ستمكن مشاريع تهيئة و إعادة تأهيل العمارات القديمة بالجزائر العاصمة من استحداث "ورشات مدرسة " يتم من خلالها تكوين يد عاملة مؤهلة في هذا التخصص، حسبما أكده يوم الخميس والي الولاية السيد عبد القادر زوخ.
واوضح الوالي خلال زيارة عمل و تفقد لمشاريع تهيئة العمارات القديمة عبر عدد من البلديات ان استحداث "ورشات مدرسة" على مستوى مشاريع تأهيل عمارات العاصمة القديمة سيكون فرصة لتكوين شباب و طلبة في هذا الاختصاص الذي لم يسبق توفيره.
و قال المسؤول الاول عن الجهاز التنفيذي للولاية أنه على المؤسسات المكلفة بعملية ترميم عمارات العاصمة القديمة و التي تشرف على التكوين التطبيقي لمتربصي قطاع التكوين المهني توظيف إجباريا لهؤلاء المتربصين فور تخرجهم".
و كشف ان كل العمارات التي تحصيها الولاية و هي بحاجة للترميم و التأهيل سيتم إدراجها ضمن مخطط إعادة الهيكلة مؤكدا ان الأغلفة المالية للعملية متوفرة و هي من مساهمة البلديات و الولاية.
و عن وتيرة سير الإشغال قال السيد زوخ أنها تتماشى و طبيعة كل عمارة مضيفا ان "العملية لا زالت في بدايتها و هي شاقة و تتطلب تقنيات معينة الا أنها تسمح في نفس الوقت باكتساب خبرة جديدة" .
و تعد الاتفاقية التي تم إمضائها في وقت سابق بين مصالح الولاية و جامعة باب الزوار لضمان توفير خبراء جامعيين على أشغال التهيئة من بين الأهداف الرئيسية لتعميم التكوين في هذا المجال .
إلا ان "المجهودات المبذولة اضاف الوالي -- تبقى غير كافية ان لم يتم تسجيل تعاون المواطن بالحفاظ على المكتسبات التي توفرها له الدولة في اطار تحسين محيطه المعيشي".
و قال انه من بين الإجراءات التي سيتم اللجوء إليها من اجل الحفاظ على واجهات العمارات التي أعيد تأهيلها تعميم الهوائيات المقعرة الجماعية بالأسطح بدلا من الهوائيات المنتشرة عبر شرفات العمارات و كذا إعادة تقاليد نشر الغسيل بالأسطح كما كان معمولا به قديما بالعاصمة.
و أعطى الوالي تعليمات للمقاولات المكلفة بتلك المشاريع لتفادي تثبيت المكيفات عبر الشرفات دون إهمال الجانب الجمالي للعمارات مع استعمال مواد من النوع الرفيع في مختلف مراحل الترميم من اجل ضمان طول مدة استغلالها مستقبلا.و تخصيص مساحات خضراء
تجدر الإشارة ان عددا من العمارات بكل من شوارع زيغود يوسف و العربي بن مهيدي و كريم بلقاسم و و ديدوش مراد و محمد الخامس بالدائرة الادارية لسيدي محمد و التي كانت محل تفقد من الوالي بدأت تستعيد تدريجيا سحرها الماضي بعد تجديد الهندسة المعمارية الأصلية لواجهاتها و مداخلها.
لكن من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء العملية إذ لا تزال الورشات قائمة على مستوى هاته البنايات التي يعود تاريخ بناء البعض منها إلى القرن التاسع عشر.
فبالإضافة إلى تزيين المظهر الخارجي لهذه البنايات يحرص العمال على تخليص هذه الأخيرة من كل ما يشوب طابعها الجمالي من خيوط كهربائية و هوائيات لتحل النباتات التزيينة محلها على مستوى الشرفات.
كما تم بداخل هذه البنايات التي كان بعضها عبارة عن فنادق خاصة راقية ترميم السلالم و إصلاح المصاعد خاصة السلالم الخشبية التي تعود إلى القرن المنصرم.
و ذكر الوالي ان القيمة المالية الخاصة بترميم بنايات العاصمة العتيقة تفوق 1.000 مليار سنتيم و تتوزع تلك البنايات عبر ازيد من 20 بلدية و ابرز تلك البلديات تقع بالمقاطعة الادارية لسيدي محمد.
أرسل تعليقك