الجراد الصحراوي يهاجم دولا عربية ويسبب كوارث
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

الجراد الصحراوي يهاجم دولا عربية ويسبب كوارث

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجراد الصحراوي يهاجم دولا عربية ويسبب كوارث

الجراد الصحراوي
واشنطن - العرب اليوم

قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إنها لم تحصل سوى على 21 مليون دولار من قيمة المساعدات المطلوبة، منذ إطلاق المناشدة في 22 و23 يناير، والبالغة قيمتها 76 مليون دولار لمكافحة آفة الجراد غير المسبوقة التي تجتاح شرق أفريقيا وخاصة السعودية والسودان واليمن وتهدد الأمن الغذائي لملايين المواطنين الذين يعانون من أزمة غذائية حادّة أمثال إثيوبيا والصومال وكينيا.

وفي مؤتمر صحفي مشترك لمنظمة الفاو ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في مقرّ الأمم المتحدة أمس، الاثنين، قال المشاركون إن إثيوبيا والصومال تواجهان أزمة هي الأكبر منذ ربع قرن، في حين لم تشهد كينيا أزمة مماثلة منذ 70 عاما، وحذر المسئولون من أن جنوب السودان وأوغندا معرّضتان للخطر، وثمّة قلق بشأن تكوّن أسراب جديدة في إريتريا وجيبوتي والمملكة السعودية والسودان واليمن مع استمرار انتشار الجراد على جانبي البحر الأحمر.

وقال منسق الشئون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، إن 13 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال يعانون من انعدام الأمن الغذائي و10 ملايين منهم يعيشون في المناطق المتضررة بسبب الجراد، وأضاف لوكوك: "إذا لم نجد حلا خلال أسبوعين أو ثلاثة فنحن قلقون من أن نجد أنفسنا أمام مشكلة خطيرة جدا، ولكن يمكن إحراز تقدم إذا تم التحرّك الآن، فالمعيق الأكبر هو المال".

 وأشار لوكوك إلى أن أوتشا قدّمت 10 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ أملا في أن تحذو الدول حذوها وتقدّم الدعم المطلوب للمساعدة في التخفيف من آثار انتشار الجراد ومساعدة المجتمعات المتضررة، وحول أسباب تفشي ظاهرة الجراد الصحراوي، ربط رئيس شعبة الطوارئ والتأهيل في الفاو، دومينيك بيرجون، بين هذه الظاهرة وتغيّر المناخ، وقال "إن السبب الرئيسي هو حدوث إعصاريْن في المحيط الهندي في مايو وأكتوبر 2018، وهو ما تسبب برطوبة عالية في المنطقة الواقعة بين اليمن وعُمان والسعودية التي يُطلق عليها "الربع الخالي" وهي منطقة لا يمكن الوصول إليها بسبب طبيعتها وقد انتعش الجراد هناك وتكاثر بكثرة".

وأضاف أن الجراد ينتقل جنوبا وشمالا، وعندما وصل إلى اليمن جنوبا وجد بيئة خصبة كالرطوبة لوضع البيض وعند موسم الجفاف في اليمن انتقل في يونيو 2019 إلى شمال شرق إثيوبيا وشمال الصومال وعادة ما ينخفض تأثير الجراد مع ارتفاع الحرارة والجفاف، يمكن لسرب الجراد الذي يجتاح كيلومترا واحدا أن يلتهم طعاما في يوم واحد يساوي ما يأكله 35 ألف شخص، وقال بيرجون: "إلا أن المشكلة هي أنه في السابع من ديسمبر حدث إعصار كبير وصل إلى تلك المناطق في إثيوبيا والصومال حيث يعيش الجراد، وهو ما خلق ظروفا مناسبة للجراد كي يتكاثر مجددا".

وأضاف أنه في 28 ديسمبر اجتاح الجراد كينيا وتأثرت مناطق كثيرة فيها، وحذر المسئول في الفاو من تدهور الأوضاع أكثر مع ظهور جيل جديد من الجراد في موسم الزراعة في مارس المقبل، إذ إن الدمار الذي يخلفه الجراد هائل، إذ يمكن لسرب الجراد الذي يجتاح كيلومترا واحدا أن يلتهم طعاما في يوم واحد يساوي ما يأكله 35 ألف شخص، من جانبه، قال كيث كريسمان، مسئول تنبؤات الجراد الصحراوي في الفاو، إن عدم التحرك في الوقت المناسب سيكون له عواقب وخيمة "في كينيا على سبيل المثال استمر الجراد في اجتياح تلك المناطق على مدار خمسة أسابيع، وهذا يدل على تكاثر الجراد وتفشي الآفة في مناطق شاسعة ولكن بسبب الموارد غير الكافية لا يمكن الوصول إلى جميع تلك المناطق".

وقال كريسمان: "سيفقس البيض هذا الشهر، وبعدها ستظهر مواليد الجراد التي لا تملك أجنحة وتقفز على الأرض وكأنها سجاد متحرك على الرمال، وستحجب رؤية الأرض وبعد ستة أسابيع ستكبر هذه الحشرات لتتحول إلى أسراب جديدة وهو ما يتزامن مع موسم الأمطار والزراعة، وعادة ما يمتنع المزارعون عن الزراعة في هكذا ظروف وهو ما يحمل تداعيات كبيرة على سبل المعيشة والأمن الغذائي".

وقال كريسمان إن تلك الحشرات الصغيرة تكبر بعد عدة أسابيع وتبدأ بالتكاثر، وبهذا تتجدد الدائرة مرة أخرى، وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، طالب الدول بالرد "بسرعة وسخاء" لضمان استجابة فعّالة والسيطرة على الآفة، جاء ذلك خلال مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا يومي السبت والأحد. وربط الأمين العام أزمة الجراد بتغيّر المناخ، وطالب الدول المتقدمة بالتقليل من الانبعاثات ودعم أفريقيا بقوة، وقال السيّد جوتيريش، "إن أفريقيا الأقل تسببا بهذه الحالة الطارئة لكنها تعاني من بعض أكثر عواقبها تدميرا".

 وأضاف الأمين العام: "من المهم أن تقلل الدول المتقدمة من الانبعاثات وأن تدعم بقوة أفريقيا في التكيف وبناء المرونة والمتطلبات المالية التي تحتاجها القارة لمواجهة تغيّر المناخ"، هذا وقد تبرّع الأربعاء الماضي الصندوق الاستئماني للتضامن الأفريقي بمليون دولار لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمكافحة الجراد الصحراوي المتزايد في القرن الأفريقي، جاء ذلك خلال اجتماع للجنة التوجيهية للصندوق في مقر الفاو في روما، ويأتي التبرع الجديد للصندوق عقب إجراء مماثل اتخذته اللجنة التوجيهية في أعقاب تفشي مرض الإيبولا في غرب أفريقيا قبل عدة سنوات، فقد خصص الصندوق حينها 1.5 مليون دولار لدعم مشاريع التدخل السريع في ثلاثة بلدان متأثرة بالإيبولا (غينيا وليبيريا وسيراليون).

 وحذرت الفاو من أنه إذا لم يتوقف هطول الأمطار التي تفوق معدلها السنوي وإذا لم تفلح عمليات السيطرة في إيقاف الجراد، يمكن للآفة أن تنتشر في شرق أفريقيا قبل انتهاء عام 2020، وهو ما سيحمل تداعيات خطيرة على المنتوجات الزراعية والمراعي في جميع أنحاء المنطقة وسيعرّض الأمن الغذائي للخطر في الوقت الذي يعاني ملايين الأشخاص أصلا من انعدام أمن غذائي حادّ.

قد يهمك أيضاً:

"الفاو" تعلن أستقرار أسعار الغذاء العالمية في سبتمبر


أسعار الذرة والقمح تدفع مؤشر الفاو لأسعار المواد الغذائية العالمية إلى الانخفاض

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجراد الصحراوي يهاجم دولا عربية ويسبب كوارث الجراد الصحراوي يهاجم دولا عربية ويسبب كوارث



GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 22:11 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

العثور على مئات الفيلة ميتة في بوتسوانا

GMT 11:26 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

التماسيح القديمة كانت تمشي على "قدمين"

GMT 10:35 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

عودة السلاحف وأسماك القرش إلى سواحل تايلاند

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab