حشرة الدعسوقة على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ
آخر تحديث GMT22:00:50
 العرب اليوم -

حشرة "الدعسوقة" على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع المناخ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حشرة "الدعسوقة" على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ

أمستردام ـ وكالات

لو سرت على شاطئ في هولندا قبل عشرين سنة ورأيت دعسوقة (أم علي) على ورقة شجرة أو عشبة، فغالب الظن أنها كانت حمراء مع بقعتين سوداوين. ولو توغلت أكثر داخل البلاد، فالأرجح أنك كنت عثرت على دعسوقة سوداء مع بقع حمراء. لكن خلال العقود الثلاثة الماضية، بات الباحثون يعثرون على مزيد من الدعاسيق الحمراء داخل البلاد. والسبب في اعتقادهم أن سخونة الطقس ونقصان الأيام المشمسة قد يكونان الدافع إلى حدوث تغير في لون الدعسوقة. قام بول بريكفيلد، الاختصاصي بعلم الوراثة الإيكولوجية في جامعة كيمبريدج البريطانية، مع فريق من الباحثين البريطانيين والهولنديين، بدراسة الدعاسيق ذات البقعتين منذ عقود، بعدما أثار اهتمامهم كون مجموعات مختلفة من الدعاسيق هي ذات ألوان مختلفة. ففي العام 1980، كان لون 10 في المئة من الدعاسيق التي تعيش قرب الشاطئ أسود مع بقع حمراء، في حين كان لون 90 في المئة أحمر مع بقع سوداء. وفي المقابل، كان لون 40 في المئة من الدعاسيق على بعد 40 كيلومتراً داخل البلاد أسود مع بقع حمراء، ولون 60 في المئة أحمر مع بقع سوداء. ويعتقد الباحثون أن هذا الاختلاف في اللون هو تكيّف يتيح للدعاسيق السوداء أن تبقى دافئة في المناخات الباردة داخل البلاد، في حين أن اللون الأفتح بجنّب الدعاسيق الحمراء أن تسخن كثيراً على الشاطئ. بعد أخذ عينات من هذه الحشرات على مدى 25 عاماً، لاحظ بريكفيلد وزملاؤه تغيراً. فإذ واصلوا التقاط مئات الدعاسيق كل خمس سنوات تقريبـاً، أي خلال أكثر من 50 جيلاً منها، عثروا على مزيد من الدعاسيق الحمراء، حتى عند أخذ عينات من داخل البلاد. وفي 2004، وهي السنة الأخيرة التي استطاع الباحثون خلالها جمع عدد من الدعاسيق يكفي لرؤية تحوّل ذي مغزى، وجدوا أن 20 في المئة فقط من الدعاسيق في أي منطقة هي سوداء. وبدا هذا التحول متلائماً مع بيانات درجات الحرارة خلال تلك الفترة، التي أظهرت أن معدل درجات الحرارة في المنطقة بكاملها كان يرتفع باستمرار. ويرى بريكفيلد أن هذه الحالة لا تختلف في بعض النواحي عن الفراش الفلفلي الشهير في ليفربول ببريطانيا، الذي أصبح لونه أكثر قتامة عندما غطى السخام أشجار المنطقة باللون الأسود، ما حماه من الطيور المفترسة. ويضيف: «انها قصة نموذجية للانتقاء الطبيعي. لكن الفراش يتفادى أعداءه بالاندماج في محيطه فلا تراه المفترسات، أما الدعاسيق فتنجو بإظهار نفسها بوضوح إذ تنفر الطيور من أكلها. والواقع أن الدعاسيق الداكنة والفاتحة تشبه نوعين مختلفين من الخنافس التي تتسمم منها الطيور إذا أكلتها». لكن كثيراً من العلماء لا يؤيدون هذه النظرية. ويقول آري هوفمان، الباحث في علم الوراثة في جامعة ملبورن بأوستراليا، إن النتائج محيرة، معتبراً ربط تغير المناخ بالتبدل في لون الدعسوقة «فرضية عملية، لكنها غير مؤكدة بعد». فتأكيد هذه العلاقة يستلزم مزيداً من البيانات التي تظهر أن الدعاسيق تغير لونها عبر أجيال في المختبر. من جهته، قال بريكفيلد إن الدراسات الميدانية انتهت. فقد انخفضت أعداد الدعاسيق ذات البقعتين، من كلا الشكلين، تاركة الساحة لنوع دخيل يدعى الدعسوقة المرقطة اليابانية، هرب من بيت زجاجي في بلجيكا حيث كان يستعمل لمكافحة المن. وبات العثور على الدعاسيق ذات البقعتين صعباً جداً، بحيث أنه لا يستطيع مواصلة دراسته. وأضاف: «الوضع محزن جداً».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حشرة الدعسوقة على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ حشرة الدعسوقة على ورقة شجرة تغير لونها تكيفًا مع  المناخ



GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشف صيادان نوعا جديدا من الثعابين بأنياب “تشبه النصل”

GMT 16:04 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أثبت علماء أن القطط "تشعر بعاطفة حقيقية تجاه البشر

GMT 04:01 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

الشمبانزي المريض يعالج نفسه بالنباتات

GMT 09:18 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

زرافة تنتزع فتاة صغيرة من يد أمها وتثير الذعر

GMT 03:39 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اكتشاف نوع جديد من الثعابين في تايلاند

GMT 06:36 2024 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

تأسيس مركز آمن لإنقاذ طائر أكيكيكي من الانقراض

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab