتسرب كميات هائلة من الغازات منها بالإضافة إلى كارثة محطة مشرف للمجاري وتخاذل الحكومة في إيجاد حل سريع لمعالجتهما تعتبر أحد أسباب الامطار الحمضية .
وقال الخبير البيئي جاسم الشواف أمين سر جماعة الخط الأخضر البيئية في دراسة أولية له حول تطور وضع الأمطار الحمضية في الكويت إنها تشمل عددا من الأسباب تفاقمت مع تسرب الغاز من بئر الروضتين عام 2012 حيث انتشرت في أجواء الكويت كميات هائلة من الغاز واستمرت لأشهر طويلة وتفاعلت في الجو لتتحول بوجود غاز الأوزون إلى أمطار حمضية.
وقال الشواف أن الغاز الذي انتشر من بئر الروضتين هو من نوع H2S وتسبب حرقة بتحوله إلى SO2 ليتفاعل مع الماء بوجود غاز الأوزون O3 مكونا حمض الكبريتيك H2SO4 (الأسيد) حيث تساقط مع الأمطار مكونا ما يعرف بالأمطار الحمضية والتي تسبب خطرا كبيرا على الإنسان والتربة والحيوان والزراعة والبيئة البحرية وكل شيء.
وذكر الشواف أن قرار حرق غاز بئر الروضتين أتخذه فريق مشترك من الهيئة العامة للبيئة والدفاع المدني وشركة نفط الكويت.
مضيفا بأن أثر هذا الأمر ظهر أولا على طريق العبدلي – المطلاع الذي تعرض للتلف الشديد ثم توالت الأضرار لأسباب أخرى.
وأشار إلى أن اسلوب المعالجة الخاطيء والغازات المنبعثة والتي كانت تحتوي على غازات كبريتية فاقمت مشكلة الأمطار الحمضية .
وذكر الشواف انه خلال كارثة مشرف تم سحب مياه الصرف الصحي من محطة مشرف وتم ري المزروعات التجميلية والتحريجية بين المناطق بها كما تم سكب كميات مهولة في البحر حيث ساهمت عملية التبخر في زيادة تركيز الأحماض في مياه الأمطار.
وذكر الشواف ان من الأدلة على الآثار الكارثية للأمطار الحمضية علاوة على تلف الشوارع تآكل اللوحات الارشادية ودعامات الجسور المعدنية وجدران المنازل وتآكل الملابس القطنية وأي معادن مكشوفة فضلا عن التأثير على البيئتين البحرية والبرية.
واعرب الشواف عن شعورة بالأسف والأسى جراء ( حالة التبلد ) لدى الهيئة العامة للبيئة التي لم تشير إلى تزايد تراكيز الأحماض في الأمطار حيث وصل الأمر إلى مستوى الكارثة العامة فيما مسؤولي هيئة البيئة لا يبدون أي حراك.
وقال إن الهيئة تواصل تقديم معلومات غير محدثة ومغلوطة بل ومضللة بالنسبة لمعدلات الملوثات الهوائية داعيا إلى قرار حكومي يعالج المسألة لأن ما يجري من تعرية للشوارع وتعرض السيارات للتلف واحتمال إصابات مرتادي الطريق هو قمة جبل الجليد في الكارثة البيئة التي تصيب الكويت بسبب الأمطار الحمضية داعيا الحكومة إلى تعزيز الدراسات المتعلقة بآثار الأمطار الحمضية على البلاد ومخاطرها الصحية والاقتصادية.
وخاطب الشواف سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك قائلا أنه لم يعد مناسبا يا سمو الرئيس قبول مثلث التبريرات الكسول للهيئة العامة للبيئة والذي يتلخص في إدعائهم دائما بأن الارقام مزورة ، أو ضمن الحد المسموح به أو أن ما يحدث تجربة وهمية.
أرسل تعليقك