الدوحة_ قنا
نظم قسم العلوم الإنسانية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر ندوة بعنوان "تدريس التاريخ في الجامعات والمعاهد العليا: الرؤى والمناهج والموضوعات. تناولت تغيير طرائق التاريخ وتدريسه خلال المائة عام الماضية، نتيجة تطور التخصصات والحقول المعرفية المصاحبة لها.
وناقشت الندوة عدة محاور منها تدريس التاريخ في الجامعات: التحديات والآفاق، وإعداد برامج التاريخ وتطويرها، وتطوير خطط تدريس برامج التاريخ في الجامعات. شارك في الندوة علماء وباحثون من قطر، وماليزيا، وأمريكا، وكوريا وغيرها، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بالكلية والجامعة، إضافة إلى مهتمين بالتاريخ وطرق تدريسه.
وناقشت الأوراق البحثية موضوعات عدة، منها ورقة بحثية بعنوان "الخطط الدراسية في أقسام التاريخ في الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي: دراسة تحليلية" والتي تحدث فيها الدكتور يوسف ياسين من جامعة قطر عن دراسة تحليلية للمقررات الإجبارية المقدمة للطلبة في الخطط والبرامج الدراسية في أقسام التاريخ في جامعات الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، لفحصها والتعرف إلى كيفية بنائها وإعدادها، فيما تناولت ورقة بحثية أخرى بعنوان "التعليم في التاريخ الإسلامي في بيئة مسيحية في كوريا: التحديات والآفاق" قدمها الدكتور هيوندو بارك، جامعة ميونجي في كوريا، حيث نظرت هذه الورقة في التحديات التي تواجه تدريس التاريخ الإسلامي في البيئة المسيحية الكورية، وناقشت الآفاق المستقبلية لعملية تدريسه في كوريا التي تشهد تنام في تعدد الثقافات وزيادة في عدد سكانها المسلمين.
كما قدم الدكتور عمران البدوي من جامعة هوستون ورقة بحثية بعنوان "التلاقح بين تاريخ العالم الإسلامي والغرب"، وقد استعرضت هذه المداخلة المناهج بشكل عام والتي تعطينا فكرة عن تدريس وتعلم التاريخ الإسلامي في عصر العولمة. وفي كلمته الترحيبية، قال الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر: "إن احتضان جامعة قطر لهذه الندوة العالمية هو أحد تجليات سعيِها لمواجهة تجسير المسافة بين تاريخنا وحاضرنا سبيلا لإعادة الوجاهة والاعتبار لهذا التاريخ من خلال مقاربات علمية جادة تجعل حاضرنا يستنير بقبس الماضي ومعالمه المضيئة الوهاجة لبناء مستقبل واعد وتسلح خريجي جامعتنا بمتكآت صلبة تركن إلى الاعتزاز بالهوية الوطنية وتعتز بالانتماء للوطن. وأضاف "لا شك أن مواكبة التطورات العالمية استراتيجيات تدريس التاريخ سيكون لها الأثر البالغ في استثمار النقاطِ المضيئة من هذا التاريخ لاستشراف المستقبل وبنائه وفقا للثوابت الوطنية والقومية كما أنها ستساهم بلا ريب في تحقيقِ تراكمِ الوعيِ المعرفي وتعزيز قيم الوحدة الوطنية التي تمْنح الطالب درجة عالية من المصداقية والاستجابة المجتمعية الفاعلة.
وقال الدرهم: "نأمل أن تتواءم توصيات هذه الندوة العالمية مع أهداف جامعة قطر الرامية إلى تطوير برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية، تجاوباً مع سياسة كلية الآداب والعلوم الساعية إلى تعزيز مفهوم الدراسات البينة، التي تعد مطلبا أساسيا للعديد من المهن في سوق العمل، حيث ثبت أن الطلبة الذين يتعلمون من خلال الدراسات البينية يتمتعون بمهارات تفكير وإتقان عالية ومتكاملة. وعن أهمية الندوة قالت الدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم: "تهدف هذه الندوة إلى الوقوف على واقع تدريس التاريخ في الجامعات، وتبادل الخبرات المتنوعة في تدريس التاريخ في المرحلة الجامعية، كما تناقش الأساليب والموضوعات والطرائق الحديثة المتعددة في تصميم البرامج والمناهج التاريخية، ومناقشتها وتطويرها وفق طروحات علمية جديدة".
أرسل تعليقك