الداعية الإسلامي عمرو خالد يؤكد أن النبي لم يكن فقيرًا
آخر تحديث GMT18:55:52
 العرب اليوم -

الداعية الإسلامي عمرو خالد يؤكد أن النبي لم يكن فقيرًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الداعية الإسلامي عمرو خالد يؤكد أن النبي لم يكن فقيرًا

الداعية الإسلامي عمرو خالد
القاهرة - شيماء مكاوي

نفى الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي ما يشاع بشأن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فقيرًا، قائلاً إنه وإن أحب الفقراء وراعاهم وجبر بخاطرهم، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كان فقيرًا، أو أنه يريد للأمة أن تكون فقيرة، إذ يعد الفقر هو رأس كل الأزمات التي يواجهها العالم الإسلامي فهو أساس كل المصائب الأخلاقية.

وأرجع خالد في الحلقة الحادية والعشرين من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، ارتفاع معدلات فقر في الدول الإسلامية إلى ما أسماه "ثقافة تمجيد الفقر، المنتشرة في ثقافتنا الدينية، التي تقول: الفقراء أقرب للجنة ولرضا الله"، قائلاً عنها إنها "ثقافة ترضي الفقراء وتخدرهم فيزدادون فقرًا، يستخدمها الدعاة، لأنها تدغدغ عواطف البسطاء".

ووصف خالد، الفقر بأنه عدو الإسلام الأول، مدللاً من القرآن بقول الله تعالى: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، وكان النبي يتعوذ منه "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر"، وكأنه يكشف عن وجود علاقة الكفر بالفقر.

وأشار إلى دعاء النبي لخادمه أنس بالغنى "اللهم كثر ماله وولده"، كما كان يدعو لنفسه: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"، وهو القائل: "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، فكيف مع هذا يقال إن النبي قد أسس حضارة تقوم على حب الفقر؟

واعتبر خالد أن حديث "أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بسبعين عامًا"، ليس دليلاً على أن الفقراء أفضل عند الله من الأغنياء، ولا أعلى منزلة، إذ إنه لم يقل ذلك، "لكن يوضح أن حساب الغني يوم القيامة غير حساب الفقير، الذي ليس لديه ما يستوجب طول الحساب لفقره، أما الغني فحسابه أطول لتعدد مصادر أمواله، لحديث النبي "لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة، حتى يُسألَ عن أربع:... وعن ماله".

وتابع: ليس معنى كلامي أنني أقدح في الفقراء، لكن من الإيمان أن تخرج من فقرك، فالغني الشاكر أحب إلى الله من الفقير الصابر".وفند خالد الروايات التي تقول إن النبي كان فقيرًا، والقصص التي يستدل بها الدعاة الوعاظ على ذلك، ومنها أنه "مات ودرعه مرهونة عند يهودي"، وأنه "ربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع"، و"كان يمر الهلال ثم الهلال ولم يوقد في بيته نار"، و"خرج من بيته جائعًا فلقي أبوبكر وعمر وكانا جائعين"، قائلاً إن "القرآن كتاب الله يقول عكس ذلك: "ووجدك عائلاً فأغنى"، عائلاً وليس فقيرًا والعائل في اللغة هو كثير العيال، فلو كان الفقر أفضل من الغنى لم يكن للامتنان".

واستدرك: "نعم، لقد مرّ رسول الله -كسائر الناس- في حالات عصيبة ومختلفة طوال حياته، إلا أنه كان في معظم الأحوال غنيًا وميسورًا"، موضحًا أن "إنفاق النبي لا يمكن معه القول إنه فقير، فقد كان ينفق على 9 زوجات مهورهن وكسوتهن وطعامهن، وكان يوفر في بداية كل سنة ميزانية السنة بالكامل، ناهيك عن أولاده وأحفاده وخدمه وضيوفه، حتى إنه في عام الوفود، قدم إليه 70 وفدًا".

وأشار إلى أنه "اشترى أرض المسجد، وأقام بيتَه على جزء من تلك الأرض، وكان يحب الأكل الطيب، ولا يأكل وَحْدَه، فعن عائشة قالت: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ"، حريصًا على مظهَره، "أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ"’، "رأيتُ رسول الله وعليه بُردان أخضران".

ولفت إلى أنه "كان يستخدم العطر، وكان في زمنه ثمنه مرتفعًا، عن عائشة قالت: "كأنِّي أنظر إلى المِسك في مفرق رسول الله وهو مُحرِمٌ"، علاوة أنه كان له وسيلة تنقل شخصية، فكان لديه ناقة تسمى "القصواء"، وبغلة تسمى "دلدل"، وفرس يسمى "السًّكب".

كما وصفه بأنه "كان كريمًا كثير العطاء، "كان رسول الله جوادًا وكان أجود ما يكون في رمضان" وكان يتولى الإنفاق على أهل الصفة ويطعمهم من ماله، وبلغ مجموع من كان ينفق عليهم حوالي 128 شخصًا، ازداد عليهم 40 نفسًا أعتقهم قبيل وفاته, فصاروا 168".

وشدد خالد في الوقت ذاته على أنه "ليس صحيحًا أن غنى النبي كان بسبب امتلاك زوجته السيدة خديجة للمال، فالقرآن يقول: "الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا"، فكيف يقبل وهو الموحى إليه بها".

وقال: "كانت بينهما شراكة في تجارة، وكانت تنفق لكن كان إنفاقها على الرسالة وليس على شخص الرسول، والنبي لم يكن يقبل الصدقة، "إن الصدقة لا تنبغي لمحمد"، وعندما أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة، نهاهما: "كخ كخ".

وتابع خالد: لم يكن النبي يقبل عطاء أهله "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"، وهو الذي ربى ابن عمه علي بن أبي طالب، ولم يقبل المال حتى من أصحابه، عندما هم بالهجرة إلى المدينة اشترى ناقة للرحلة، "قد أخذتها بالثمن"، دفع لأبي بكر ثمنها.

وقال إن مصادر أموال النبي كانت من "كسبه من مزاولة التجارة، وكان تاجرًا ناجحًا، إذ إنه اشتغل من صغره، وكان في عمر 12 سنة، عندما اصطحبه عمه أبو طالب في أول رحلة تجارة معه للشام، وكان أصغر من قاد قافلة تجارية في مكة، وبلغ عدد رحلاته 23 رحلة، وشارك السيدة خديجة لمدة 20 سنة".

لكن كيف كان يخلو في غار حراء ليالي طوال؟، يجيب خالد: "غار حراء كان يمثل استراحة، بعد سفر البيع والشراء، مثل من يعملون في البترول أسبوعين عمل وأسبوع راحة، واستمر في التجارة بعد الرسالة .. "وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ"، والمشي في الأسواق هو تعبير عن الحركة المستمرة في البيع والشراء، "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ".

وأشار أيضًا إلى أنه "أن ورث مالاً من والديه وأجداده، فالنبي حفيد عائلة عريقة غنية، فهاشم بن عبد مناف هو أبو جده عبد المطلب، وهو أول من أسس لرحلتَي الشتاء والصيف، واسمه عمرو لكنه كان في موسم الحج يهشم الكعك بالدقيق ليطعم الحجاج فسموه هاشمًا".

وذكر أنه "ورث من والديه، وورث عن أبيه أموالاً، وورث عن أمه آمنة بنت وهب دارها التي ولد فيها، وكانت بجوار الكعبة، علاوة على ميراثه من السيدة خديجة، فقد ورث منها دارها بمكة التي تقع بين الصفا والمروة".

علاوة ذلك، قال إنه "كان يحصل على نصيبه من غنائم الحروب، "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ"، لكنه لم يفتعل حربًا ليحصل على الغنائم، بدليل أن المعارك الثلاثة الأولى مع قريش (بدر – أحد – الخندق) كانت على حدود المدينة وهم الذين ابتدروه بالحرب".

وشدد على أن "مواقعه الثلاثة مع يهود المدينة كلها بدأت بخيانة منهم ولم يكن هو البادئ، وفتح مكة بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية"، وقال إن النبي كان يتلقى هدايا الملوك، "يأخذ الهدية ولا يقبل الصدقة".وردًا على من يستندون في الأدلة على فقر النبي بأنه كان يربط الحجر على بطنه، أوضح خالد أنه لم يربط الحجر على بطنه 23 عامًا من الدعوة، فزمن الحديث واضح في قول سيِّدنا جابر بن عبد الله بـ "إنا يوم الخندق محفِّر".وأشار في هذا السياق إلى الحديث الذي أخرجه البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت: "تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ"، مدللاً بقول الشيخ محمد الغزالي بأن "الحكم الدِّيني لا يؤخَذ من حديث واحد مفصولٍ عن غيره، وإنَّما يُضَمُّ الحديث إلى الحديث، ثمَّ نقارن الأحاديث بما دلَّ عليه القرآن الكريم".

وقال إن "النبي كان قد جهز جيشًا بقيادة أسامة بن زيد لغزو الروم، وخرج في الجيش كبار الصحابة، وجاءه ضيف بليل إلى النبي، فأرسله إلى الرجل اليهودي ورهن له درعه ليطعم الضيف، فرهن الدرع دليل على إكرام ضيف نزل في ليلة حرب".

وتابع "أما الحديث الذي روته عائشة: "كنا لننظر إلي الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة، وما أوقدت في أبيات رسول الله صَلي الله عليّه وسلم نار، فقلت: يا خالة، ما كان يعيشكم؟، قالت: "الأسودان" (التمر والماء)، فأشار إلى أنه "لم يكن ذلك هو حال النبي في حياته كلها، بل كان في أول الدعوة المدنية، وقد أسكن إلى جواره أهل الصف الفقراء، ثم تغير الحال وفتحت أبواب الخير والرزق، مثل أي شخص ناجح يقول: في بداية حياتي العملية كنت آكل بالعافية".

وحول حديث النبي: "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، قال خالد إن المراد به استكانة القلب ومسكنة القلب، تواضع للفقراء ولأهل الصفة لا علاقة لها بالمال على الإطلاق.

وأشار أيضًا إلى واقعة النبي مع أبي بكر وعمر بن الخطاب عندما خرج من بيته فوجدهما، فقال: "ما أَخرَجَكُما هذه السَّاعة؟" قالا: والله ما أخرجنا إلَّا ما نجد في بطوننا من الجوع، قال: "وأنَا -والَّذي نفسي بيده- ما أخرجني غيره، فقومَا". تمامًا مثلما يحدث في أي يوم لا يوجد في البيت طعام.

وقال خالد إن هذه دعوة ليست ضد الفقراء، بالعكس، فإن أحدًا لم يحب الفقراء مثلما أحبهم النبي، لكن لن تحدث نهضة في ظل الإعجاب بالفقر، واستخدام أحاديث النبي كدليل على تمجيد الفقر واستحسانه، هو استخدام في غير محله، لأنها ظروف طارئة في حياة النبي، كما يمر في حياة كل إنسان منا، بل كل غني تمر به أحداث طارئة لفترات محددة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداعية الإسلامي عمرو خالد يؤكد أن النبي لم يكن فقيرًا الداعية الإسلامي عمرو خالد يؤكد أن النبي لم يكن فقيرًا



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab