ضم المعرض الذي أقامته كلية الهندسة المعمارية بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق اليوم تحت عنوان (القيم التراثية المادية واللامادية في حضارة سورية الوطن.. معلولا وصيدنايا) 70 مشروعا لطلاب الكليتين حول المباني والمواقع التاريخية في المدينتين وما تعرضتا له من أضرار جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية.
ويهدف المعرض الذي يستمر عشرة أيام إلى تقديم رؤية مستقبلية لمدينتي معلولا وصيدنايا بريف دمشق وفق الأسس العلمية المتبعة في دراسة المباني التاريخية وإعادة الإحياء على المستويين العمراني والمعماري إضافة إلى نشر الوعي بين طلاب مرحلة الإجازة والدراسات العليا بأهمية معلولا وصيدنايا التاريخية والثقافية والروحية على المستويين الوطني والعالمي.
وفي تصريح لـ سانا ذكر الدكتور سلمان محمود عميد كلية الهندسة المعمارية: “أن المعرض نتاج ورشة عمل أقامتها الكلية لثلاثة أشهر وشارك فيها نحو خمسين طالبا وطالبة من كلية الهندسة المعمارية وقسم علم الاجتماع في كلية الآداب بهدف تسليط الضوء على كل ما دمر في معلولا وصيدنايا جراء الإرهاب إضافة إلى تسليط الضوء على التراث اللامادي لهما” مشيرا إلى أن الكلية تقوم منذ تأسيسها بأنشطة ومعارض ومؤتمرات وملتقيات علمية تغطي الجانب المعماري والتخطيطي في سورية عامة وفي بعض المدن التي تضررت جراء اعتداءات الإرهابيين خاصة.
وأكد الدكتور مأمون عبد الكريم أستاذ الآثار بجامعة دمشق ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات العلمية الأكاديمية والجهات المعنية في الدولة من أجل الخروج برؤءية وطنية شاملة لمرحلة إعادة الإعمار وفق المعايير العالمية لافتا إلى أن تجربة سورية الريادية بالمحافظة على آثارها خلال فترة الحرب سجلت وقعا إيجابيا كبيرا لدى العالم.
الطالب المهندس قاسم بحبوح ماجستير علوم بناء وتنفيذ قال عن مشاركته في المعرض: “تم رصد الأماكن الأثرية من خلال زيارة ميدانية لمعلولا وتوثيق المشهد العمراني بالتصوير الفوتوغرافي وتحديد الكنائس المتضررة وكيفية ترميمها ومعالجتها لتصبح المدينة مؤهلة للدخول إلى مواقع التراث العالمي” بينما لفتت الطالبة تولين الصالح هندسة معمارية سنة ثالثة إلى انها أجرت استبيانا حول أهم المعجزات التاريخية في معلولا ونسبة ضرر المنتجات الصناعية والغذائية جراء الحرب الإرهابية.
وفي تصريحات للإعلاميين عقب جولة في المعرض أشار الدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس جامعة دمشق إلى أن المعرض مبادرة مميزة من الكليتين لتسليط الضوء على المدينتين التاريخيتين اللتين تمثلان مزيجا حضاريا وتراثيا سوريا مهما على مر العصور وتوثيق الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والروحية للمساهمة بوضع رؤية لإعادة إعمارهما والمحافظة عليهما.
من جانبه أعرب سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بدمشق خوسيه غريغوريو بيومورجي موساتيس عن سعادته لما شاهده في المعرض منوها بالجهود التي بذلها طلاب جامعة دمشق من أجل ترميم الأيقونات والآثار التي تعود لعصور وفترات تاريخية مهمة.
بدوره سفير جمهورية كوبا بدمشق ميغيل بورتو بارغا اعتبر أن معلولا وصيدنايا تشكلان قيمة تاريخية كبيرة ليس لسورية فقط وإنما للإنسانية جمعاء مستنكرا الأعمال التخريبية والدمار الذي تعرضتا له من قبل التنظيمات الإرهابية التي جاءت إلى سورية من كل أنحاء العالم.
يذكر أن المعرض الذي أقامته كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق العام الماضي تركز على المباني والمواقع التاريخية في مدينة حلب القديمة والأضرار التي تعرضت لها جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية وتضمن أكثر من 300 مشروع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ندوة تعريفية ببرامج الدراسات العليا بتجارة عين شمس
خطة للنهوض بواقع الدراسات العليا في جامعة الأزهر
أرسل تعليقك