واشنطن ـ وكالات
لا شيء تغير مازالت قضية التغيرات المناخية تتفاعل يوماً بعد يوم خصوصاً لما نشهده من فترات جفاف وعدم تساقط للامطار ما يؤثر سلباً على الانتاج الزراعي وما يترتب عليه من تفاعلات اقتصادية وبيئية مختلفة، علماً أنّ لا يزال يفتقد الى وجود مجموعات متتالية من السجلات المناخية التي يجب ان تغطي المنطقة بشكل يتلاءم مع طبيعتها الجغرافية في ظل تداعيات ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وهو ما يسمح بتكاثر بعوضة الملاريا وتناقص هطول الامطارالذي سيؤدي الى زيادة تلوث الهواء خصوصا" في ضواحي بيروت.
يوضح الباحث العلمي لدى المجلس الوطني للبحوث العلمية والمتخصص بالهيدروجيولوجيا وعلوم التقنيات الفضائية الدكتور أمين شعبان أنّ التغيرات المناخية تُعرف عادة من خلال النقص في معدلات الامطار مع ارتفاع في درجات الحرارة. ويلفت إلى أنها اصبحت امرا واقعا لا محالة، ولكنه أشار إلى أنّ السؤال يبقى عن آلية هذه التغيرات سواء من ناحية الكمية أو التوزيع الجغرافي لها.
وبحسب الدكتور شعبان، فلبنان هو منطقة واقعة في دائرة التغيرات المناخية، ولكنه ما زال من السابق لاوانه الجزم بوجود تغيرات مناخية جذرية كما يتم تصوره، وهنا يجب التذكير بوجود فترات يتقلب فيها المناخ وقد تكون هذه الفترات بضع سنوات وهذا ما كان قد حصل في السابق. ويلفت شعبان إلى أنّ الجفاف الذي يتعرض له لبنان غير مألوف بالنسبة للسنوات القليلة الماضية ولكنه ما زال طبيعياً بالنسبة للنظام المناخي للمنطقة وعليه، يجب تحديد أي من العوامل المناخية هي تحت التغيير.وفي سياق متصل، يشدّد الدكتور شعبان على وجوب البحث عن وسائل بديلة للحصول على هذه المعلومات المتعلقة بالمناخ ومصادر المياه أيضاً، "ومن هذا المنطلق يقوم المجلس الوطني للبحوث العلمية باستخدام الصور القضائية المختلفة ويتم تحليل المواصفات البصرية والرقمية لها بُغية الحصول على معلومات مناخية وكذلك قياسات هيدرولوجية مرادفة".
في هذا الاطار، يكشف الدكتور شعبان تغطية النقص الموجود في المعطيات المتوفرة حول الامطار من خلال الصور الفضائية التي يتمّ في ضوئها وضع المنحنيات الرسمية والتي يمكن من خلالها استنباط الشكل العام لتغيرات سقوط الامطار. وعليه، فلقد اصبح لدى المجلس سجلات يومية عن الهاطل المطري في لبنان منذ 1965 ولتاريخه. ولكن يجب التركيز على أن هذه السجلات ناتجة عن دمج المعطيات الارضية من المؤسسات المعنية مع تلك التي استقاها باحثو المجلس من الصور الفضائية.ويوضح أنّ التقنيات الفضائية لعبت دوراً كبيراً في مراقبة الغطاء الثلجي والذي هو احد عناصر الهاطل المطري وذلك من خلال مراقبة تغيرات الغطاء الثلجي والتعرف على آلية التجميع والذوبان. والمعطيات التي تم الحصول عليها هي للخمسة وعشرين سنة الماضية. وإضافة الى الدراسات البحثية، يقوم حالياً المجلس بالتعاون مع مؤسسات عالمية بالعمل لتركيب عدد من محطات لقياس المتساقطات الثلجية وهي الأولى من نوعها في لبنان.
امام هذا الواقع، يضع الدكتور شعبان النتائج التالية والتي تم تحليلها من خلال السجلات المتوافرة مع تلك التي تم الحصول عليها من رصد المؤشرات الموجودة في صور الأقمار الصناعية:
- تزايد التقلبات في نظام تساقط الامطار وتحديداً في عدد الذروات المطرية، مع تراجع ملحوظ في المعدل السنوي العام للأمطار وذلك بما لا يزيد عن 50 مليمتر عبر الأربعين سنة الماضية. وهنا يجب التركيز على ان هذا التراجع لا زال يعتبر في النطاق الاعتيادي ولا يمكن اعتباره تغيراً فاعلاً وخصوصاً ان معدل الامطار في لبنان يصل الى ما بين 900-1000 مليمتر سنوياً.
-ارتفاع معتبر في درجات الحرارة عن معدلها العام وذلك بزيادة حوالى 1.8 خلال الأربعين سنة الماضية، وهو تغيير مناخي ملحوظ ويجب أخذه بعين الاعتبار.
أرسل تعليقك