الجزيرة الجليدية غرينلاند تزدهر مع تغير المناخ وارتفاع مستويات البحار
آخر تحديث GMT15:05:35
 العرب اليوم -

الجزيرة الجليدية غرينلاند تزدهر مع تغير المناخ وارتفاع مستويات البحار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجزيرة الجليدية غرينلاند تزدهر مع تغير المناخ وارتفاع مستويات البحار

واشنطن ـ وكالات

  على رغم المخاوف العالمية من الاحتباس الحراري، وما قد ينجم عنه من تغير المناخ وارتفاع مستويات البحار والتغيرات البيئية المختلفة، يتيح ذوبان الجليد فرصة رابحة محتملة للدول المتاخمة للقطب الشمالي. أظهرت دراسة مسحية أجرتها منظمة «جيولوجيكال سيرفي» الأميركية للمسح الجيولوجي عام 2008 أن 22 في المئة من الموارد النفطية العالمية غير المكتشفة تقع تحت الصفيحة الجليدية، بالاضافة الى ملايين الأطنان من الرسوبيات المعدنية كاليورانيوم والرصاص والزنك ومعادن أرضية نادرة أخرى. وفيما تتأهب بلدان قوية لجني مكاسب من هذه الثروات، من خلال السباق التكنولوجي أو النفود السياسي، تطمح غرينلاند إلى الاستفادة من تقدم عمليات التنقيب. لقد هدد تغير المناخ سبل عيش سكان هذه الجزيرة الجليدية التابعة للدنمارك، التي منحت حكماً ذاتياً عام 2009. وتشير دراسات إلى ارتفاع معدل درجة الحرارة السنوية في شمال شرق الجزيرة بمقدار 4,5 درجات مئوية خلال السنوات الـ15 الماضية، مع ما يرافق ذلك من ذوبان الصفائح الجليدية. وتعاني مناطق كثيرة من عدم استقرار الجليد البحري المتكسر، إذ يعيق حركة مركبات الثلج والمزالج التي تجرها الكلاب، كما يحول دون الصيد التقليدي على الجليد. وأدت سخونة المياه إلى هجرة الأسماك شمالاً نحو مياه أكثر برودة، ما سدد ضربة إلى قطاع الصيد وصناعة تعليب الأسماك. التنقيب عن الثروات النفطية والمعدنية في قاع المحيط المتجمد الشمالي قد يحل مشكلة غرينلاند الاقتصادية ويمنحها نفوذاً سياسياً، بعد اعتمادها الطويل على الدعم المالي المتضائل من الحكومة الدنماركية. وهي تأمل أن تحل عائدات التعدين محل هذا الدعم. وبالفعل، أخذ التحول يتضح بعد أن منح مكتب المعادن والبترول في غرينلاند 150 ترخيصاً للتنقيب عن المعادن على الشاطئ وفي المياه الاقليمية، في مقابل 20 ترخيصاً قبل عقد من الزمن. ويأمل كثير من سكان غرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة أن توفر هذه الخطوة فرص عمل، لتخفيض إحدى أعلى نسب البطالة ومعدلات الانتحار في العالم. وبهدف زيادة عدد العمال المؤهلين، يتم إدخال الشباب الى مدارس خاصة لتلقينهم علوم الحفر واللغة الانكليزية. كما تنفذ مشاريع للبنية التحتية وشق طرق خارج المناطق الآهلة وإنشاء مرفأ جديد وتوسيع مطار كان مهدداً بالإغلاق. لكن الازدهار الموعود ليس أكيداً، إذ يعتقد كثير من العلماء أن احتياطات النفط والغاز والمعادن في قاع المنطقة القطبية الشمالية تقل كثيراً عما ورد في دراسة 2008، وأن الوصول الى ثروات الأعماق السحيقة لن يكون سهلاً. وقد أوقفت شركات نفطية كبرى عملياتها في المنطقة القطبية. حتى المطلعون من أهالي غرينلاند يعبرون عن مخاوفهم من الفورة الاقتصادية الموعودة. فكثيرون يخشون انعكاس عمليات التنقيب والاستخراج خسارة للطبيعة، وتقويض سلالم الرواتب المحلية، وانقضاض الأجانب على فرص العمل. كما قد تشكل الصدمة الثقافية عائقاً، نظراً الى عزلة غرينلاند التاريخية الطويلة عن بقية العالم. إضافة الى ذلك، هناك حالياً حظر دنماركي مفروض على التنقيب عن المعادن المشعة، ما يحول دون استخراج أي معادن أرضية (earthmetals) نظراً الى أن هذين النوعين من المعادن غالباً ما يستخرجان معاً. ثمة من يرى أن حمىّ التنقيب عن الثروات القطبية قد تمنح غرينلاند نفوذاً سياسياً واكتفاء ذاتياً يغنيها عن الدعم المالي الدنماركي. ويذهب بعضهم بعيداً إلى أنها قد تصبح أول دولة مستقلة «يخلقها» تغير المناخ.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزيرة الجليدية غرينلاند تزدهر مع تغير المناخ وارتفاع مستويات البحار الجزيرة الجليدية غرينلاند تزدهر مع تغير المناخ وارتفاع مستويات البحار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab