طالبة فلسطينية ترتدي الأسود لأنها لا تملك ثيابًا
آخر تحديث GMT00:24:25
 العرب اليوم -

طالبة فلسطينية ترتدي الأسود لأنها لا تملك ثيابًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طالبة فلسطينية ترتدي الأسود لأنها لا تملك ثيابًا

القدس المحتلة ـ وكالات

شيماء، فتاة فلسطينية في الرابعة والعشرين من عمرها، وفي سنتها النهائية بكلية الطب، خاضت مشواراً طويلاً سلاحها فيه كان الأمل؛ حتى وصلت لما هي عليه الآن، فقد تزوج والدها بعد طلاق أمها، وأصرت زوجة الأب أن تترك شيماء المدرسة؛ لأن وضعهم المادي لا يسمح. قطف الثمار كانت شيماء لا زالت على أعتاب مرحلتها الثانوية، ولم تكن تتخيل فكرة تركها الدراسة فقالت لزوجة أبيها: انسي وجودي في البيت، ولا أريد مصاريف لتعليمي ولثيابي أو أي شيء، وأشكركم إن تكرمتم عليّ ببعض الطعام، وتتابع: هنا بدأ مشواري حيث التحقت بالعمل في الحقول الزراعية القريبة، والتي كنت أتوجه لها بمجرد عودتي من المدرسة، حيث أساعد العمال حتى المساء في قطف الثمار، وأحصل على مبلغ زهيد يكفي مصروف كتبي وملابسي. كلية النخبة استمرت شيماء على هذا المنوال؛ حتى تفوقت في الثانوية العامة وحصلت على معدل عالٍ أدخلها كلية الطب، وحين أصبحت في سنتها الأولى في كلية النخبة، كما يطلقون عليها، أصبح لقبها بين زميلاتها كما أسرت لنا «فردوس وفيات»، وهو الاسم الذي لازم الفنانة حنان شوقي في مسلسل «البخيل»، حيث لم تكن تبدل الثياب السوداء إطلاقاً بسبب بخل والدها، وتابعت شيماء: فعلت مثلها فقد التزمت في الجامعة بزي أسود، وأغلقت على حياتي الخاصة داخل هذا الزي، ولم تعرف عني صاحباتي شيئاً. دروس خصوصية وتبرق عينا شيماء، وهي تتابع: حين أصبحت في الجامعة لم يكن وقتي يسمح بأن أعمل في الحقول الزراعية، فبدأت أعطي دروساً خصوصية لأبناء الجيران بأجر زهيد، وفي يومي الجمعة والسبت كنت أعمل جليسة أطفال لدى عائلة ثرية يتوجه فيها الزوج والزوجة في هذين اليومين لقضاء الإجازة وحدهما، ويتركانني مع الأبناء الصغار، حيث أقوم برعايتهم والاهتمام بهم، وأصطحب كتبي؛ لكي أدرس أثناء نومهم أو لعبهم. أكون أو لا أكون تصل شيماء بحديثها إلى عامها الجامعي الأخير، وتقول: ست سنوات مرت عليّ لم أذق طعم الراحة، ولا أظفر كل ليلة بالنوم إلا لثلاث ساعات، وأشعر أني أتحرك مدفوعة بشحنات عالية من الإرادة؛ لأن معركتي مع الحياة هي أن أكون أو لا أكون. عشت وحيدة إلا مع كتبي، وكل يوم يكبر الأمل بداخلي بأني سأصل لما أريد وبأني سأصبح طبيبة مشهورة، ولم أستسلم للخط الذي تضعه المسلسلات والأفلام العربية للفتاة التي ينفصل والداها، وترغمها زوجة الأب على ترك المدرسة والزواج من أول طارق باب؛ لتستريح من عبئها. رسالة توجه شيماء رسالتها وعبر «سيدتي نت» لكل فتاة بألا تكون أسيرة للظروف، وأن تتحدى كل العقبات في سبيل أن ترسم مستقبلها هي بنفسها، ولا تسمح للآخرين بأن يخططوا بدلاً عنها، وأن تشعل شمعة في كل مرة تنطفيء فيها شمعة؛ لأن الأمل هو الذي ينير طريق حياة الفتاة مهما كانت قسوة الظروف حولها، الأمل الذي يفتح طريق العلم طبعاً كما تقول شيماء وكما ستصبح قريبا «الدكتورة شيماء».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طالبة فلسطينية ترتدي الأسود لأنها لا تملك ثيابًا طالبة فلسطينية ترتدي الأسود لأنها لا تملك ثيابًا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab