الفيلة في كينيا مهددة بسبب الأفوكادو
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

الفيلة في كينيا مهددة بسبب الأفوكادو

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفيلة في كينيا مهددة بسبب الأفوكادو

الفيلة
نيروبي - العرب اليوم

 إذا كانت بعض الفيلة في كينيا تنجو في من الصيد الجائر والرماح والجفاف، فإن ظاهرة جديدة غير متوقعة تهددها وتتمثل في الطلب المتزايد على الأفوكادو بعد بزوغ الفجر، يطل الفيل "تولستوي" بهيكله العملاق ونابيه اللذين يكادان يلامسان الأرض، داخل متنزه أمبوسيلي الكيني على سفح جبل كيليمنجارو حيث يعيش وسط الطبيعة البرية منذ ما يقرب من نصف قرن وقد قاوم لسنوات رماح الصيادين غير القانونيين وموجات الجفاف، غير أن التهديد الأكبر عليه يتمثل في الطلب المتنامي على الأفوكادو وتشكل مزرعة بمساحة 73 هكتاراً قرب متنزه أمبوسيلي الشهير الزاخر بأجناس كثيرة من الحيوانات البرية، محور معركة قضائية ويؤكد مناهضو المزرعة، وهم مالكو عقارات ومجموعات بيئية، أن المزرعة تعيق تنقل الفيلة وتتعارض مع الاستخدام التاريخي لهذه الأراضي غير أن ممولي المزرعة ينفون ذلك مؤكدين أنها لا تهدد الحيوانات البرية في المكان وتوفر في المقابل وظائف ضرورية في أراض غير مستغلة.

ويعد تدمير مواطن العيش الطبيعية والأراضي الزراعية، مع الصيد غير القانوني، من الأسباب الرئيسية للتراجع الكبير في أعداد الفيلة الأفريقية، وفق تحذيرات وجهها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهي منظمة غير حكومية بارزة ناشطة للحفاظ على التنوع الحيوي، في تقرير أصدرته الخميس وباتت الفيلة الأفريقية على "القائمة الحمراء" الصادرة عن المنظمة للأجناس التي تواجه خطر الانقراض وصُنفت فيلة الأدغال، وهو الجنس الموجود قرب أمبوسيلي، ضمن قائمة الأجناس "المهددة" بالانقراض، بعدما تراجعت أعدادها بنسبة لا تقل عن 60 % خلال السنوات الخمسين الأخيرة كما باتت فيلة الغابات، الموجودة خصوصا في وسط القارة الإفريقية وغربها، مصنفة ضمن قائمة الأجناس التي تواجه "خطر انقراض أقصى".

الذهب الأخضر

وتحتل كينيا موقعاً متقدماً بين قائمة الدول المصدّرة للأفوكادو، وقد ازدادت صادراتها بدرجة كبيرة مع الشغف المتنامي بهذا النوع من "الأطعمة الخارقة" الذي بات من المكونات الهامة على قوائم الطعام حول العالم وتشغل كينيا المركز السادس على قائمة الدول الأكثر تصديراً للأفوكادو إلى أوروبا، وقد ارتفعت هذه الصادرات بنسبة 33% لتصل إلى 127 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وفق اتحاد مصدّري المنتجات الطازجة في البلاد.

وخلال هذه السنة الاستثنائية حصلت شركة "كيلي آفو فريش ليمتد" على إذن من الهيئة الوطنية لإدارة البيئة (نيما) لإقامة مزارع لها على أراض باعها أشخاص من إتنية ماساي وجرى نزع المزروعات من الأرض من ثم تسييجها، وبعدها جُهزت بألواح شمسية وبمشتل مع حفريات لاستغلال المياه الجوفية ويذكّر أصحاب الأراضي في المناطق المجاورة ومجموعات بيئية بأن الزراعة على نطاق واسع ممنوعة في هذا المكان بموجب خطط استغلال الأراضي في المنطقة وفي سبتمبر/أيلول، أمرت هيئة "نيما" نزولاً عند حملة ضغوط، شركة "كيلي آفو" بتعليق أنشطتها ريثما يتم الانتهاء من درس الملف، وطعنت الشركة بالقرار أمام المحكمة البيئية في كينيا التي تنظر حاليا في القضية وتستمر الزراعات في المكان، وفي صباح أحد أيام مارس/آذار، لوحظ وجود جرارات زراعية تحرث الأرض، فيما كان عمّال زراعيون يسقون أشجار الأفوكادو الصغيرة.

تعايش مستحيل؟

رغم ازدهار أنشطتها، يبقى حجم زراعة الأفوكادو محدوداً في كينيا مقارنة مع السياحة التي درّت 1.6 مليار دولار على البلد الأفريقي سنة 2019 غير أن مدير المزرعة جيريميا شواكا سالاش، وهو مساهم أيضاً في "كيلي آفو"، يؤكد أن هذا المشروع الزراعي "أنقذ" موظفين كثيرين في القطاع السياحي بعدما فقدوا وظائفهم بسبب تدابير الإغلاق خلال جائحة "كوفيد-19" ويوضح سالاش وهو من المنطقة وينتمي إلى إتنية ماساي "أدافع عن فكرة إمكان التعايش مع الحيوانات البرية والاستحصال على مصدر إيرادات آخر"، مشيراً إلى وجود مزرعة أكبر للفواكه والخضر في الجوار أما أصحاب الأراضي المجاورة والخبراء في الحياة البرية فلهم موقف حاسم: لا إمكان للتعايش بين الأمرين ويحذر هؤلاء من أن زراعة الأفوكادو تستهلك كميات كبيرة من مياه الريّ وتهدد تاليا هذا النظام البيئي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي والذي يواجه أصلا موجات جفاف متكررة كذلك اصطدمت الفيلة بالسياج الكهربائي الذي وضعته "كيلي آفو"، في دليل برأي هؤلاء على وجوده على الطرق التي تسلكها الفيلة لدى مغادرتها أمبوسيلي للتكاثر أو للبحث عن الماء أو المراعي.

وتقول بولا كاهومبو التي تدير منظمة "وايلدلايف دايركت" غير الحكومية "يمكنكم تصور موت الفيلة في أمبوسيلي لكي يأكل الأوروبيون الأفوكادو؟" ويشير معارضو المشروع إلى أن السماح لشركة "كيلي آفو" بمواصلة أنشطتها سيؤدي إلى سابقة خطرة، في ظل سعي جهات أخرى إلى استغلال هذه الأراضي ويواجه "تولستوي" ورفاقه الفيلة البالغ عددها ألفان في هذا النظام البيئي، أصلا المركبات التي تعبر ملجأ كيمانا، وهو ممر إلزامي بين متنزهات مختلفة ويقول دانيال أولي سامبو من منظمة "بيغ لايف فاونديشن" غير الحكومية المحلية "إذا ما استمر الوضع على حاله، سيكون مصير متنزه أمبوسيلي الوطني الزوال" ويضيف: "هذه الفيلة سترحل، وستكون تلك نهاية المتنزه وانهيار السياحة في المنطقة".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تعرف على سبب تعقب الفيلة بواسطة الأقمار الصناعية

عوائق كهربائية في سريلانكا لحماية الفيلة من مخاطر "البلاستيك"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلة في كينيا مهددة بسبب الأفوكادو الفيلة في كينيا مهددة بسبب الأفوكادو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab