قدم عدد من كبار كتاب صحف القاهرة في مقالاتهم اليوم "الأربعاء" عددا من النصائح للاستفادة من نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي "مصر المستقبل".
ففي عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" أكد مكرم محمد أحمد تحت عنوان "توقعات المصريين" أن الإنجاز الباهر لمؤتمر شرم الشيخ أوجد حالة فرح غامر بين جميع فئات الشعب المصرى، ورفع سقف توقعاتهم وأمالهم فى غد أفضل الى حدود جد عالية خاصة مع إعلان رئيس الوزراء ابراهيم محلب أن حجم الاستثمارات المباشرة يمكن أن يتجاوز 60 مليار دولار، اضافة الى 12مليار دولار استثمارات جديدة من السعودية والإمارات والكويت.
وقال مكرم "لابأس المرة من أن يفرح المصريون ويزدادون تفاؤلا، فمن حقهم أن يفرحوا بعد طول انتظار، لكن ما ينبغى أن يكون واضحا للجميع، أن ثمار هذه الإنجازات لن تتحقق بين يوم وليلة، لأن تنفيذ برامج ومشروعات التنمية يأخذ وقتا، كما أن هذه الأموال معظمها قروض واجبة السداد فى مواعيد محددة وليست هبات أو معونات، يتطلب سدادها أن يضاعف المصريون عملهم مرات ومرات، ويبذلوا المزيد من الجهد والعرق لأن نيل المطالب لا يتحقق بالتمني، كما قالت كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولى فى كلمتها أمام المؤتمر مستشهدة بأغنية أم كلثوم".
ورأى الكاتب أن على كل مواطن مصري أن يعرف أنه مسئول عن النتائج، ومن واجبه أن يعمل ويتابع وينبه إلى الأخطاء والمخاطر والمفاسد، ويكبح جماح المطالب الفئوية، وكذلك الأمر مع الحكومة التي يدخل ضمن مسئولياتها الصدق مع النفس وعدم المبالغة، ودقة التنفيذ وحسن المتابعة، ودوام استقرار واستمرار السياسات الاقتصادية والمالية دون تغيرات مفاجئة، والتشديد على الشفافية وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد، والتزام الجميع بحكم القانون ابتداء من رأس الحكم الى جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى وجميع المواطنين دون تمييز، وإعادة الاعتبار لقيم الانضباط والعمل والإتقان، وقطع دابر التسيب والإهمال من خلال جزاءات رادعة ودعم المواطنين لجهود الدولة في محاربة الإرهاب.
وأضاف أن ثمة توقعات شبه مؤكدة بأن تحاول جماعات الإرهاب تصعيد عملياتها التخريبية بهدف استنزاف حالة التفاؤل والفرح التى تغمر المصريين بعد انعقاد المؤتمر، الأمر الذي يتطلب المزيد من اليقظة من جانب المواطنين فى الشارع والمكتب ومختلف مرافق الدولة، كما يتطلب من القائمين على شئون الأمن المزيد من اليقظة ومحاربة الاسترخاء، وسد كل الثغرات التى ينفذ منها المخربون من خلال خطط أمن محكمة تسد الطرق على الإرهاب.
وكان "مخاطر النوم في العسل" عنوان الكاتب عماد الدين حسين في عموده "علامة تعجب" بصحيفة "الشروق" الذي قال فيه "بعد أن فرحنا وصفقنا واحتفلنا بالإنجاز الكبير الذي تحقق في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري والذي انعقد في شرم الشيخ هناك مهمة قومية كبرى ينبغي على الحكومة وأجهزتها ومعها كل المجتمع أن ينجزوها على وجه السرعة وهى أن يشرحوا ويوضحوا للناس حقيقة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي نعيشها والأهم حقيقة الأرقام الضخمة والمشروعات الكبرى التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر وكيف سيتم إنفاقها.
وأوضح حسين أن بسطاء المصريين استمعوا خلال متابعتهم للمؤتمر إلى مشروعات وصفقات بأرقام فلكية بمليارات الدولارات ، ليس كل المصريين خبراء في الاقتصاد وبالتالي ليس مطلوبا منهم إدراك أن عائد استثمار الأموال في المشروعات الكبرى سيأخذ وقتا طويلا ، ولن يظهر بين يوم وليلة.
ونوه الكاتب إلى أن بعض المواطنين يعتقدون أن المليارات التي سمعوا عنها خلال المؤتمر سيتم توزيعها عليهم بالتساوي كما كان يفعل أحيانا معمر القذافي في تقلباته وأفكاره غريبة الأطوار !، مطالبا الحكومة والإعلام وكل من يهمه أمر هذا الوطن أن يشرحوا للناس خطورة مثل هذه الأفكار البسيطة والخطيرة والمدمرة.
وشدد على ضرورة التوضيح للمواطن بأن ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ أشياء متنوعة لكنها فى كل الأحوال ليست أموالا سائلة وحتى لو كان بعضها كذلك فلن يتم توزيعها على الناس.
وأضاف أن هذه الأموال بعضها استثمار أجنبي أو محلي مباشر في مشروعات بنية تحتية أو إنشاء محطات طاقة أو تكرير بترول، وأن هذه المشروعات لن نرى نتائجها قبل فترة طويلة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات مثلا، وبعضها ودائع من دول الخليج في البنك المركزي لزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي لزيادة ثقة المؤسسات الدولية في اقتصادنا وضمان تمويل الواردات وجزء آخر من هذه المساعدات لشراء مواد بترولية وجزء قد يستخدم لسد فجوة العجز في الموازنة العامة.
وقال "لكى يقتنع الناس بكل ذلك ينبغي أن يلمسوا جدية الحكومة وأن يروا جهدا وعملا سريعا ومتابعة دائمة لهذه المشروعات ، وياحبذا لو كانت هناك جداول زمنية للتنفيذ"...وأوضح عماد الدين حسين، في نهاية مقاله أن الخبر المفرح هو أن هناك أثرا مباشرا لكل هذه الاستثمارات سوف يلمسه المواطن حينما تدور عجلة الإنشاءات في هذه المشروعات مما يخفف من حدة أزمة البطالة وينعش قطاع المقاولات الذي يجر خلفه العديد من المهن الأخرى .
وتحت عنوان "قطاع خاص جديد" قال الكاتب فاروق جويدة في عموده "هوامش حرة" في صحيفة "الأهرام"
"إذا كانت الحكومة قد قدمت برنامجها لتشجيع الاستثمار الأجنبي بصورة واضحة في مؤتمر شرم الشيخ فإن عليها ان تفتح الآن ملفات القطاع الخاص في مصر".
وأكد جويدة أن هناك خطأ أساسيا في التعامل مع رأس المال الوطني لأن مجموعة صغيرة جدا من الأسماء احتكرت كل شئ طوال السنوات الماضية، مقترحا فتح المجال أمام أسماء جديدة وتشجيعها بل وتقديم الدعم المالي لها من خلال البنوك لتمويل أنشطتها.
وأضاف أن القطاع الخاص المصري ليس قطاع المقاولات الذي احتكر الأسواق سنوات طويلة وكانت كل حساباته على المنتجعات الراقية ولم ينظر من قريب أو بعيد إلى فئات المجتمع الأخرى.
وأوضح الكاتب أن أهم ما يطالب به القطاع الخاص المصري هو استقرار القوانين بحيث لا تأتى الحكومة كل يوم بقانون جديد، قائلا "إن الضرائب شهدت مثلا متغيرات كثيرة وفي يوم من الأيام كانت بورسعيد مشروعا لمنطقة حرة وتعثرت الفكرة..وكان مشروع شرق التفريعة مشروعا إنتاجيا وتحول إلى تجارة الأراضي.
ونوه إلى أن القطاع الخاص المصري يتوقف عند قضية التمويل وكيف يحرم البعض ويعطى البعض الاخر بلا حساب.. مشيرا إلى أن البنوك كانت تقدم القروض بأرقام مذهلة لعدد من الأشخاص بينما يقف طابور طويل أمام إجراءات ومطالب تعرقل كل شئ ، بالإضافة إلى قضية الدولار وما يحدث في الأسواق أمام عجز البنوك عن توفير العملات الصعبة المطلوبة في الاستيراد أو حق المصدر في استخدام حصيلته.
وطالب فاروق جويده بفتح الأبواب أمام أجيال جديدة من الرأسمالية المصرية الوطنية التي تسعى للانطلاق بهذا الوطن إلى آفاق من البناء والتقدم، مشيرا إلى أن القطاع الخاص يطالب بالعدالة في إسناد المشروعات الكبرى للرءوس الكبيرة ، قائلا "إن من حق شباب رجال الأعمال أن يحلموا وان توفر لهم الدولة ضمانات الحماية".
أما الكاتب جلال دويدار فقال في عموده "خواطر" تحت عنوان "المؤتمر .. صدمات للإرهاب تفاؤل .. للدولة المصرية" إنه من المؤكد أن عصابات الإرهاب المأجورة الممولة والموجهة إخوانيا قد أصيبت بصدمات وإحباط وخيبة الأمل بعد النجاح الذي حققه مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.
وأوضح دويدار أنه لم يكن خافيا أن ما اتسمت به الممارسات الإرهابية الخسيسة من تصاعد وتهور وإجرام قبل الأيام السابقة لعقد هذا المؤتمر كان دافعها الأمل في أن تؤدي نتائجها «الفشنك» إلي التراجع عن الحضور بما يؤدي إلي إفشاله.
وأوضح الكاتب أن الصدمة الأولى التي أصابتهم ما شهده المؤتمر من إقبال منقطع النظير من ناحية الإعداد والمستوي المرتفع للمشاركين اقتصاديا وسياسيا، وأن الصدمة الثانية تمثلت فيما اتسم به المؤتمر من تنظيم ودقة وجدول أعمال لاقي الترحاب والقبول من غالبية المستثمرين وممثلي الشركات العالمية .. مشيرا إلى أن ما ضاعف من هذه الصدمة ما صاحب المؤتمر وجلسات العمل المتخصصة من حوارات بناءة علي أعلي مستوي رفعت من أهميته وقيمته علي المستويين الدولي والاقليمي.
وأشار إلى أن الصدمة الثالثة جاءت على صورة ضربة قاضية للمتآمرين علي مصر المحروسة متمثلة في حجم وجدية الاتفاقات والعقود التي تم توقيعها لتمويل وتنفيذ عشرات المشروعات التنموية التي سوف تكون سندا عظيما لصالح بناء مصر اقتصاديا واجتماعيا بإذن الله تعالي.
وتحت عنوان "مصر.. والمؤتمر الاقتصادي" أكد الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" ضرورة التحرك بكل قوة وعزم للبناء على ما تحقق من نجاح في مؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ واتخاذ جميع الإجراءات الواجبة واللازمة لوضع ما تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ علي أرض الواقع، وترجمته والانتقال به من مجرد أرقام وكلمات ونصوص مكتوبة علي الورق، إلى مشروعات يجري العمل لتنفيذها بالفعل، وحركة نشطة ومتسارعة في جميع المجالات، وصولا إلى كيانات واقعية قائمة علي الأرض.
كما شدد الكاتب على ضرورة أن نأخذ ما أعلنه الرئيس السيسي، وما أكد عليه في كلمته الصادقة والمرتجلة في ختام المؤتمر مأخذ الجد، وأن نبدأ وفورا العمل الجاد والمكثف، في كل موقع للعمل وكل مكان للإنتاج، وأن يكون ذلك هو هدفنا وهو غايتنا، حتي نستطيع تغيير الواقع الصعب المحيط بنا، وتحقيق طموحاتنا المشروعة في النمو والتقدم والرخاء، في ظل دولة قوية ديمقراطية حديثة، تحتل المكان اللائق بها بين الدول المتقدمة علي الساحتين الإقليمية والدولية.
وأوضح بركات أنه من أجل تحقيق ذلك لابد أن نؤمن بأن العمل والإنتاج هما الطريق الصحيح للخروج بمصر مما هي فيه الآن، وأن نضع نصب أعيننا أن مصر تنمو وتتقدم بجهود أبنائها وسواعد مواطنيها، وان العمل والمزيد من العمل والإنتاج هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الآمال وتقدم الأمم.
أرسل تعليقك