وزير التربية والتعليم يفتتح مؤتمر الموارد البشرية في دبي

أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم رئيس الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن دولة الإمارات العربية المتحدة أولت العنصر البشري أهمية خاصة وواصلت العمل بهذا النهج منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وحتى هذا الوقت الذي وضعت فيه الإنسان في صلب اهتمامها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".

جاء ذلك خلال افتتاحه مؤتمر الموارد البشرية الدولي الخامس الذي عقدته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية اليوم في مركز دبي التجاري العالمي ويستمر ليومين بعنوان "الإبداع والرؤية المستقبلية لرأس المال البشري" تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بمشاركة أكثر من 500 خبير ومختص ومهتم في مجال الموارد البشرية وعدد من مدراء الخدمة المدنية والتنمية الإدارية في دول مجلس التعاون بدول الخليج العربية وكبار مسؤولي الموارد البشرية في القطاعين الحكومي والخاص من مختلف دول العالم.

وقال معاليه إن ما تشهده الدولة من تقدم وريادة جاء نتيجة حتمية لهذا الاهتمام برأس المال البشري ودعم مفهوم التنمية البشرية والاستثمار الأمثل في الإنسان وتشجيع ثقافة الابتكار والإبداع وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على كافة الصعد معربا عن الشكر والامتنان لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي لتفضله برعاية المؤتمر في الوقت الذي أعلنت دولة الإمارات العام 2015 عاما للابتكار.

واضاف ان دولة الإمارات بفضل الله ثم برؤية قياداتها الحكيمة وجهود أبنائها رسخت مكانتها على خارطة التنافسية العالمية وتصدرت مراتب متقدمة عالميا وعلى أكثر من صعيد لا سيما في الكفاءة الحكومية وكونها تحتل المرتبة الأولى وللعام الرابع على التوالي ضمن قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والعمل وخطت خطوات واسعة نحو تطبيق أفضل ممارسات الموارد البشرية وأنظمتها لما فيه نمو وازدهار رأس المال البشري على اعتباره ركيزة عملية التنمية الشاملة وهذا الأمر تجسد في وزاراتنا ومؤسساتنا الاتحادية والمحلية والمؤسسات الرائدة في القطاع الخاص بالدولة.

من جانبه أكد سعادة الدكتور عبدالرحمن العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن المكانة الرائدة التي حازتها دولة الإمارات في المحافل الدولية لم تكن لتتحقق لولا المتابعة الحثيثة من قبل القيادة الرشيدة للدولة التي راهنت على الكوادر البشرية المواطنة المؤهلة وأولتهم ثقتها العالية وسخرت لهم كافة الإمكانات والموارد " باعتبارهم ركيزة التغيير الحقيقي ومحرك الإنجاز والعطاء الذي يحقق رؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية.

وقال إن هذا المؤتمر يعد إحدى أبرز المبادرات الاستراتيجية للهيئة معتبرا إياه منصة مثالية لتبادل أفضل الخبرات والتجارب والممارسات المحلية والإقليمية والدولية في مجال إدارة وتنمية رأس المال البشري بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز القضايا المرتبطة به والوقوف على أهم التحديات التي تواجهه ووضع الحلول المناسبة لتجاوزها.

ولفت إلى أن عدد المتحدثين في المؤتمر الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع شركة "إنفورما" بلغ قرابة 20 متحدثا وخبيرا في الموارد البشرية من 10 دول على مستوى العالم مشيرا الى ان "الهيئة" عقدت بالتنسيق مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء الموقر خلال القمة الحكومية الاخيرة جلسة خاصة جمعت مجموعة من وزراء الخدمة المدنية في المنطقة وكان لها نتائج هامة تمخضت عن تحديد أبرز تحديات وأولويات وتوجهات الموارد البشرية في المنطقة وأهم الحلول المطروحة في هذا الشأن ونتج عنها خطة عمل لإطلاق مجموعة من الدراسات والمبادرات التي سيتم عرضها تباعا خلال المؤتمر الحالي وخلال السنوات الثلاث المقبلة.

ولفت سعادة الدكتور عبد الرحمن العور أن الهيئة وانطلاقا من المسؤولية الوطنية والالتزام بتحقيق التوجهات الاستراتيجية لقيادتنا الرشيدة ورؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية ولغايات تحقيق ممكنات الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية عملت على إطلاق أنظمة وسياسات وتحديث تشريعات لها علاقة بالموارد البشرية تستند على فهم البيئتين الداخلية والخارجية ومتطلباتها الأساسية حيث تم تعديل قانون الموارد البشرية واطلاق استراتيجية الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية في دورتيها 2011-2013 و2014-.

كما اطلقت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية تطبيقها الذكي ونظامي إدارة الأداء والتدريب والتطوير لموظفي الحكومة الاتحادية من خلال نظام إدارة معلومات الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية "بياناتي" وغيرها مستفيدين بذلك من أفضل الممارسات والتجارب المطبقة عالميا" وتعاونت "الهيئة" مع شبكة لينكد إن لإنشاء بنك المهارات الاتحادية في الدولة ومنتدى الموارد البشرية الإلكتروني للتواصل حول أبرز قضايا رأس المال البشري.

وذكر مدير عام الهيئة أن قوة المؤتمر تكمن في مشاركة نخبة من المؤسسات العالمية المختصة بالموارد البشرية والتي تربطها بالهيئة مذكرات تفاهم ومنها المعهد البريطاني العالي للموارد البشرية وجمعية الموارد البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية ومعهد تدريب موظفي القطاع العام في كوريا الجنوبية وجامعة موناش الأسترالية والمعهد الأسترالي للموارد البشرية بالإضافة إلى متحدثين من مؤسسات وشركات عالمية ذات تجارب رائدة في إدارة وتنمية رأس مالها البشري مثل جوجل وآي بي إم وموانئ دبي العالمية وشركة الاتحاد للطيران وشركة تنفيذ ومجموعة الفطيم للسيارات وفنادق ومنتجعات هيلتون وستاندرد تشارترد وموانئ دبي العالمية ومصدر وماجد الفطيم للمشاريع.

يناقش المؤتمر العديد من الموضوعات والقضايا التي ترتبط ارتباطا وثيقا بتطوير رأس المال البشري وتمكينه كالاتجاهات الحديثة في الموارد البشرية وكيفية إدارة المواهب في عصر المعلوماتية وآلية استخدام المعايير والتكنولوجيا في رفع إمكانات ومهارات الموارد البشرية ومستقبل رأس المال البشري ودوره في إدراك الرؤى الوطنية والمؤسسية بالإضافة إلى التحديات التي تواجه إشراك القوى العاملة متعددة الثقافات في المؤسسات العامة والخاصة.

كما يناقش الجيل القادم لمنظومة المكافآت ودوره في الحفاظ على الموظفين والتخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة الخاص بالانتقال الديناميكي للمواهب والقيمة المضافة للمؤسسة وإدارة تنوع القوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز الميزة التنافسية.

من نا حية اخرى كرم معالي حسين بن إبراهيم الحمادي رعاة الدورة الخامسة لمؤتمر الموارد البشرية حيث شمل التكريم كلا من الراعي الرئيسي للمؤتمر "فرانكلين كوفي الشرق الاوسط" والرعاة الفضيون شركة "دراجون اويل" وشركة "ويلي" والراعي التعليمي أكاديمية الإمارات لإدارة الضيافة والراعي المشارك شركة "إينوك" والشريك المعرف جمعية ادارة الموارد البشرية شارم وشريك البحوث شركة "يو جوف" " والشريك اللوجستي مؤسسة "انفورما" الشرق الاوسط.

كما شهد معاليه توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية والمعهد المركزي لتدريب المسؤولين في كوريا الجنوبية "كوتي" وقعها كل من سعادة الدكتور عبد الرحمن العور وسعادة يونغ جي يو رئيس المعهد.

ونصت المذكرة على التعاون في مركز التميز في الموارد البشرية الذي تستعد الهيئة لإطلاقه خلال الفترة المقبلة وذلك من خلال المساهمة في إنشاء المركز الذي يرتكز على اقتراح سياسات موارد بشرية موثقة بالحقائق والبيانات بالإضافة إلى تبادل أفضل الممارسات والمقارنات المعيارية في مختلف القطاعات بين الهيئة والمعهد.

كما نصت المذكرة على المساهمة في تطوير محتوى المجلات العلمية التي تصدر عن الهيئة أو المعهد والمشاركة في برامج التنمية والتطوير المهني والشراكة في الشبكات والفعاليات والمؤتمرات السنوية وترشيح المتحدثين والشراكة المعرفية علاوة على الشراكة في الأنشطة البحثية من خلال تبادل آخر البحوث في مجال الموارد البشرية.

واكد بيتر تشيز الرئيس التنفيذي للمعهد البريطاني العالي للموارد البشرية على أهمية مواكبة إدارات الموارد البشرية للتغيرات التكنولوجية والاقتصادية والمجتمعية في استقطاب المهارات واجراءات تعيينها وتقييمها واستثمارها واعتماد الابتكار منهجا وركيزة أساسية في خططها الحالية والمستقبلية بما ينعكس على بيئة العمل والإنتاجية للمؤسسات والمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

وقال في كلمته فى المؤتمر أن دولة الإمارات من الدول الرائدة في مواكبة هذا التغير على الصعد كافة وهو ما خلق بيئة خصبة لظهور فرص أعمال كثيرة فيها لا سيما لقيادة الجيل الأول من رجال الأعمال وفيها فرص أعمال جديدة ومتنوعة نتيجة مواكبتها التغيرات الطارئة على المستويات كافة وفوزها باستضافة إكسبو2020 في الوقت الذي تشهد فيه كثير من الدول نقصا في المهارات الوظيفية العالية.

وفي جلسة بعنوان "التحالف: إدارة المواهب في عصر المعلوماتية" أكد بن كاسنوكا مؤلف أحد أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية ومن رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا أن التطورات التكنولوجية التي يشهدها عالمنا المعاصر أحدثت نقلة نوعية كبيرة فيما يتعلق بعملية تعيين واستقطاب المواهب والكفاءات من شتى أنحاء العالم لا سيما مع وجود العديد من مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل منصة مهنية مثالية للتواصل بين المهنيين والمختصين من كافة دول العالم.

وفي ورقة عمل قدمها دي إن براساد رئيس خدمات الأفراد في شركة "جوجل" آسيا والباسيفيك حول كيفية تسخير التكنولوجيا في خدمة الموارد البشرية أكد أن التغيرات التكنولوجية من اهم التحديات التي ستواجهها المؤسسات في العالم خلال السنوات الخمس القادمة مشيرا إلى أن/ 53/ في المائة من الموظفين حول العالم يستخدمون اجهزتهم التكنولوجية الخاصة لإنجاز اعمالهم.