الغرب يكتسح «جبهة الإعلام» في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا
آخر تحديث GMT19:40:34
 العرب اليوم -

الغرب يكتسح «جبهة الإعلام» في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الغرب يكتسح «جبهة الإعلام» في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا

المؤسسات الإعلامية
القاهرة ـ العرب اليوم

منذ بدء الإعلان عن العمل العسكري كإحدى أدوات حسم النزاع الروسي - الغربي في الساحة الأوكرانية، اتخذت المواجهات أشكالاً عدة، منها ما اتسم بالطابع الاقتصادي، وتجسّد في صورة عقوبات غربية على موسكو، ومنها ما اتخذ طبيعة حربية عبر دعم كييف بالأسلحة، لكن مواجهة من نوع آخر اندلعت في المجال الإعلامي؛ حيث بدا أن الغرب حقق فيها تقدماً كبيراً، باستخدام مزيج من الأدوات الناعمة والخشنة التي أثبتت نجاعة.واستخدم الغرب في مواجهاته الإعلامية للجانب الروسي سردية إخبارية وتحليلية، بدت وفق مراقبين «مهيمنة» على المجال الإعلامي الدولي، في ظل خفوت صوت الرواية الروسية.

ومن جانب آخر، اتخذت بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى قرارات لتقييد وتحجيم المنابر الإعلامية الروسية بشكل أمعن في إضعاف «الصوت الروسي». وعقب تحريك روسيا لقواتها صوب إقليمي دونيتسك ولوغانسك، اللذين اعترفت باستقلالهما كجمهوريتين، ثم تنفيذها لعمليات في أوكرانيا، كانت هي المُبادِرة والأقوى حضوراً عسكرياً، لكن ذلك الحضور «لم يتم التعبير عنه إعلامياً بالقدر نفسه»، وفق خبراء، ولم يكن الأمر بسبب «قصور القدرات الذاتية» وحسب، بل أضيف إليه «حجبٌ وإخفاءٌ» لوسائل الإعلام الروسية، إلى عمالقة محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي أن يزيلوا محتواها من نتائج البحث، ويقيدوا الوصول إليها.

وقررت شركة ميتا المالكة لـ«فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، الثلاثاء الماضي «تقييد الوصول إلى شبكتي (آر تي)، و(سبوتنيك) الروسيتين في الاتحاد الأوروبي»، وأوضحت أنها «خفّضت على مستوى العالم تصنيف منشورات وسائل الإعلام الحكومية الروسية»، كما جاء القرار مصحوباً بمنعٍ لوسائل الإعلام الروسية من نشر إعلانات لمحتواها. ليست «ميتا» وحدها التي أقدمت على الخطوة، إذ شاركتها «ألفا بت»، مالكة «غوغل، ويوتيوب»، والتي قررت حظر وتعليق الإعلانات الحكومية الروسية على منصاتها المختلفة، وزادت بـ«تعليق جنى عائدات مختلف منصات وسائل الإعلام الممولة من روسيا». ولم تختلف إجراءات شركة «تويتر» التي أفاد متحدث باسمها، (يوم الأربعاء)، أن «عقوبات الاتحاد الأوروبي ستُلزم قانوناً على الأرجح بحجب محتوى معين في الدول الأعضاء بالاتحاد»، أما خارج الاتحاد، فإن «تويتر» تعهدت بمواصلة «تقليل ظهور المحتوى من هذين المنفذين (آر تي)، و(سبوتنيك)، بالإضافة إلى وضع علامات تحذيرية على التغريدات الواردة منهما».

وللقرارات الصادرة عن عمالقة التواصل والبحث خلفية تمتد إلى ما قبل الأحداث الراهنة، إذ إن «غوغل» و«فيسبوك» دخلا في منازعات مع الحكومة الروسية، منذ منتصف العام الماضي، بسبب فرض غرامات من قبل القضاء الروسي، على خلفية اتهامات من موسكو لمنصات «ميتا» بعدم إزالة محتوى ترى أنه «يحرض على الاحتجاجات بين المراهقين الروس»، فضلاً عن غرامات أخرى، تتعلق بتحقيق «أرباح دون سداد ضرائب مقابلها». لكن كيف تعاملت موسكو مع ما رأت أنه محاولة لتغليب السردية الغربية الإعلامية بشأن ما يجري في أوكرانيا؟... بشكل علني، قصفت روسيا «برج بث تلفزيوني في العاصمة الأوكرانية بسلاح ذي دقة عالية»، وفق الإفادة الروسية التي بررت ذلك بأنه ضربة لـ«المنشآت التكنولوجية التابعة للأمن الأوكراني، بهدف اعتراض الهجمات الإعلامية ضد روسيا».

ويُقدّر أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، أن «اهتماماً كبيراً يسيطر على وسائل الإعلام الدولية والإقليمية في معالجة تطورات أوكرانيا، وفي سبيل ذلك، تم استخدام أدوات متنوعة للتغطية، لكن ذلك كشف عن أنماط انحياز لدى بعض وسائل الإعلام الأوروبية والأميركية على وجه التحديد، فيما يتعلق باستخدامها لأوصاف وتعبيرات مساندة للطرف الأوكراني والغربي، مع تقديم الرواية الروسية ضمن سياق تكذيبي وتشكيكي». وتُظهر متابعة وسائل إعلام دولية وإقليمية حضوراً كاسحاً لإفادات المسؤولين الأوكرانيين والغربيين، كما تنقل المنصات المختلفة جانباً من «الدمار والتشريد» الذي لحق بـ«أوكرانيا الديمقراطية» التي يرأسها «رئيس يهودي معادٍ للنازية»، جراء «الغزو الروسي»... وفق أوصاف وتعبيرات جرى استخدامها في نصوص صحافية منشورة ضمن تقارير بثّتها وسائل إعلام تعمل من عواصم أوروبية مختلفة. ومع ذلك، يلفت العالم في حديثه إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «وسائل الإعلام الروسية الرسيمة لم تفلح في فرض حضورها وسطوة صورتها وروايتها، لأسباب تتعلق ببنيتها القائمة على الدعائية المفرطة لصالح السلطات التي تتولى تمويلها، وبالتالي باتت مسألة تصديق روايتها غربياً صعبة المنال، حتى إن كانت تعمل بدقة ومهنية». وينبه العالم إلى «ظهور انتقادات لبعض التغطيات الإعلامية العربية للأزمة، بداعي أنها تفرط في الاعتماد على مصادر المعلومات الغربية، بما قد تحمله من انحيازات».

قد يهمك ايضاً

"فيسبوك" يرفع الحظر عن المؤسسات الإعلامية الأسترالية بعد اتفاق مع الحكومة

تغييرات واسعة تطال عددا من المؤسسات الإعلامية في سوريه

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرب يكتسح «جبهة الإعلام» في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا الغرب يكتسح «جبهة الإعلام» في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعيّن بوهلر مبعوثا لشؤون الرهائن
 العرب اليوم - ترامب يعيّن بوهلر مبعوثا لشؤون الرهائن

GMT 14:49 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
 العرب اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث دوائر

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 23:47 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا يعين الأميركية جيل إليس رئيس تنفيذى لكرة القدم

GMT 01:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 143 شخصًا بمرض غامض في الكونغو خلال أسبوعين

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"أرامكو" السعودية توقع اتفاقية مع شركتين لاستخلاص الكربون

GMT 17:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وحدات الجيش السوري تسقط عشرات الطائرات المسيرة في ريف حماة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab