رام الله - العرب اليوم
واصلت أعمال الجريمة في الوسط العربي في إسرائيل، حصد مزيد من الأرواح هناك، وطالت هذه المرة الصحافي نضال إغبارية (44 عاماً)، من أم الفحم، البلدة العربية شمال إسرائيل، في جريمة إطلاق نار على سيارته، والتي تمت بعد نحو عام على تعرض منزله لوابل من الرصاص في يونيو (حزيران) 2021. وقُتل إغبارية متأثراً بجروحه الحرجة، خلال إصابته أثناء وجوده داخل سيارته في حي الكينا (البير) في أم الفحم. وقدم طاقم طبي من «نجمة داود الحمراء» عمليات الإنعاش له، ثم جرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى «هعيمك» في العفولة لتلقي العلاج، بيد أنه جرى الإعلان عن وفاته بعد فشل محاولات إنقاذ حياته.
وكان إغبارية مديراً لموقع «بلدتنا» المحلي في أم الفحم، وشكل قتله صدمة في الوسط العربي. وجاء في بيان عن بلدية أم الفحم: «صعقت مدينة أم الفحم بمقتل الصحافي المرحوم نضال إغبارية الذي لم يُعرف عنه إلا كل خير، وكل صدق». واستنكرت البلدية الحادث الإجرامي، وطالبت الشرطة «باتخاذ الخطوات والإجراءات المطلوبة، واعتقال المجرمين القتلة لمحاسبتهم ونيلهم العقوبة». وكانت الشرطة الإسرائيلية قد قالت إنها باشرت التحقيق في ملابسات جريمة القتل، دون أن تعلن عن اعتقال أي مشتبه به، على الرغم من أن الضحية كان قد سلمها تسجيلات تهدده بالقتل، على خلفية مطالبات مالية من أطراف لأحد أقاربه وليس له شخصياً. وأعلنت الشرطة أنها تشتبه بأن «الهدف كان شقيق الضحية، على خلفية تورطه في السوق السوداء».
وعُثر لاحقاً على مركبة أضرمت فيها النيران في منطقة قريبة، ويشتبه باستخدامها على يد الجناة. وسلطت الجريمة الجديدة الضوء أكثر على مستوى العنف في المجتمع العربي في إسرائيل، وفشل محاربته من قبل الشرطة الإسرائيلية. ورفع هذا القتل العدد الكلي إلى 73 منذ مطلع العام، بحسب جمعية «مبادرات إبراهيم» التي قالت إن بين القتلى 7 نساء. ويستمر العنف في المجتمع العربي، على الرغم من احتجاجات واسعة قامت بها لجنة المتابعة العربية، وخطة وضعتها الشرطة الإسرائيلية لمكافحة الجريمة. وكان «عرب 48» قد تظاهروا عدة مرات ضد الجريمة والعنف في الوسط العربي في السنوات القليلة الماضية، متهمين الشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ والتقاعس في مواجهة الجريمة العربية، مقابل العمل بحزم في الوسط اليهودي.
وقال الصحافي حسن شعلان، في تصريحات صحافية، إن القتيل «كانت بحوزته تسجيلات ومكالمات هددت حياته، وتوجه عدة مرات إلى مركز الشرطة وسلمه ما بحوزته، لكن الشرطة لم تفعل شيئاً بسبب إهمالها وتقاعسها واستهتارها، وإن هذه الجريمة فيها تخطٍّ لكل الخطوط الحمراء، ولن نسكت عليها». وجاء في بيان لمركز «إعلام»، أن المس بالصحافيين خرق لكل الخطوط الحمر، وتصعيد إضافي من قبل منظمات الإجرام التي تعيث بمجتمعنا فساداً. مضيفاً أن «الحديث ليس فقط عن المس بنضال الشخص، إنما بحرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة». وأضاف: «تحاول منظمات الإجرام إسكات الصحافيين والمس بقدرتهم على التعامل مع جرائمهم على أرض الواقع، الجرائم التي حصدت حتى اليوم أرواح المئات».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجريمة تضرب من جديد الوسط العربي في إسرائيل
نتانياهو يتعهد مكافحة الجريمة في الوسط العربي في إسرائيل
أرسل تعليقك