لندن ـ العرب اليوم
التجوُّل عبر طرق "سومرست" البريطانية الرطبة، يعطيني فرصة انا في حاجة إليها للتأقلم مع سيارتي الجديدة. شعرت في الوقت ذاته انها مكونة من الطبيعة بالاضافة إلى كونها آلة - لقد ربطت نفسي داخل السيارة، لا يوجد أبواب ولا ألواح للجسم خارجيا، مما يعني انه يمكنني الوصول ولمس الأعشاب الموجودة على جانب الطريق.
بدأت في قيادة السيارة ذات البنية القوية، وهي سيارة تم تطويرها وصناعتها من قبل شركة "ارييل" التي تتخذ من "سومرست" مقرا لها، بمعالجاتها الميكانيكية التي جعلت "ارييل اتوم"، سيارة مجردة للقيادة مع هيكل خارجي خفيف الوزن. الآن، انهم يأخذون نفس المبادئ على الطرق الوعرة. وهذا يعني أنني اقود سيارة ذات أربع أسطوانات، سعة 1.5 لتر، كما تبلغ أقصى سرعة لها 55 ميلًا/ ساعة. إنه محرك عادي وليس أي شيء آخر. لكن السيارة تؤدي الدور المطلوب منها ليس أكثر ولا أقل.
مع وزن السيارة الخفيف يثبت انه قد يزيد من اتزانها على الطريق، عندما تزيد سرعتها. كما أنها تتأثر بدرجة الحرارة الخارجية، ودرجة حرارة السائق، فهي لا تحمي من عناصر الطقس الخارجية، سواء كانت أشعة الشمس أو الرياح أو الحرارة أو المطر. وإن "أرييل نوماد" لديها بعض العيوب خلال الإصدارات القديمة من الطراز، بما في ذلك نزوعها إلى نفاد البطارية بعد وقت قليل من الشحن، لذا عليك التأكد من شحنها جيدًا قبل البدء في مغامرة على الطرق الوعرة، والتي ستستمتع بها بحق، فللحق السيارة لن تثنيك عن خوض تلك المغامرة على الرغم من تلك العيوب الظاهرة.
ولكن لم تقم "آرييل" بتثبيت التحكم في الجر أو مساعدة الكبح أو أي سائق إلكتروني آخر، وهو قرار يجعل السيارة متوقفة تقريبا على الطرق المتعرجة. ولكن أنا في الواقع، كنت مضطرا للبحث عن واحدة من أكثر الطرق استقامة في انكلترا.
طريق "Fosse Way"هو الطريق الروماني الذي يربط إكستر مع لينكولن. كانت أجزاء منه موجودة قبل وصول الرومان، وكثير منها قد تم الاستيلاء عليها من قبل الطريق "A" الحديث، ولكن من الملحوظ لاستقلاله الثابت - انه مثالي للقيادة في غضون ستة أميال فقط لمسافة حوالي 190 ميلا، بدءا من الشمال مباشرة من مصنع ارييل. أنا أخطط للقيادة على طول الطريق إلى لينكولن - إذا كان يمكنني أن اجد فقط طريقي للخروج من "كريوكيرن"، استغرق ذلك 15 دقيقة للهروب من المدينة لأجد طريقي إلى "دينينغتون"، في وادي غابة داكنة وطرق شديدة الانحدار، مع الاراضي المغطاة بالسرخس.
وتوفر "أرييل نوماد" نظام تشغيل بتكنولوجيا عالية، وتستغنى عن تلك الخرائط التي توضح لك الطريق، مع جهاز الملاحة المتقدم الذي يدلك على الاتجاهات. ويتمركز في منتصف "الكونسول" الوسطي، حتى يمكنك قراءة البيانات على سرعة قيادة عالية، من دون الحاجة للانشغال عن الطريق.
وتكمن ميزة تلك السيارة المصغرة، في أنها تستطيع الخوض في جميع أنواع الطرق، حتى تلك التي لم تكن تتخيل أن تطأها قدمك يومًا ما، وذلك نظرًا لصغر حجمها الذي يتيح لها الولوج في طرق ضيقة وصغيرة، وشوارع غير ممهدة، من دون أن يتأثر رونق السيارة. فإن قدرتها على التحمل عالية، من دون مجهود كبير منها أو من السائق. ولكن للحق، السيارة لن تناسب كثيرًا حياة المدينة، مع كل تلك إشارات المرور، والسيارات الضخمة التي قد تمثل تهديدًا لها على الطريق، نظرًا لضآلتها الشديدة التي تجعلها عرضة للتأرجح والانحراف عن مسارها.
وتستفيد السيارة كذلك من نظام حماية خاص من الانقلاب بصورة إضافية بجانب عجلات ألومنيوم أكبر في الحجم. ويبلغ وزن السيارة 670 كلغ ، وتأتي النسخة التي تعمل بنظام الدفع الثنائي بمحرك تصنعه "هوندا" سعة 2.4 لتر مكون من 4 أسطوانات مطورة ليولد قوة 235 حصان وعزم دوران 300 نيوتن.متر. وترسل هذه القوة للعجلات عبر ناقل حركة سداسي السرعات ، وبما يمكن السيارة من التسارع حتي 100 كمساعة في 3.4 ثانية مع سرعة قصوي تبلغ 201 كمساعة.السيارة - تزن القليل جدا فإن قدمي اليمنى لها تأثير فوري على سرعتها. كما أن لها تأثير على درجة الحرارة . دون أي حماية حقيقية من العناصر المحيطة.
أرسل تعليقك