الرياض ـ العرب اليوم
قامت الأسرة والمدرسة باستنفاد طاقتها خلال هذا الأسبوع، سعياً للظفر بإقناع الطلبة المستجدين بتقبل واقعهم الجديد في المدرسة، وتتفاوت أساليب الإغراء والترغيب ما بين الوعود وبذل الهدايا، وما بين التسهيل والمرافقة والملازمة للطالب في مقعده داخل الفصل، وفي الأخير تأتي الإجابة صامتة ومعبرة من قبل الطفل، لتكون ابتسامة أو عبرة.
كثير من أولياء الأمور يسمي هذا الأسبوع التمهيدي للطلبة المستجدين في الصف الأول ابتدائي بأنه أسبوع "الإقناع" وأسبوع حشد الوعود، وتبسيط الحياة، وزرع الأمل، الذي تتفنن فيه الأسر والمدارس في كيفية خلق الجو التربوي والنفسي الملائم الذي يزيل الرهبة التي يعيشها أي طفل بدأت تتشكل عوالم مجهولة وخفية لديه، بعيداً عن حضن والدته، وبمعزل عن محيط منزله، وفي أجواء غير أجواء لعبته وملعبه.
وتبدأ "فنون الإقناع" مبكراً وقبل بداية العام الدراسي، من خلال عبارات "التشييخ" وعبارات زرع روح الرجولة والقوة عند الأطفال، بأنهم الآن قد كبروا وأصبحوا رجالاً مقارنة بأشقائهم الصغار والرضع، ولا تنتهي بالإغراق غير المعهود بالهدايا والجوائز والوعود المبهجة والمفرحة لهم بمستقبل الأيام.
ففي حين يعيش الطفل هذا "العالم" المصنوع من قبل الأسرة، بما فيه من أحلام وأمان، يأتي رده محفوظاً ومتحفظاً في كثير من الأحيان، منتظراً ساعة الصفر، ويوم "التجربة العملية" للحياة المدرسية الجديدة، متمثلاً "بالأسبوع التمهيدي" ليعلن خلاله ملامح علاقته بهذا الواقع الجديد.
وبعد كثير من فنون الحِيل، ومطولات القول والحديث من قبل الأسرة والمدرسة، تأتي إجابة الطالب أو الطالبة بعد أن يخطو أولى خطواته في باحة المدرسة مختصرة ومباشرة وبليغة كل البلاغة، وما هي إلا إيماءة من شفتيه ترسم "ابتسامة" القبول والرضا، أو تتشكل "عبرة" الرفض والممانعة، حسبما ذكرت صحيفة «الوطن».
أرسل تعليقك