دمشق ـ جورج الشامي
راود مضر سويد حلم منذ 2005، بإطلاق صحيفة تهتم بشأن المواطن السوري المسحوق، ليتجرأ صاحب الحلم في 2007، على الإفصاح عن حلمه بإنشاء جريدة كانت ستسمى "المواطن"، ليُعتقل على إثر ذلك عدّة أشهر. وبقي الحلم معطلاً حتى الأشهر الأولى من الأحداث السوريّة، لتكون كلمة بثينة شعبان "المندسين"، التي وصفت فيها السوريين الثائرين في وجه الحكومة السوريّة، جزءً من العنوان الجديد لهذه الصحفية "أخبار المندس"، وتخرج من عالم الأحلام، لتكون أول صحيفة معارضة مطبوعة في دمشق.
وغابت جريدة "أخبار المندس" في الأشهر الأخيرة، وأكدّ مضر أن سبب ذلك يعود لقوله "كنّا في البداية خمسة أشخاص، قررنا إصدار الجريدة، لتكون بذلك أول صحيفة سوريّة معارضة، لكن عناصر النظام اعتقلتني، قبل أن أرى العدد الأول منها، لتصدر الجريدة وأنا في السجن بتاريخ 1/8/2011، وكتب زملائي كلمة التحرير، وكان موضوعها اعتقالي في سجون النظام".
وتحدث عن ميزات الجريدة موضحًا أنّ "أجمل ميزة أنها كانت أول جريدة سوريّة معارضة مطبوعة، كما تمّ نشرها على الإنترنت، ووزعت داخل مدينة دمشق في كل من الميدان، حرستا، زملكا، دوما، وجوبر، ووزعنا أعدادًا منها للأصدقاء في كل من المهاجرين ومشروع دمر".
ويسكن فريق التحرير في الحجر الأسود جنوب دمشق، لكنه امتنع عن توزيع الصحيفة هناك، لأسباب تخصّ أمنه، مؤكدًا "لم أستطيع إدراج الحجر الأسود أو مخيم اليرموك ضمن قائمة التوزيع، لإبعاد الشبهة عني وعن فريق العمل، سيما وأننا سنكون المتهمين المباشرين من قبل الأمن والمخبرين، لأننا معروفون لديهم، ولم نستطع ذكر مناطق أبناء الجولان ضمن محتويات الصحيفة إلا بعد ستّة أعداد".
وصدرت الصحيفة في 8 صفحات، استمرت 3 أشهر فقط، وصدر منها أحد عشر عدداً، توقفت بسبب اعتقال رئيس تحريرها مجدداً، وغياب معظم كادر التحرير، وأكد مضر "اعتقلت مرة أخرى لمدة شهرين ونيف، وعندما أفرج عني، كان أحد الشباب العاملين في الجريدة، قد استشهد بطلق ناري بمظاهرة في قدسيا، واعتقل آخر، توقفت الجريدة 4 أشهر، استشهد خلالها الثالث، أحاول الآن إحياء الجريدة، ولو بصفحة واحدة، إلى حين عودتها كما تعرفونها قريبًا" هكذا روى مضر حكاية فقدانه لزملائه.
وعن واقع الحال اليوم أوضح "لم يبق غيري من كادر الجريدة على قيد الحياة، حيث استشهد آخر الصحفيين بتفجير ساحة الحجاز بدمشق، أما زميلي المعتقل منذ أكثر من عام ونصف، فلا أعرف عنه شيئا، وأنا الآن ملاحق، أغير مكان إقامتي كل 3 أيام متنقلا بين دمشق وضواحيها، لا أستطيع إصدار الجريدة".
ويشار إلى أنّ الصحيفة المتوقفة منذ زمن، وجدت لها موطئ قدم على صفحات الـ"فيسبوك"، ريثما تعود للصدور مطبوعة، ويعود سبب توقفها إلى أنّ معدات العمل والطباعة موجودة في الجنوب الدمشقي المحاصر منذ عام، وعدم قدرة رئيس تحريرها على دفع تكاليف طباعتها، لكنه يؤكد "لن يمنعنا عن الاستمرار في مشروعنا إلا الموت، سنعود إلى الحجر الأسود ونعاود طباعتها من هناك".
أرسل تعليقك