بيروت ـ العرب اليوم
أصدر المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الانسانية العدد الأول من مجلته المحكمة "قضايا معاصرة"
واوضح المركز : "يبدو أن ما يسود تطور المجتمعات العربية في العقد أو العقود الأخيرة هو تسارع حركة التاريخ بشكل ملحوظ، حيث تتكثف الأحداث والتحولات ومظاهر الصراع والعنف، في حين يبدو من زاوية أخرى محدودية التحولات البنيوية العميقة في هذه المجتمعات، ولعل المشكلة الأساسية في وتيرة تطور المجتمعات العربية هو هذه المفارقة بين التسارع الظاهري للأحداث وبطء التحولات على مستوى العمق، كما أن مظاهر التحديث تبدو في الغالب شكلية وسطحية ولم تنفذ إلى أعماق المجتمع وإلى أعماق النفوس والعقول وهو مايبرر ضرورة إيلاء التحولات الثقافية والفكرية والنفسية الأهمية التي تستحقها".
وأشار المركز الى: "إن رسوخ التأخر التاريخي في العالم العربي يتطلب ويستلزم مجهودات فكرية تحليلية ونقدية متواصلة وفق إستراتيجية تهدف إلى مساءلة البنيات الفكرية والثقافية الآسنة والتي تحمي نفسها عن طريق اعتبار أية مساءلة أو تغذية فكرية بمثابة مساس بالمقدسات واستجابة للغزو الفكري الخارجي. ففي إطار المساهمة في هذه الإستراتيجية وفي اتجاه تطوير العقل والفكر العربي وفتحه على مساهمات العلوم الإنسانية والاجتماعية والكونية ولمساعدته على مساءلة ذاته ومراجعة بديهياته ويقينياته الخالدة، نأمل أن تساهم هذه المجلة الورقية الجديدة "قضايا معاصرة" التي يصدرها "المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية" إضافة إلى أنشطته الأخرى وإصداراته وموقعه الالكتروني، في تحريك جوانب من السواكن الآسنة للفكر والثقافة العربيين، وفي نشر وتطوير الفكر النقدي المنفتح والمتحرر من القوالب الجاهزة العائقة لكل إبداع وتجديد".
وتأمل هذه المجلة "أن تنصب جهود الباحثين والباحثات في مناقشة ومقاربة الإشكالات الفكرية الكبرى المطروحة على العالم العربي والمتمثلة في ضرورات التحديث والعقلنة وإذكاء النقد والتحليل العقلي، ومساءلة الذات والتراث والوقوف عند التحديات الراهنة التي تعترض مشروع الحداثة، من هذا المنطلق انبثقت فكرة إصدار هذه المجلة للانخراط في النقاش الثقافي والفكري ومواكبة ما يجري من متغيرات في مرحلة دقيقة وحاسمة من تاريخ العالم العربي ضمن أفق علمي يعتمد الحوار النقدي الموضوعي بعيدا عن السجال السياسي أو بالأحرى السياسوي، في تحرر من القوالب الفكرية والسياسية والاقتصادية الجاهزة والمتوارثة. ومن أجل مشروع مجتمعي قائم على المؤسسات الضامنة للتعددية السياسية والثقافية الملتزمة بقيم الحرية الفردية والجماعية المقرونة بالمسؤولية.
المؤسسات الضامنة للتعددية السياسية والثقافية الملتزمة بقيم الحرية الفردية والجماعية المقرونة بالمسؤولية. وحرصا منا على إشراك المثقفين والباحثين والمفكرين من أجل تقوية وتغذية هذا المشروع وصياغة أسئلته وإشكالاته الأساسية في مختلف أبعادها الثقافية والسياسية والاقتصادية إلخ... وتأكيدا منا على الشرط الثقافي والفكري وأهميته في مواجهة التحديات الراهنة التي تعترض مشروع الحداثة والتحرير قررنا في "المركز العلمي العربي للابحاث والدراسات الإنسانية" أن تكون هذه المجلة أرضية لثقافة الحوار ولوجهات النظر المختلفة التي تشترك مع تنوعها في الطموح للتغيير أو الانعتاق من الركود والجمود وسلوك طريق النهضة أو التقدم أو التجديد إلخ... من خلال التفكير الحر، والأسئلة المشاكسة التي تسائل حالات الركود والجمود السائدة في مجتمعاتنا العربية".
وأضاف المركز: "من هنا ومن أجل تقاسم هذه الهموم جاءت مجلة "قضايا معاصرة" لتتمثل قضايا عصرنا بروح نقدية عبر الانفتاح على العلوم الإنسانية. وستكون نصف سنوية لتصدر بذلك في شهري يونيو وديسمبر من كل سنة، وفق المعايير العلمية المتعارف عليها، بما فيها وجود هيئة علمية استشارية للمجلة وشروط للنشر سيتم الحرص على احترامها، إضافة إلى محاور وأبواب من مقالات ودراسات وترجمات وتقارير وقراءات للكتب والإصدارات إلخ... ونأمل أن تكون هذه المجلة إضافة نوعية أخرى في مشهدنا الثقافي العربي الراهن".
أرسل تعليقك