الصويرة ـ العرب اليوم
واصل ملتحون في الصويرة، منذ الأربعاء الماضي، منع حوالي 50 امرأة في حي تافوكت، من الاستفادة من دروس محو الأمية، التي تشرف عليها لفائدتهن المصالح المحلية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تحت ذرائع عدة، منها تحفظهم على لباس المؤطرة المكلفة بتلقين الدروس للنساء.
وكشفت بعض المتضررات في اتصالات بجريدة الصباح المغربية ، أنهن تفاجأن بقرار صدهن رفقة مؤطرتهن، من دخول مسجد الحي الذي يتلقين داخله الدروس منذ سبتمبر الماضي، من قبل مجموعة من الملتحين، الذين استقدموا أطفالا ورجالا في غير التوقيت المخصص لهم، من أجل تلاوة وحفظ القرآن.
وحسب المصادر ذاتها، فمقابل سماح الملتحين لزوجاتهم المنتقبات من ولوج المسجد من أجل تلقي دروس قرآنية على يد زوجة إمام المسجد، وهي «العملية التي لا علاقة لها ببرنامج المجلس العلمي المحلي الخاص بالأنشطة التي تحتضنها المساجد»، تخوض المتضررات بشكل يومي، «اعتصاما» أمام المسجد في المدة الزمنية المخصصة سابقا لدروس محو الأمية.
ويبقى السبب الحقيقي لحرمان النساء من دروس محو الأمية، حسب الشهادات ذاتها، هو أن «المتعسفين رأوا في دروس محو الأمية بوابة دخلت بها المصالح الرسمية الساهرة على الشؤون الدينية إلى المسجد البديل الذي أقيم في انتظار انتهاء أشغال بناء مسجد جديد من قبل المحسنين».
وأضافت المصادر ذاتها أن بعض المتحفظين على دروس محو الأمية التي تستفيد منها النساء، لم يتوان في مهاجمتهن بخطابات متشددة، من قبيل «راكوم كبرتو، سيرو ريحو في ديوركم ولا سيرو تحجو»، أو «أنتن تشوشن على الإمام، وتتخذن المسجد فضاء لأحاديث نسائية»، ليصل الأمر ببعضهم إلى اعتبار «لباس المؤطرة التي تعاقدت معها وزارة الأوقاف غير محترم لشروط اللباس الشرعي».
واعترف محمد الهجام، رئيس ودادية تجزئة تافوكت بالصويرة، المعنية باحتجاج النساء، في اتصال أجرته مع «الصباح»، أنهم في الودادية يتحفظون فعلا على لباس مؤطرة النساء، قائلا «راها كاتصلي بالسروال، ليست مثقفة، ولا تحترم حرمة المسجد، وعندما تنهي درسها، تترك تجمعا للنساء بالمسجد، وتغادر».
المتحدث الذي قال «إننا لا نعرف كيف تم الشروع في تقديم تلك الدروس بالمسجد»، أكد لـ«الصباح»، أن المسجد يحتضن فعلا «دروسا لتحفيظ القرآن للنساء من تنظيم الودادية»، قبل أن يؤكد أن «المسجد عبارة عن عقار وهبه مالك مخبزة للسكان، فقمنا بتهيئته وعينت مندوبية الأوقاف إماما عليه».
إلى ذلك، كشفت مصادر لـ«الصباح»، أن أطرا تابعة لقسم الشؤون العامة، في عمالة الصويرة، حلت بالمكان عينه، «تزامنا مع الاعتصام التي تنظمه النساء منذ منعهن خلال التوقيت المخصص للدروس»، في حين اقترحت مندوبية الأوقاف، نقل دروس محو الأمية، ابتداء من بداية الأسبوع، إلى مسجد الصقالة، «غير أن هذا لقي اعتراض أزواجهن، على اعتبار أنهم ساهموا أيضا، في تهيئة مسجد تافوكت الذي يسيره الملتحون».
أرسل تعليقك