بكين ـ شينخوا
شارك 16 عالما من اليمن والسودان وليبيا وفلسطين والمغرب في برنامج تدريبي للسيطرة على التصحر استمر لمدة شهر ليختتم في يوم الاثنين بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين.
ويضم ((البرنامج التدريبي لتكنولوجيا مكافحة التصحر للدول العربية)) الذي نظمته وزارة التجارة الصينية وأكاديمية نينغشيا للزراعة وعلوم التشجير, يضم دورات لنطاق واسع من الموضوعات تغطي عملية انتقاء الأشجار وتنمية الصناعات المتعلقة بالسيطرة على التصحر.
وقد اقيم البرنامج التدريبي خمس مرات منذ عام 2006, وشارك خلال دوراته اكثر من 100 خبير عربي للسيطرة على التصحر.
وتعرف الخبراء العرب على تقنيات منع التصحر المستخدمة في نينغشيا, وتبادلوا الخبرات مع نظرائهم الصينيين.
وحضر بشير رغويز, كبير المهندسين بوزارة البيئة التونسية, الدورة التدريبية مع زميله محمد معاتي.
وقال رغويز: "ان تونس تعاني من التصحر طيلة فصول السنة, ما يؤثر على التنمية الاقتصادية ومستوى معيشة الشعب في بلادنا".
وحاول الخبراء التونسيين زراعة أشجار النخيل بهدف تثبيت حركة الكثبان الرملية والتصدي للعواصف الرملية, ولكن سرعان ما هوت تلك الأشجار بفعل قوة الرياح العاتية.
وخلال رحلتهما الميدانية الى احدى المناطق التجريبية للسيطرة على التصحر في نينغشيا, اذهلت العالمين التونسيين النباتات المورقة الخضراء التي تغطي الرمال, واكتشفا حلولا ممكنة للمشاكل التي تواجه بلدهما.
وقال معاتي " ان تقنية تثبيت الكثبان الرملية بمواد كيميائية او بالبناء او حتى بالزراعة , يمكن ان تستخدم في تونس."
وظلت نينغشيا الواقعة في الجزء الجاف الشمالي الغربي من الصين ظلت تكافح الجفاف وامتداد الصحراء منذ تاسيسها كمنطقة ذاتية الحكم في عام 1958.
وطرح العلماء العديد من الأساليب الابتكارية لمنع تفاقم الوضع.
وتظهر الإحصاءات الصادرة عن حكومة المنطقة ان إجمالي مساحة الأراضي المتصحرة في نينغشيا تقلص من 1.65 مليون هكتار في سبعينات القرن الماضي الى 1.18 مليون هكتار في عام 2010, مع تحويل اكثر من 400 الف هكتار الى أراض زراعية.
وذكرت ليلى النوري, المهندسة البيئية من المغرب, ان خبرة نينغشيا الواسعة في جذب الاستثمارات الأجنبية وتنمية الصناعات المتعلقة بالصحارى يمكن اعتبارها ثمينة للغاية بالنسبة لبلادها .
وقالت" مع الدعم المالي والتقني من الخارج, حققت المنطقة تقدما ملحوظا فيما يخص السيطرة على التصحر", مضيفة بان" العديد من الأساليب المبتكرة بالفعل تعمل بشكل جيد في المناطق الجافة."
ووفقا لوانغ فنغ, رئيس أكاديمية نينغشيا للزراعة وعلوم التشجير, يهتم العلماء العرب على نحو خاص باختيار وزراعة النباتات المقاومة للجفاف في نينغشيا. وأشار الى انه "يمكن استخدام بعض هذه النباتات في إنتاج العلف للحيوانات الأمر الذي من الممكن ان يتحول الى صناعة مربحة".
وخلال لقائه مع مراسل شينخوا أعرب عبد العظيم مصطفى التركي, وهو مسؤول بوحدة التدريب باللجنة الوطنية الليبية لمكافحة التصحر، عن تطلعاته الى الترتيب للمزيد من العلماء الليبين للدراسة في الصين.
وأضاف " ما حدث في نينغشيا خلال الـ 50 سنة الماضية هو أمر يدعو الى الإعجاب حقا, ولا استطيع الانتظار لتقديم بعض الأساليب الفريدة للمزيد من العلماء في بلادي".
يذكر ان الصحارى تشكل ربع إجمالي مساحة اليابسة في العالم. ويعاني من التصحر أكثر من 110 دول ونحو مليار نسمة. وتعتبر الصين والعديد من الدول العربية من بين المناطق الأكثر تضررا في هذا الصدد.
أرسل تعليقك