إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع
آخر تحديث GMT00:24:25
 العرب اليوم -

إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع

جاكرتا ـ واس

بدأت مجتمعات السكان الأصليين في إندونيسيا باستخدام تكنولوجيا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لترسيم حدود أراضي أجدادهم، وهي خطوة يعتقد كثيرون أنها يمكن أن تساعد أيضاً في تخفيف الآثار السلبية لتغير المناخ. وقال روكا سومبولينجي، المتحدث باسم تحالف الشعوب الأصلية في الأرخبيل (أمان)، الذي تقع أمانته في جاكرتا ويمثل أكثر من 2,000 من مجتمعات السكان الأصليين: "لقد كان مشروع رسم الخرائط للمجتمعات أداة ناجحة لنظهر للحكومة أننا موجودون هنا، وأننا نريد حماية أراضينا". وتعد الغابات الكثيفة في إندونيسيا موطناً لحوالي 50-70 مليون شخص من السكان الأصليين، وموطناً لـ 10 بالمائة من جميع الأنواع النباتية المعروفة، وفقاً لتحالف أمان وشبكة العمل لحماية الغابات المطيرة، وهي مجموعة مناصرة بيئية دولية غير ربحية مقرها سان فرانسيسكو. وقال غوستافو فونسيكا، رئيس فريق الموارد الطبيعية لدى مرفق البيئة العالمية (GEF) لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هناك اعتراف بأهمية الغابات في إندونيسيا، ليس فقط على المستويين المحلي والوطني ولكن أيضاً على المستوى العالمي، نظراً لأنها تضم بعضاً من الغابات الأكثر أهمية على مستوى العالم حيث توجد فيها أعلى قيم التنوع البيولوجي والكربون". ويعد مرفق البيئة العالمية آلية تمويل لاتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالتنوع البيولوجي واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وقد تم رفع أكثر من 600 حالة لحقوق الأراضي في المحاكم الإندونيسية من قبل مجتمعات السكان الأصليين في السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لمؤسسة تيبتيبا (المركز الدولي للشعوب الأصلية للبحوث والتعليم في مجال السياسات)، ومقرها الفلبين. ويأمل مناصرو الاستدامة وحقوق القبائل في أن تساعد الخرائط الثنائية والثلاثية الأبعاد الآلاف من المجموعات المتنوعة للسكان الأصليين في حماية سلامة البيئات التي تعتمد عليها هذه المجموعات من أجل البقاء. وأشار تقرير صدر في عام 2013 عن برنامج شعوب الغابات (FPP)، وهي مؤسسة خيرية مقرها في المملكة المتحدة تكرس أعمالها لمساعدة سكان الغابات في جميع أنحاء العالم، أنه في عام 2011، منحت الحكومة الإندونيسية تراخيص امتياز في الغابات تغطي 23.41 مليون هكتار من أراضي الغابات لمؤسسات الصناعات الاستخراجية والشركات الزراعية. ويقول برنامج شعوب الغابات أن ذلك قد أدى إلى ازدياد عدد النزاعات على الأراضي، لترتفع إلى 8,000 نزاع داخل وخارج المحاكم في عام 2012، وذلك وفقاً للوكالة الوطنية للأراضي في إندونيسيا (BPN). وقالت فيكي تاولي كوربوز، رئيس مؤسسة تيبتيبا: "لقد ساعدتهم عملية رسم الخرائط في تأكيد حقوقهم بالأراضي عن طريق التحديد الدقيق للمناطق التي عاشوا فيها منذ الأزل". ووفقاً لتحالف أمان وبرنامج شعوب الغابات، يوجد في إندونيسيا أكثر من ألف مجموعة من مجموعات السكان الأصليين التي قامت بالمشاركة في رسم الخرائط على مدى العقدين الماضيين. وقال ماركوس كولشستر، كبير مستشاري السياسات لدى برنامج شعوب الغابات أن التقنيات الجديدة تزيد من السرعة التي يمكن من خلالها القيام بذلك. وتغطي الخرائط الرقمية - والتي تشمل العناصر المكانية (الجغرافيا الطبيعية لتشكيلات الأراضي والموارد) والمعلومات غير المكانية (المواقع الثقافية ومواقع الطقوس المقدسة) - أكثر من 2.4 مليون هكتار من مناطق السكان الأصليين، من جزيرة سومطرة إلى كاليمانتان وسولاويسي. ولكن تاولي كوربوز أشارت إلى أن استخدام الخرائط بشكل جيد ومدى فعاليتها، يعتمد على التنظيم داخل المجتمعات، وميزان القوى مع السلطات المحلية في كل منطقة. وبالنيابة عن مجتمعات السكان الأصليين، قدم تحالف أمان 256 خريطة إلى وكالة المعلومات الجغرافية المكانية الوطنية في منتصف نوفمبر 2012، وفقاً لمبادرة خريطة واحدة (OMI) التي أطلقتها الحكومة في عام 2012. وقال سامبولينجي: "لقد قبلوا خرائطنا، ويقومون بدراستها، والاعتراف بها [على مستوى السياسة]. ويعد هذا دليلاً حاسماً عن حقوقنا بالأرض". وقد أدت تعديلات أجريت على قانون الغابات في عام 1999، بناءً على قرار محكمة صدر في مايو 2013، إلى إزالة تصنيف غابات السكان الأصليين وتسميتها باسم 'الغابات الحكومية' وقد "ساعد على تحقيق ذلك تقديم الخرائط" وفقاً لما قالته تاولي كوربوز. وترتبط حقوق الأرض ارتباطاً وثيقاً بالاستدامة، والتخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الحفاظ على الغابات، التي ينظر إليها من قبل العديد من الخبراء على أنها "رئة الكوكب". وأضاف كولشستر في حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "الاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية هو عامل أساسي في هذه الإصلاحات السياسية، التي لن تبطئ إزالة الغابات فحسب، بل ستؤمن أيضاً سبل عيش المجتمعات، وتحد من النزاعات على الأراضي وتعزز الأمن الغذائي المحلي". وتقول الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وهي اتفاقية وقعها 150 من القادة في قمة الأرض في ريو عام 1992، أن الحفاظ على التنوع البيولوجي يساعد على التكيف من خلال "[إزالة] ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ... وخفض الانبعاثات الناتجة عن تراجع مستوى الغابات". ووفقاً لنيكول جيرار، منسقة برنامج آسيا في المجموعة الدولية لحقوق الأقليات، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة، يوجد لدى السكان الأصليين مصالح كبيرة في حماية التنوع البيولوجي لأنهم يعتمدون عليه في بقائهم، بما في ذلك الصيد وجمع المنتجات الحرجية غير الخشبية لتلبية احتياجاتهم اليومية. وأضافت جيرار: "عندما يتم تهديد مواردهم بسبب مشاريع التنمية أو تغير المناخ، فإن الأثر يكون أكثر حدة وقوة من الأثر الذي يشعر به أولئك الذين يعيشون في المدن". وأوضحت تاولي كوربوز أنه على مدى أجيال تعلم السكان الأصليون العيش على نحو مستدام ولديهم فهم عميق للإمكانات المحدودة للغابة، مما يجعلهم الأشخاص المثاليين لرعاية أراضي الغابات. وعلى سبيل المثال، تحفظ ممارسة تقليدية للوقاية من الحرائق سير النظام البيئي من خلال خلق حواجز لاحتواء النيران، مما يؤدي إلى حماية أعمق وأهم أجزاء الغابة. من جهته، أشار فونسيكا أن "حقوق الشعوب الأصلية في الغابات قد تم الاعتراف بها منذ فترة طويلة باعتبارها عنصراً حاسماً في الحفاظ على البيئة والتصدي لتغير المناخ".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع إندونيسيا تتصدى لتغير المناخ بنظام تحديد المواقع



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab