عام دراسي من التعب والاجتهاد شكل الفارق الذي حقق طموحهم وحلمهم في تحصيل المراكز الأولى في شهادة التعليم الأساسي حيث تحدى الأوائل على مستوى سورية في محافظتي حماة وحمص الظروف لتحقيق هدفهم الأساس وهو التفوق ويستمروا في مسيرة العلم والنجاح لبناء مستقبل واعد بالعلم والعلماء.
ثلاثة متفوقين على مستوى محافظة حماة ومتفوقان على مستوى حمص تفاوتت ظروفهم وطرقهم في التحصيل العلمي خلال العام الدراسي لتنسج حكايات نجاح مميزة.
في حماة كان تفوق الطالب محمد أحمد الضاهر الحاصل على 3096 علامة ثمرة جهد مضاعف بذله هذا العام لاختلافه عما عهده خلال سنواته الماضية لكونه مهجرا من محافظة حلب فرغم ظروفه الصعبة أصر على عدم إهمال أي من دروسه ولم يجعلها عائقا تقف بينه وبين تحقيق حلمه.
وأوضح الضاهر لمراسلة سانا أنه كان حريصا على الاستفادة من الحصص الدراسية بشكل كامل وتبيان أي غموض أو شك يحيط بأي مادة بالاستفسار وسؤال الأساتذة مشيرا الى أن طموحه لا حدود له وأن تفوقه في هذه المرحلة لا يعني التوقف عند حد معين بل المتابعة في التحصيل العلمي ليرفع اسم الوطن عاليا.
وقد حاول والدا الضاهر توفير الجو المناسب له وخاصة أنه لم يعتمد على أي دورات تعليمية أو دروس خاصة مؤكدين أن التفوق يعتمد على الطالب بغض النظر عن الظروف المحيطة لأن تصميمه على النجاح والتميز هو الأساس.
أما قصة نجاح الطالب المتفوق عبد الجبار حلاق الحاصل على 3094 علامة فقد اعتمدت بشكل كبير على تنظيم الوقت والمتابعة الجدية لدروسه منذ بداية العام الدراسي كما كان اهتمام المعلمين حافزا ومشجعا له لتحقيق هدفه في التفوق.
وأشار حلاق إلى أن تأمين الجو المناسب ووسائل الراحة في المنزل عامل أساسي لإبعاد الضغط الناتج عن خوض أول تجربة حقيقية في نيل شهادة في امتحان مختلف عما عاشه في السنوات السابقة مبينا أن تفوقه بمنزلة هدية لأهله وأساتذته الذين وقفوا إلى جانبه وشجعوه.
وقال والد حلاق الدكتور عبدالله.. انه حرص على الاهتمام بالعامل النفسي عند ابنه من أجل تشجيعه وذلك بتعزيز ثقته بنفسه والحديث الدائم عن التفوق وثمرة النجاح ليكون حافزا له على المتابعة.
أما الطالبة المتفوقة اية الأحمد من قرية بعرين في منطقة مصياف والحاصلة على 3086 علامة اكدت ان التفوق مسؤولية لا تأتي دون تعب أو مثابرة فاجتهاد الطالب الشخصي هو ما يميزه ويجعله من المتفوقين لافتة إلى أن الدراسة لساعات طويلة لم يكن أمرا جديدا عليها فقد اعتادت على ذلك في السنوات السابقة وخاصة لجهة قيامها بتنظيم الوقت.
وأوضحت والدة المتفوقة المعلمة فتاة محمود أن تأسيس الطالب منذ الصغر بشكل سليم أحد عوامل التفوق وهو ما حرصت عليه مع ابنتها بترسيخ حب العلم والاجتهاد والمعرفة لديها وتحمل المسوءولية ولا سيما أنها أكبر اخوتها في حين قال والدها المهندس يوسف.. ان ابنته اية لم تكن بحاجة إلى دروس تقوية ولا دورات تعليمية ولكنه حاول اختبارها عدة مرات في المواد العلمية فكانت تفاجئه دائما بمعلوماتها المتمكنة.
من جهته أكد مدير تربية حماة نجيب نابلسي أن وجود منافسة بين الطلاب يحفز على التفوق الذي يعد ضرورة لكل الجيل لكي يدافعوا بعلمهم عن الوطن فالعلم هو نهضة لسورية وهو السلاح الذي يجب أن تواجه به كل التحديات مبينا حرص المديرية على تأمين الكادر التدريسي وكل ما يلزم من الوسائل التعليمية على امتداد مدارس المحافظة.
وفي محافظة حمص التي دأبت على تسجيل حضور لها كل عام مع صدور نتائج امتحانات الشهادات في صورة تبعث على الفخر والأمل بمستقبل الاجيال صانعي مجد الوطن تؤكد الطالبة المتفوقة يمان محمد غسان الحبال من مدرسة الغسانية بحمص الحائزة المجموع التام في شهادة التعليم الاساسي ان التفوق حلم راودها منذ طفولتها مضيفة.. يكفي تنظيم الوقت والمثابرة خلال العام الدراسي لتحقيق النتائج المرغوبة في شهادة التعليم الأساسي.
وأشارت والدة يمان وهي ربة منزل الى ان ابنتها الوحيدة تتمتع بصفات ايجابية في التعامل مع الآخرين ومستوى عال من الذكاء حيث حافظت على تميزها وتفوقها عبر صفوف دراستها لتتوجها بحصولها على المركز الأول في شهادة التعليم الأساسي.
أما الطالبة المتفوقة روان عمار اليوسف من مدرسة كاسر الضاهر الحائزة المركز الثاني على مستوى المحافظة بحصولها على 3096 علامة اكدت انها وضعت منذ بداية العام الدراسي هدفا وبرنامجا لدراستها ونظمت وقتها بشكل دقيق وتابعت دروسها جيدا وقبل الامتحان استعانت ببعض الاساتذة في الرياضيات واللغة الانكليزية لاستيضاح بعض النقاط ومساعدتها على اتمام تحضيراتها التي ادت الى تفوقها.
ولفتت اليوسف إلى أن والدها الذي يعمل ضابطا في الجيش العربي السوري شجعها على التفوق وكان بين الحين والاخر يوجه لها كلمات تزرع فيها الثقة بالنجاح والتفوق.
وأعربت والدة روان عن سرورها لتحقيق ابنتها التفوق الذي طالما ارادته لها موجهة الشكر لادارة المدرسة ومديرية التربية والوزارة على الاهتمام الكبير بالطلبة في مواصلة العلم والمعرفة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية.
وأوضح وليد مرعي معاون مدير التربية للتعليم الاساسي في مديرية التربية بحمص ان نسبة نجاح الطلبة في شهادة التعليم الاساسي للعام الحالي بلغت 49ر77 بالمئة في حين وصلت العام الماضي الى 09ر75 بالمئة وحاز العام الحالي 330 طالبا وطالبة على مجموع 2900 فما فوق مقابل 264 طالبا وطالبة العام الماضي.
وكان خمسة طلاب حصلوا على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي أي 3100 درجة توزعوا على 5 محافظات هم الطالبة سدره مازن البواب من مدرسة الباسل للمتفوقين بدمشق ويمان محمد غسان الحبال من مدرسة الغسانية حلقة ثانية بحمص وحنان محمد حبيب من مدرسة الشهيد إبراهيم محفوض حلقة ثانية في اللاذقية وجود محمود الهزاع من ثانوية المتفوقين في دير الزور وبشار حسين حسين من مدرسة 16 تشرين حلقة ثانية في طرطوس أما غزل محمد أيمن السبيناتي من مدرسة الشيخ بدر الدين الحسني الشرعية في دمشق فحصلت على المرتبة الأولى في شهادة الإعدادية الشرعية بمجموع قدره 4145 درجة من أصل الدرجة الكاملة 4200.
أرسل تعليقك