برنامج كوميدي عراقي يحارب تطرف تنظيم داعش بالسخرية
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

برنامج كوميدي عراقي يحارب تطرف تنظيم "داعش" بالسخرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - برنامج كوميدي عراقي يحارب تطرف تنظيم "داعش" بالسخرية

احمد البشير مقدم برنامج "البشير شو"
عمان - أ.ف.ب

 رغم التهديدات بالقتل يحارب برنامج تلفزيوني كوميدي عراقي تنظيم داعش بالضحك ويواجه الخوف الذي يعد ابرز اسلحة التنظيم الارهابي بالسخرية.

يصل رجلان بشعر ولحيتان مستعارتان الى حانة فيطلب الاول غامزا مبتسما ماءا "حلالا" والثاني عصيرا "حلالا"، ويطلب الرجلان الحساب فيكون الرد ان ما شربا "على حساب الخليفة بمناسبة مرور عام على احتلال الموصل"، في اشارة الى الخليفة ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا.

هو مشهد تمثيلي من آخر حلقة من برنامج تلفزيوني هزلي جريء يحمل اسم "البشير شو" يخرج عن تقاليد سائدة في البرامج التلفزيونية العراقية ويستهزىء بالتنظيم ويبث من عمان.

ونجح البرنامج في استقطاب اكثر من 18 مليون مشاهد بفضل الأزمة الامنية والسياسية التي تعصف بالعراق منذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في حزيران/يونيو الماضي على مساحات شاسعة من شمال وغرب هذا البلد.

ويقول مقدم البرنامج احمد البشير (30 عاما) لوكالة فرانس برس "نحاول بكل بساطة ان نجعل العراقيين يضحكون ويبتسمون ويعيشون حياتهم اليومية بشكل عادي وان ينسوا همومهم واحزانهم والمصائب الكبيرة التي حلت بهم".

واضاف البشير الذي ساعده شكله القريب من الممثل الكوميدي البريطاني روان اتكينسون الشهير بشخصية "مستر بين"، ان "العراقيين ملوا الطريقة الكلاسيكية في عرض الاخبار ونحن نعرض عليهم الاخبار بطريقتنا الخاصة فنضحكهم".

 واشار الى ان البرنامج "يهاجم ويسخر من كل ما هو سلبي في بلدنا" من المسؤولين والسياسيين السيئين ومن الفاسدين والطائفيين والمتطرفين والجماعات المسلحة.

ويقول البشير "نحن نقاتل تنظيم الدولة الاسلامية بالكوميديا الساخرة، مثلما يقاتل الجيش الارهابين بالسلاح. فعناصر التنظيم اناس عاديون يمكننا ان نسخر منهم ونهزمهم".

وفي احد المشاهد يقوم احد الممثلين الملتحين بسرد النكات فيما يقف آخر حاملا بندقية كلاشينكوف بحيث يقوم باطلاق النار على كل من لا يضحك على تلك النكات.

ويسأل الممثل الذي يقدم النكات "هل تعرفون ما هو اسم اول شخص فجر نفسه وارتقى الى الجنة؟" وعندما لم يجب احد قال لهم ان  اسمه هو "بوووف" (كصوت انفجار).

وعندما ضحك احد الحاضرين، قال له حامل البندقية "هذا السؤال كان اختبارا لكم، هل موت احد اخوتكم امر مضحك؟" قبل ان يطلقوا عليه النار فيقتلوه.

 وبسبب برنامجه وسخريته اللاذعة، تلقى البشير تهديدات عديدة بالقتل يؤكد ان "اغلبها جاء من التنظيم وموالين للميليشيات، تهديدات بالقتل وتحذيرات من العودة الى العراق".

واشار الى ان آخر "تهديد لتنظيم الدولة كان +سوف نقطع رأسك ونضعه على ظهرك ونجعل الكلاب تأكل لحمك!+".

وفي بلده العراق، يواجه الصحافيون تهديدات متعددة وقد تعرض العديد منهم للقتل او الاصابة او الخطف على ايدي الميليشيات المسلحة وتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

ويصنف العراقي في المرتبة 158 من اصل 180 دولة، في مؤشر حرية الصحافة الذي تعده المنظمة الدولية.

والبشير نفسه الذي عمل مراسلا صحافيا لعدة قنوات فضائية عراقية بعد عام 2003، نجا بأعجوبة عام 2011 من تفجير انتحاري حين كان يغطي مهرجانا شعريا في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد).

وقد ادى التفجير الى مقتل سبعة من زملائه، ما حدا به الى ترك العراق والقدوم الى الاردن حيث استقر.

وقد تبدو مسألة النقد اللاذع والسخرية سخيفة في الغرب حيث تتعدد البرامج الهزلية، من "دايلي شو" مع جون ستيورت في الولايات المتحدة إلى "لو بوتي جورنال" في فرنسا.

 لكنها بعيدة كل بعد عن المحطات الفضائية العراقية التي تعرض العديد من برامج السياسة دون أي طابع فكاهي، خوفا من المساءلة والملاحقات القانونية او الانتقام.

وعند بدء كل حلقة يحرص القائمون على البرنامج على وضع عبارة ان "هذا برنامج كوميدي ساخر يعمل وفق المادة 38 من الدستور العراقي" التي "تكفل بموجبها الدولة حرية التعبير عن الرأي".

ويسخر البرنامج في الحلقة الأخيرة المتوفرة على "يوتيوب" ومدتها حوالى 45 دقيقة من تصريحات متضاربة لمسؤولين عراقيين حول تاريخ تحرير مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ الصيف الماضي.

فيظهر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو يقول ان "خطة استعادة الموصل بدأت قبل ثلاثة اشهر"، فيما يؤكد نائب الرئيس العراقي اياد علاوي في تصريح آخر مناقض "لا اعلم متى تبدأ معركة الموصل!".

وقال البشير الذي يساعده فريق مكون من 24 شخصا منهم 11 شخصا يتابعون اغلب القنوات العراقية "نحن جدا مختلفون في النقد بالمقارنة مع باقي القنوات العراقية ال90".

 ويضيف ان "الضحك افضل طريقة لتوحيد شعوب العالم لان ما يجعلنا انسانيين هي هذه الابتسامة".

المصدر أ.ف.ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برنامج كوميدي عراقي يحارب تطرف تنظيم داعش بالسخرية برنامج كوميدي عراقي يحارب تطرف تنظيم داعش بالسخرية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab