اكتشاف جينوم ذبابة التسي تسي الماصة للدماء
آخر تحديث GMT23:59:34
 العرب اليوم -

اكتشاف جينوم ذبابة "التسي تسي" الماصة للدماء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اكتشاف جينوم ذبابة "التسي تسي" الماصة للدماء

ذبابة "التسي تسي" الماصة للدماء
روما ـ أ.ش.أ

نجح العلماء في فك الشفرة الوراثية لذبابة (تسي تسي) الماصة للدماء، مما رفع الأمل في مساعدة جهود المستقبل بقوة للسيطرة على واحد من الأمراض الحيوانية الأكثر تدميرا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والمستشري عن طريق هذه الحشرة.
وبفضل 10 سنوات من الجهد التعاوني الدولي بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمكن التعرف على "التسلسل الجينومي" لذبابة "التسي تسي" (العاضة اللاسنة)، وتوسيم مراحله في مختبر مراقبة الآفات الحشرية المشترك بين الوكالتين العالميتين بفيينا.
وإذ يسمح هذا الإنجاز للعلماء بدراسة أفضل لجينات الذبابة والمهام الوظيفية لكل منها، ينبغي أن تقود المعارف المكتشفة حديثا إلى فتح الأبواب على مصراعيها لمزيد من بحوث السيطرة على هذه الحشرة الخطيرة.
ولا يعثر على ذبابة "التسي تسي" سوى في أفريقيا، وتنقل الطفيليات الوحيدة الخلية المسببة لداء المثقبيات (التريبانوزوما)، أو مرض "ناغانا" كما يعرف محليا، وغالبا ما يكون المرض الذي يصيب نحو ثلاثة ملايين من الحيوانات في القارة كل عام قاتلا، كما يستتبع تكاليف باهظة بالنسبة لسبل معيشة المزارعين وأمنهم الغذائي.
ويؤدي هذا المرض إلى حالة مزمنة من الإنهاك التي تقلل من الخصوبة، واكتساب الوزن، وإنتاج اللحوم والحليب، ويجعل الماشية أضعف من أن تستخدم في الحرث أو النقل، مما يؤثر أيضا على إنتاج المحاصيل.
ويمكن للبشر الذين تعرضوا للدغ من الذباب الناقل لهذا الطفيل أن يصابوا بمرض النوم الأفريقي، وقد يكون قاتلا للإنسان أيضا إن لم يعالج طبيا.
ولا يتاح لقاح ناجع ضد هذا المرض للاحتياط منه مباشرة، سواء في الماشية أو في صفوف البشر، إذ تنجح الطفيليات المنقولة في التهرب من الهجوم الدفاعي للجهاز المناعي لدى الثدييات؛ ولذا تقتصر المكافحة في المقام الأول ضد "التسي تسي" على نصب الشراك، والرش بالمبيدات، بالإضافة إلى استراتيجية إطلاق الذكور العقيمة بالإشعاع.
وقال الخبير كوستاس بورتسيز من القسم المشترك بين منظمة الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمختص بالتقنيات النووية في مجالات الغذاء والزراعة إن "فك شفرة الحامض النووي لذبابة (تسي تسي) هو طفرة علمية كبرى تفتح الطريق أمام سيطرة أكثر فعالية على داء المثقبيات؛ ولا شك أن تلك أخبار سارة بالنسبة للملايين من الرعاة والمزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".
وأضاف أن "الكشف عن داء المثقبيات وعلاجه حاليا عملية مكلفة وصعبة وأيضا خطرة على الماشية لأنها غالبا ما تنطوي على استخدام عقاقير سامة، وهذا الاكتشاف الجديد من شأنه أن يسرع بالبحوث في مجال تقنيات مكافحة ذبابة التسي تسي ويساعد العلماء في تطوير استراتيجيات مستجدة ومتكاملة للحد من استخدام الأدوية المكلفة والمبيدات الحشرية".
بيولوجية فريدة من نوعها
وفي غمار الجهود لفك "الشفرة الجينومية" لهذه الذبابة الخطيرة، ركز العلماء من مختبر مكافحة الحشرات المشترك بين منظمة الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية على علاقة ذبابة "تسي تسي" بنوع من البكتيريا التكافلية (Wolbachia)، وهي بكتيريا تؤثر في العديد من أنواع الحشرات المستضيفة لها بالنسبة لخصائصها البيولوجية والسلوكية، بما في ذلك التكاثر وأنماط التزاوج وأيضا قدرتها كناقل للأمراض.
وذكر خبير القسم المشترك بين الوكالتين أن "فريقنا من المنظمتين ساهم في اكتشاف الانتقال الأفقي لشرائح عريضة من تسلسل الجينوم، من البكتيريا الولبخية إلى ذبابة التسي تسي.. أما كيفية تأثير هذه الجينات تحديدا على الوظيفية الأحيائية للذبابة موضع الدرس فلم تزل قيد البحث والاستقصاء حاليا".
وترتبط ذبابة "التسي تسي" في علاقة معقدة مع البكتيريا الولبخية واثنين من أنواع البكتيريا التكافلية الأخرى في وظيفية أحيائية فريدة من نوعها، تشمل أيضا التغذي حصرا على الفقاريات ذات الدم، وتلك الولادة للصغار، والمرضعة.
وصدرت أول مجموعة من النتائج حول جينوم ذبابة "التسي تسي" في أحدث عدد من مجلة "science " العلمية، في بحث بعنوان "التسلسل الجينومي لذبابة تسي تسي (العاضة اللاسنة): الناقل لداء المثقبيات الإفريقي".
تقنية الحشرة العقيمة
ويدعم القسم المشترك بين منظمة الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية حاليا 14 بلدا أفريقيا في جهودها الرامية إلى معالجة مشكلة داء المثقبيات من خلال السيطرة على عشائر ذبابة "التسي تسي" بدمج تقنية الحشرات العقيمة مع أساليب المكافحة الأخرى.
ويتألف أسلوب ناجح لمكافحة هذه الحشرة، وهو تقنية الحشرة العقيمة من إطلاق أعداد كبيرة من الذكور المعقمة بواسطة جرعات منخفضة من الإشعاع في المناطق الموبوءة للتزاوج مع الإناث البرية.. ونظرا إلى أن التزاوج لا ينتج ذرية، فإن التقنية إذا ما طبقت منهجيا في مناطق منتقاة تحديدا، يمكنها القضاء في نهاية المطاف على العشائر البرية لهذه الذبابة.
وبالفعل أمكن اجتثاث ذبابة "التسي تسي" بنجاح في جزيرة زنزبار باستخدام تقنية الحشرة العقيمة ويجري حاليا تطبيقها بفعالية في أجزاء من جنوب إثيوبيا.. في يناير الماضي، ذكرت السنغال أنها تحرز تقدما قويا في المناطق الموبوءة في إقليم (نياز) بفضل هذا الأسلوب.
ويستخدم القسم المشترك بين منظمة الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمختص بالتقنيات النووية في مجالات الغذاء والزراعة، المنشأ عام 1964، مواهب وموارد كلتا المنظمتين لتوسعة نطاق التعاون بين بلدانهما الأعضاء في تطبيق التقانات النووية والتكنولوجيا الحيوية للنهوض بالأمن الغذائي المستدام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف جينوم ذبابة التسي تسي الماصة للدماء اكتشاف جينوم ذبابة التسي تسي الماصة للدماء



GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف صيادان نوعا جديدا من الثعابين بأنياب “تشبه النصل”

GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أثبت علماء أن القطط "تشعر بعاطفة حقيقية تجاه البشر

GMT 04:01 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الشمبانزي المريض يعالج نفسه بالنباتات

GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 03:39 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اكتشاف نوع جديد من الثعابين في تايلاند

GMT 06:36 2024 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

تأسيس مركز آمن لإنقاذ طائر أكيكيكي من الانقراض

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab