شباب أوروبي يدعو إلى تطوير النظم التعليمية في بلدانهم
آخر تحديث GMT07:25:40
 العرب اليوم -

شباب أوروبي يدعو إلى تطوير النظم التعليمية في بلدانهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شباب أوروبي يدعو إلى تطوير النظم التعليمية في بلدانهم

ميونيخ (المانيا) - العرب اليوم

التقى شباب من خمس دول أوروبية في ميونيخ مؤخرا للتشاور بشأن سبل تطوير نظم التعليم في بلدانهم. وتطرق الحديث إلى مواضيع تنوعت بين قضايا الرسوب والمعدلات العالية والأنظمة التعليمية أو موضوع ارتداء الزي الموحد في المدرسة. السياسات العليمية تدخل في صلب مهمات الراشدين. فالوزارات والهيئات المختلفة هي التي تقرر ما هو جيد للجيل الجديد أو ما هو غير نافع. " نحن لا يسألنا أحد"، هذه الجملة تسمعها كارين تيليمان، من معهد غوته في ستوكهولم، من تلاميذها السويديين مرارا وتكرارا. ورغم السمعة الطيبة للمدارس السويدية، حيث تحتل السويد المراتب الأولى في جداول المقررات التعليمية، إلا أن الأمور لا تسيركما يتمنى التلاميذ على ما يبدو. السياسة تتجاهل وجهة نظر التلاميذ استغلت كارين تيليمان الشبكة الاجتماعية لمعهد غوته وأطلقت مع مجموعة من التلاميذ السويديين مشروعا للحوار بعنوان " التعليم والمستقبل". وقد نال المشروع دعما ماليا من معهد غوته والاتحاد الأوروبي على الفور. في هذا السياق تقول كارين:" أولى صلاتنا كان مع انجلترا، بعد ذلك بدأت العلاقات تتسارع مع مجموعات تلاميذ وطلاب جامعات من ألمانيا وفنلندا وهولندا". السيدة كارين لا تخفي سعادتها لنشاط وحماس التلاميذ والطلاب الذين شاركوا في مشروع الحوار من أجل مستقبل أفضل من خلال نظام تعليمي أفضل. المواضيع تناولت مثلا أسئلة مثل : ما جدوى رسوب التلاميذ وإعادة السنة الدراسية مرة أخرى؟ أو ما هي الفائدة من معدلات الدرجات؟ وقبل كل شيء: كيف يتم تعليم التلاميذ والطلاب في البلدان الأوروبية المجاورة؟. بمثل هذه الأسئلة أنشغل خمسون تلميذا وطالبا جامعيا من خمس دول أوروبية في ميونيخ على مدى يومين. نتعلم من خبرة الدول المجاورة ويتفق سيمون وزميله ليام في الرأي ويعتبران أن " الكثير في نظام التعليم الانجليزي والألماني يمكن تغييره وتحسينه". سيمون(16) تلميذ ثانوية يعيش في منطقة أردينغ في بفاريا بجنوب ألمانيا، أما ليام (18) فهو طالب جامعي يدرس ويعيش في نيوكاستيل، حيث تبادل الاثنان المعلومات حول النظام التعليمي في بلديهما. عن ذلك يقول الطالب الانجليزي والذي يدرس الأدب الألماني في جامعة نيوكاستيل ويجيد اللغة الألمانية بطلاقة، " علينا أن ننظر الى جيراننا الأوربيين ونتعلم بعض الشيء منهم". ويذكر الطالب الجامعي مثال نظام التكوين المهني الألماني والمعروف بربط المواد النظرية بالحصص العملية. ويعتبر ليام هذا النظام "رائعا"، حيث يتعلم التلاميذ الجانب العملي في مصنع ما ويذهب بعد ذلك إلى المدرسة لتعلم الجوانب النظرية، حسب تعبيره. ويعتقد ليام أن النظام التعليمي الانجليزي يهتم كثيرا بالجانب النظري على حساب الجانب العملي. لأن كل الجوانب التعليمية تركز على الجامعات فقط، حسب قول ليام. كما يتفق الاثنان مع المشاركين الآخرين في الحوار على أن النظام التعليمي الفنلندي هو الأفضل. في فنلندا يتعلم التلاميذ تسع سنوات متواصلة في مدرسة مشتركة. بعد ذلك، أي في سن الخامسة عشر، يقرر كل واحد منهم مستقبله: إما أن يذهب إلى مدرسة أعلى أو يقرر تعلم مهنة ما. بينما يتم في ألمانيا مثلا تحديد مصير التلاميذ في السنة الدراسية الرابعة، حيث يتوزع التلاميذ على مدراس مختلفة وبمستويات مختلفة أيضا.عن ذلك يقول سيمون" إن ذلك يتم في سن مبكر جدا". وأبهر النظام الفنلندي المشاركين من خلال الحوار بسبب توفره على فرص متكافئة لجميع التلاميذ وفي كل المراحل التعليمية. وعلم سيمون من زميله الفنلندي، ميكا سومالاينن، الذي يدرس اللغتين الألمانية والانجليزية بهدف التخرج كمدرس في هيلسنكي، أن الدولة الفنلندية توفر المنح الدراسية لكل طلاب الجامعات، دون استثناء، كما تؤدي الدولة تكاليف طعام الغذاء في المدارس لكل تلميذ وتلميذة". في الورشة يحاول سيمون فهم طبيعة الحياة الطلابية في فنلندا. كما يكتشف الطالب الفنلندي من خلال حواره مع زملائه أن هناك ما يمكن تحسينه في النظام التعليمي في بلده. " تقوية قدرة التواصل الاجتماعي والتواصل اللغوي المباشر"، كما يقول ميكا. ففي فنلندا كثيرا ما يتعلم التلاميذ حصصهم المدرسية وفق نظام فردي. أي لكل تلميذ جدول حصص خاصة به لوحده. ولذلك يكون حيز التبادل المعرفي بين التلاميذ ضئيلا جدا، كما يوضح ميكا. توصيات موجهة الى المسؤولين لم يقتصر الحوار في ورشة ميونيخ على تبادل المعلومات والتصورات بين أعضاء المجموعة فحسب، بل إن هؤلاء قرروا رفع توصيات عملية ومقترحات إلى المسؤولين عن النظام التعليمي في بلدانهم. وتتضمن الرسائل المقرر إرسالها إلى المسؤولين تثمينا لما هو إيجابي في النظام التعليمي ونقدا لما هو سلبي من وجهة نظر المشاركين. وسيتم توجيه الرسائل بشكل خاص إلى وزراء التربية والتعليم والبحث العلمي في كل بلد على حدة. ويريد سيمون الألماني بعث مكتوب إلى وزير التعليم في بلده للمطالبة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع زملائه الهولنديين، مثل تمديد الدوام المدرسي اليومي لكل التلاميذ. أما السويديون فيطالبون مسؤوليهم بضرورة تقليص عدد التلاميذ في الصف المدرسي وتحسين نظام إعداد المعلمين. كما سيطلب المشاركون الانجليز من وزيرهم ضرورة اعتماد النظام الإزدواجي في التعليم والعمل على إيجاد تكافؤ بين الحصص النظرية والعملية، إلى جانب المطالبة بفرض تعلم اللغات الأجنبية في المدارس.  التعليم الفردي بأحدث الوسائل لا يمكن التكهن حاليا بردود أفعال المسؤولين عن السياسات التعليمية في البلدان المعنية. لكن لارس لوندكفيست، احد المعلمين المسؤولين عن مجموعة تلاميذ شاركت في الورشة في ميونيخ عبر عن" أمله في أن تؤثر الرسائل على السؤولين لإعادة النظر في النظم التعليمية في هذه الدول. وبغض النظر عن ردود أفعال المسؤولين، فأن المشاركين قد حصلوا على الكثير من المعلومات المهمة والضرورية والنافعة من خلال الورشة، كما تعبر كارين تيليمان عن اعتقادها بالقول:" أبهرني كثيرا كيف تبادل المشاركون المعلومات بينهم، كما انبهرت أكثر للكيفية التي عبر من خلالها المشاركون عن آرائهم، كيفما كانت اللغة المستخدمة لتوصيل ذلك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شباب أوروبي يدعو إلى تطوير النظم التعليمية في بلدانهم شباب أوروبي يدعو إلى تطوير النظم التعليمية في بلدانهم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab