تناول كتاب مقالات الصحف المصرية اليوم "الاثنين" ، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام .
ففي عموده بعنوان "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات أهمية "قمة المناخ" التي تعقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم ، بحضور 150 رئيس دولة ورئيس حكومة من مختلف دول العالم ، وبينهم مصر التي تترأس لجنة المناخ بالاتحاد الإفريقي ، حيث يتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة .
وأضاف الكاتب قائلا " وحتى ندرك الأهمية البالغة لهذه القمة ، علينا أن نعرف أولا أنها تبحث في مواجهة الخطر الذي تتعرض له البشرية حاليا " .. موضحا أن هذا الخطر يحمل في طياته تهديدات حقيقية متمثلة في المتغيرات الجسيمة بالمناخ والتي طرأت على مناطق عديدة من الكرة الأرضية، والمتمثلة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الذي أصبح يغلق جميع الأجواء المحيطة بنا ويسمم مصادر المياه والغذاء والهواء أيضا .
وأشار إلى أن الأخطار تتزايد ولا تتوقف في ظل استمرار الممارسات الضارة بالبيئة التي تقوم بها الدول الصناعية الكبرى طوال السنوات الماضية وحتى الآن ، والتي تسببت في تدمير الطبيعة النقية وجعلت البيئة غير صالحة للحياة ؛ بما أحدثته من ضرر بالغ بالتربة والمياه والهواء والمناخ بصفة عامة .
واختتم بركات مقاله " التهديدات بمصير سييء للبشرية تتعاظم في ظل زيادة انبعاث الغازات السامة مثل أول وثاني أكسيد الكربون ؛ وهو ما أدى إلى تدمير الغابات واتساع التصحر وارتفاع نسبة الاحتباس الحراري، وزيادة منسوب المياه في البحار والمحيطات ، وما يحمله ذلك من أخطار غمر أراض ودول عديدة بالمياه" .
وفي مقاله بعنوان "نقطة نور" في صحيفة "الأهرام" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد أن بعد ضرباتها الموجعة لفرنسا وروسيا ولبنان ومالي على مدى الأسابيع الأخيرة ، ضرب تنظيم "داعش" العريش وتونس ، ولا يزال يتحدى العالم ، يدمر ويخرب ويتسبب في المزيد من القتلى والجرحى ، فيما يشبه أن تكون حربا كونية تشنها داعش على العالم أجمع ، لأنها تعرف أن المجتمع الدولي لا يزال منقسما على نفسه ، عاجزا عن تكتيل جهوده في تحالف موحد يدمر بنيتها العسكرية ويجتث جذورها .
وأضاف الكاتب أن تنظيم داعش استهدف في العريش القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية في شمال سيناء ، واستهدف في تونس حافلة تحمل عددا من ضباط وجنود أمن الرئاسة التونسية ، قتلت منهم 12 شخصا وأصابت ما يقرب من 20 آخرين .
وأوضح أنه برغم قسوة الضربتين ، أعلن الاتحاد العام للشغل في تونس أن البلاد لن تحني رأسها ، وأنه سوف يتم منع كل صور التظاهر والاحتجاجات والمطالبات الفئوية حرصا على وحدة تونس في حربها على الإرهاب ، وهذا نفس ما فعلته مؤسسات العدالة والقضاء في مصر ، عندما أعلنت في موقف تاريخي رفضها للإرهاب وإصرار قضاة مصر على استمرار مهامهم في شمال سيناء .
واختتم مكرم مقاله " أغلب الظن أن داعش سوف تواصل ترويعها للعالم في ظل تخاذل سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، الذي يركز كل جهوده على إفشال الروس في سوريا ، وتعقيد مهمة الوصول إلى تسوية سلمية للأزمة هناك ، والدرس الوحيد المستفاد من هذه المأساة الأخلاقية ، أن يعتمد المصريون على أنفسهم في حربهم على الإرهاب لا ينتظرون عونا من أي أحد " .
وفى صحيفة " الأهرام " كتب مرسى عطا الله أننا ينبغى أن نتفق على أنه طالما ارتضينا بالديمقراطية سبيلا ومنهجا فإن الديمقراطية تعنى الحرية ، وفى أجواء الحرية لا قيد على الفكر أو الكلام ، فالحرية معناها الانطلاق والاختراق ، ولكن بشرط أن يكون الفكر نظيفا ومستمدا من قيم وثقافات الأمة ، وأن يكون الكلام جادا وموثقا وليس مجرد صراخ فى الهواء أو ترديد للشائعات! ، ومعنى ذلك أن أى حديث جاد عن حراك سياسى نظيف بعد معركة انتخابية نظيفة ينبغى أن ينطلق من الفهم الصحيح لمعنى الديمقراطية ومن الإدراك الكامل للخيط الرفيع الذى يفصل بين الحرية المسئولة والفوضى المرذولة.. ثم إنه لا قيمة ولا معنى ولا شرعية لأى حراك سياسى لا يكون الرأى العام شريكا حقيقيا فى صناعة قراراته وخطواته.. والديمقراطية وحدها ــ كما أثبتت التجارب على طول التاريخ ـ هى الركيزة الأساسية لضمان مشاركة فاعلة للرأى العام لأنها تضمن ـ إلى حد معقول ـ أن يكون الرأى أو الاجتهاد النهائى بشأن أية قضية رأيا مقبولا لدى أوسع مجموعة من شرائح المجتمع بعد أن يشعر الجميع بأنهم كانوا شركاء بالرأى فيما استقر الاختيار عليه فى نهاية المطاف!
وأكد أن الجميع فى مصر الآن لم يعد يخالجهم أدنى شك فى أن الديمقراطية هى الخيار الأمثل وأن غيابها خطر على مستقبل الأمن والتنمية ، حيث يؤدى الغياب الديمقراطى إلى تقوية وتغطية تيارات التطرف والعنف والإرهاب لكى يعطلوا مسيرة النهضة ، فضلا عن أن غياب الديمقراطية يؤدى إلى نشر أجواء الروح السلبية واللامبالاة التى تعطل انطلاق مسيرة الإنتاج من ناحية وتوفر التربة الخصبة للمنافقين والمزايدين والكسالى من ناحية أخري!
وأوضح الكاتب انه ليس معقولا ـ ولا هو بالمقبول ـ أن يستمر صياح البعض باسم الديمقراطية بينما الغياب الحقيقى للديمقراطية هو العنوان الأبرز فى سجالات النخب السياسية وفى داخل العديد من الأحزاب ، الأمر الذى يزيد من مساحة الهوة الواسعة مع الشارع ويؤدى إلى فقدان مثل هذه الأحزاب لمصداقيتها لدى الجماهير التى تصاب بالحيرة والبلبلة من شعارات حول تداول السلطة وحرية الرأى يطلقها البعض بينما هم أول من يجهضون هذه الشعارات فى مؤسساتهم الحزبية!.
وكتب فاروق جويده فى عموده " هوامش حرة " بصحيفة " الأهرام " فى مصر الآن مئات بل آلاف الجمعيات الخيرية التى يقوم نشاطها على تبرعات المواطنين ، وعلى شاشات التلفزيون كل ليلة تشاهد الأطفال المرضى ودعوات التبرع والمشاركة والمساهمة فى هذه الجمعيات .. هناك جمعيات صحية وأخرى خدمية ، وهناك أيضا جمعيات لأطفال الشوارع والمسنين ودور الأيتام .. ولا أدرى هل الإعلانات التى تروج لهذه الجمعيات مدفوعة الأجر أم إنها مساهمات من الفضائيات ، أم إنها من أموال المتبرعين .. ولا شك أن الفرق كبير جداً لأنه لا يعقل أن تجمع هذه الجمعيات التبرعات لكى تنشر بها إعلانات على الفضائيات حتى ولو كان الهدف جمع المزيد من المال .
وأكد أنه ينبغى أن نتساءل عن الموقف المالى لهذه الجمعيات وهل تخضع حساباتها للأجهزة الرقابية بأى صورة من الصور أم أن العملية فوق الحساب.. إن هذه الجمعيات تتلقى جزءا كبيرا من أموال الزكاة دون رقابة من احدا ، كما انها تتلقى أموالا ضخمة من الأشقاء فى الدول العربية سواء الأخوة العرب أم المصريين العاملين فى الخارج ، وهناك ملايين المصريين الذين يقدمون زكاة المال والفطر إلى هذه الجمعيات .. فما هى الجهة التى تشرف على حسابات هذه الجمعيات خاصة انها تعمل فى أكثر من مجال .
وأشار الى أن بيانا صادرا عن جهة رسمية فى الحكومة قال إن عدد أطفال الشوارع فى مصر لا يتجاوز 16 ألف طفل ، وهذا رقم يثير التساؤل لاننا قد نجده فى مدينة واحدة وربما حى واحد ، ولو فتشت تحت كبارى القاهرة سوف تجد عشرات بل مئات الآلاف من الأطفال .. أحيانا اصدق ما اقرأ أو اسمع عن الجمعيات الخيرية ومنها مثلا مؤسسة د. مجدى يعقوب فى أسوان ولكن هناك جمعيات أخرى تثير الكثير من الشكوك ، خاصة تلك التى تمثل جزءا من نشاط بعض رجال الأعمال .. أنا لا اشكك ولكن أطالب برقابة مالية على حسابات هذه الجمعيات وما تتلقاه من تبرعات من الداخل أو الخارج .. إننا نشجع النشاط الاهلى فى خدمة المجتمع ولكن ينبغى أن يتسم بالشفافية والانضباط والحق أحق أن يتبع.
وفى صحيفة " الجمهورية " قال رئيس التحرير فهمى عنبه إن الشباب يحتاجون لمن يتفاهم معه ويحاوره ويقترب من أفكاره وأحلامه ويتعرف علي مشاكله وهمومه ، ولابد من التواصل مع شبابنا علي مختلف المستويات وفي كل القطاعات والمحافظات.. فلا يمكن لدولة فتية نصف مواطنيها من الفئة العمرية ما بين 15 و45 عاماً أن تعجز عن احتوائهم أو تتخلي عنهم ولا تبذل أقصي ما في وسعها لضمان عدم ابتعادهم عن مسيرة الوطن التي هي من المفترض أن تكون من أجلهم باعتبارهم المستقبل.
وأضاف نسمع من الكثير من الشباب انهم محبطون ولا يصل صوتهم الي المسئولين.. ولا يوجد من ينقل مطالبهم وإذا حدث ووجدوا من يستمع لهم فلا حلول لمشاكلهم.. ولا منحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وتنفيذ أفكارهم.. لذلك يفضلون الانعزال عن المجتمع..
ويقاطعون الانتخابات.. ولا يقبلون علي الاشتراك في المشروعات القومية وكأنهم يعاقبون الدولة ، مشيرا الى شباب من القوي المدنية التي خرجت في ثورة يناير أصيبوا بالإحباط من سرقة الثورة.. وبدلاً من تحقيق ما خرجوا من أجله من حرية وعيش وعدالة وكرامة.. فوجئوا بغيرهم ركب الموجة ويتصدر المشهد.. وعندما تحمسوا مرة أخري في 30 يونيه.. كانت الأجواء قد تسممت ، وهناك في الأرياف والعشوائيات مجموعة من الشباب لا علاقة لهم بالسياسة أحبطوا من عدم وجود وظائف وتنهشهم البطالة.. ولا يعرفون كيف يتزوجون ويبنون مستقبلهم ، ويوجد من الشباب من ليس لهم أنشطة ولا انتماء لأي فصيل بل وحتي للبلد.. وأكثرهم من طلبة الجامعات الأجنبية.. فأصبحوا يتجمعون في "شلل" يخاطبون أنفسهم ولا علاقة لهم بما يحدث في البلد.
وأكد جويده فى ختام عموده أن كل هؤلاء هم شباب مصر.. وعلينا أن نستعيدهم الي حضن الوطن.. وتلك هي مسئوليتنا جميعا.. بدءاً من الآباء في المنازل.. والاساتذة في المدارس الثانوية والكليات الجامعية.. وكذلك الحكومة بأجهزتها ووزاراتها خاصة التعليم العالي والرياضة والشباب والقوي العاملة.. والأهم منظمات المجتمع فأين الأحزاب والجمعيات الأهلية والأندية ومراكز الشباب.. وأين دور أجهزة الاعلام؟ ، وشدد على أن شبابنا يحتاج إلي مبادرات جادة تنتشله من السلبية والانعزال والابتعاد عن المشاركة السياسية أو عن المساهمة في بناء الوطن صحيح ان الدولة تقوم بجهد في ذلك المجال وتحاول.. ولكنها للأسف محاولات لاتكفي.. ولا تقنع أصحاب المصلحة ، مطلوب من كل مسئول التواصل مع الشباب في موقعه ومحاولة فهمهم.. لان عندهم رؤية وآراء وقلقا وتخوفات لابد من مناقشتها واحتوائها قبل أن نفقد مشاركة الشباب ويسير "العواجيز" وحدهم في طريق بناء هذا الوطن ولن يستطيعوا بدون الشباب .
أرسل تعليقك