الاحتباس الحراري واضطراب المناخ يهدّد سلامة الطيران
آخر تحديث GMT12:54:45
 العرب اليوم -

الاحتباس الحراري واضطراب المناخ يهدّد سلامة الطيران

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاحتباس الحراري واضطراب المناخ يهدّد سلامة الطيران

لندن ـ وكالات

هل أصبحت عبارة «ركوب الهواء» التي استُعمِلَت في عهود ماضيّة لوصف الطيران، تعبيراً حرفيّاً عما يتضمّنه السفر جوّاً؟ هل باتت السيّارة تمثّل تهديداً مباشراً للطائرة؟ هل يصبح ركوب الطائرة مغامرة شيّقة، ربما بديلاً للقفز بالحبل «بانجي جامبنغ»، بسبب الآثار الحادة لتراكم الغازات المُلوّثة للغلاف الجوي، كتلك التي تنبعث من عوادم السيّارة؟ لا يتعارض القلق الذي ربما أثارته هذه الأسئلة وسواها مع التقارير المتواترة عن انخفاض نسبة حوادث تحطّم الطائرات في الآونة الأخيرة. فمقابل هذه الأرقام المُطمئنة، تتكاثر التقارير والدراسات عن ارتفاع حالات الاضطراب في رحلات الطيران التي ترسم شبح الخوف من الموت أمام أعين المسافرين جوّاً، بانتظار أن تلامس عجلات الطائرة أرض المطار بأمان. أشار تقرير صدر أخيراً من جامعتي «ردينغ» و»إيست أنغليا» البريطانيتين إلى أن الاضطراب المناخي، خصوصاً ظاهرة الاحتباس الحراري، أدّت الى زيادة الاضطراب في الطائرات، خصوصاً المدنيّة منها التي تحمل كلٌّ منها مئات الركاب، بمعدل الضعفين. وأورد هذا التقرير أن متغيّرات المناخ تزيد اضطراب الهواء حول هيكل الطائرة وجناحيها، ما يؤدي إلى تخلخل أساسي في القوى التي ترفع الطائرة أثناء تحليقها. ويزيد في أهمية هذا التقرير أنه أول دراسة في العلاقة علميّاً بين اضطراب المناخ وتحليق الطائرات. وبديهي أن ينصبّ الاهتمام على الطائرات المدنيّة، لأن الطائرات الحربيّة هي أكثر أماناً بمعايير السلامة الجويّة، نظراً إلى قوة محرّكاتها قياساً إلى حمولتها، فضلاً عن تمتع معظمها بأجنحة واسعة نسبيّاً. في هذه الدراسة، عمد الاختصاصيان بول وليامز، من جامعة «ردينغ» ومانوج جوشي من جامعة «إيست آنغليا»، إلى استخدام تقنيّات متطوّرة في المحاكاة الافتراضية بالكومبيوتر، كي يدرسا حال التيار النفّاث فوق المحيط الأطلسي. ويؤدي هذا التيّار دوراً أساسياّ في تعاقب الفصول، ونُسِب إليه التسبّب في حرائق باكستان وفيضانات روسيا إبّان عام 2010. وتتوقّع هذه الدراسة، أنه بداية من منتصف القرن 21، سترتفع نسبة تعرّض الطائرات لاضطرابات هوائيّة تُعرقل مساراتها، بما يراوح بين 40 و170 في المئة، ما يعني أن المساحات التي تتخلّلها «مطبّات» جويّة ستزيد إلى ضعفي عددها حاضراً. وكذلك توقّعت الدراسة عينها أن تزيد قوّة الخضّ في «المطب» الهوائي، بما يراوح بين 10 و40 في المئة. وبيّن وليامز أن معظم المسافرين جوّاً كابَدوا المعاناة التي يتضمّنها المرور بـ «مطب» هوائي أثناء رحلاتهم. وقال «بيّنت دراستنا أن علامة «يرجى ربط الأحزِمَة» ستُضاء بصورة أكثر تكراراً واستمرارية، خلال العقود القليلة المُقبِلَة. لنلاحظ أن الخضخضة في الجو ليست مِزاحاً. وإضافة إلى المعاناة النفسيّة للكثيرين، تؤدي هذه الخضخضة إلى إصابة مسافرين وأطقم الطائرات، بأذيات جسديّة متنوّعة. وكذلك تتسبّب «مطبّات» الهواء في تأخير الرحلات وتُسرّع في خراب الطائرة. وتُقدّر كلفة هذه الاضطرابات الهوائيّة بـ150 مليون دولار سنوياً». وكذلك لاحظ وليامز أن تكرار مرور الطائرة في «مطبّات» الهواء، يؤدي إلى انحدار في نوعيّة الرحلات جوّاً، إذ تغدو مهتزّة وغير مريحة ومفتقدة مشاعر الطمأنينة، وهي أمور تضع الركاب وأطقم الملاحة الجوّية على محكّ صعب. ولفت إلى أن تغيير خط طيران الطائرات بهدف تفادي مناطق تعاني من «مطبّات» خطيرة، يزيد استهلاك الوقود، وتاليّاً يزيد انبعاث عوادم مُلوّثة للغلاف الجوي، إضافة الى أن تكاثر التأخير في الرحلات الجويّة يدفع إلى زيادة سعر التذاكر. في نفسٍ مُشابِه، أورد الاختصاصيّ جوشي أن هذه الدراسة ركّزت على الاضطراب الجويّ الذي يحصل في الهواء الصافي، لأن هذا النوع من الاضطراب لا يكون ملحوظاً من جانب الطيّارين ولا الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى أنه يصل إلى ذروته في فصل الشتاء. ولفت وليامز إلى المفارقة الكامنة في أن الطائرات تساهم في تلوّث الغلاف الجوي، الذي يبدو كأنه «يثأر» لنفسه بجعل الهواء مخلخلاً وأقلّ ملاءمة للطيران.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتباس الحراري واضطراب المناخ يهدّد سلامة الطيران الاحتباس الحراري واضطراب المناخ يهدّد سلامة الطيران



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

اغتيال فاطمة حسونة منح فيلمها الحياة

GMT 03:01 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

سلاح حزب الله

GMT 03:10 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

القصة الإيرانية

GMT 00:55 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

3 غارات جوية أمريكية تستهدف منطقة نقم شرق صنعاء

GMT 00:51 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

هجوم روسي عنيف على أوديسا الأوكرانية

GMT 08:34 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

قطة تثير ضجة بين الصحفيين في البيت الأبيض

GMT 06:19 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

السعودية وهندسة تبريد المنطقة

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 01:20 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

شهيدان برصاص الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس

GMT 00:53 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي صافرات الإنذار بمستوطنة إيلي زهاف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab