الحكومة الألمانية تشجع الرجال للعمل في رياض الأطفال
آخر تحديث GMT16:33:01
 العرب اليوم -

الحكومة الألمانية تشجع الرجال للعمل في رياض الأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكومة الألمانية تشجع الرجال للعمل في رياض الأطفال

برلين - العرب اليوم

أطلقت الحكومة الألمانية مبادرة لتشجيع الرجال على العمل في رياض الأطفال وفي المراحل الأولى من التعليم. برلين خصصت ميزانية ضخمة لتشجيع الرجال على العمل مع الأطفال والترويج لمهنة المربي عن طريق حملات إعلامية ودراسات علمية.  إنه منظر غير مألوف: رجل ضخم كالطود يقف وسط مجموعة من الأطفال في إحدى رياض الأطفال في ألمانيا. أطفال من الجنسين يتجمعون حول كارستن روتير، العملاق الذي يقترب طوله من المترين، استعدادا لدرس الرياضة البدنية. الأطفال يعشقون الرياضة لكن وجود رجل في قاعة التريض يثير اهتمامهم بالمقدار نفسه. ويقول كارستن الذي انتهى من دراسة العمل الاجتماعي: "لاحظت أن اهتمام بعض الأطفال يتركز علي، وأنهم يستمتعون بالحركة وممارسة الرياضة بشكل أقوى معي مقارنة بالمربيات." كارستن روتير لا يزال في مرحلة التأقلم مع مكان عمله الجديد. فقد بدأ العمل في إحدى رياض الأطفال في الحي الجنوبي من مدينة كولونيا الألمانية. ولم يعتد العملاق الذي يبلغ الأربعين من عمره على صغر الكراسي والطاولات ومستوى حوض المغسلة المنخفض، لكنه يستمتع بالعمل مع الأطفال.  لم يتقدم كارستن إلا لوظيفة واحدة بعد انتهائه من الدراسة الجامعية، هي هذه الوظيفة التي قُبل فيها مباشرة. قبوله في هذه الوظيفة يدل على ارتفاع الطلب على المربين في ألمانيا. فقد بقيت نسبة الرجال بين العاملين في رياض الأطفال في ألمانيا ضئيلة ولم تتعد الثلاثة في المائة. الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى التحرك من أجل رفع النسبة إلى النسبة المطلوبة من الاتحاد الأوروبي البالغة 20 في المائة. 13 مليون يورو للمزيد من الرجال وبهذا الصدد أطلقت وزارة شؤون الأسرة في ألمانيا مبادرة "من أجل المزيد من الرجال في الحضانات ورياض الأطفال"، وقد خصصت الحكومة الألمانية مع الصندوق الاجتماعي الأوروبي مبلغا قدره 13 مليون يورو لتحقيق هذا الهدف. وجرى صرف جزء من الميزانية على حملة دعائية لصالح مهنة المربي، فامتلأت مدينة هامبورغ مثلاً بملصقات تسعى إلى كسب المزيد من الشباب، مادحةً قدرات الرجل المتعددة. ويدعو هذا الإعلان إلى دخول مجال التربية بالكلمات التالية: "كن موسيقياً وساحراً وكاتبا وحارس مرمى وخبًازا – حقق كل هذه الأحلام، كن مربياً". يقول بابلو أندريا الذي يعمل في إحدى المشاريع الستة عشر التي يجري دعمها من المبادرة "علينا أن نغير سمعة الوظيفة نفسها". ويركز أندريا مساعيه على مرحلة اختيار الوظيفة المستقبلية، فيروج لفكرة العمل كمُربِ. ويشدد هولغر برانديس على ضرورة تغيير الصورة السائدة عن المهنة، ويقول أستاذ علم النفس المتخصص في مرحلة النمو والتطور المبكرة لدى جامعة دريسدن البروتستانتية: " تكمن المشكلة الرئيسية في الصورة النمطية، حيث يرى الكثيرون أن مهنة المربي غير صالحة للرجل ولا يُعترف بها كوظيفة جدية." تخوف الكثير من تهمة التحرش بالأطفال يتسبب انحدار دخل المربيين وانتشار الأفكار المسبقة عن الرجال الذين يريدون العمل مع الأطفال الصغار في عدم إقبال الرجال على المهنة. وقد مر بيورن بروينيغ من مدينة كريفيلد بهذه التجربة. فكثيراً ما واجه بيورن البالغ من العمل ثلاثا وثلاثين عاماً وهو أب لثلاث أطفال وطالب في كلية التربية أفكاراً مسبقة عن المربين الذكور بأن هدفهم من دخول المهنة هو التحرش بالأطفال. ورغم عدم سماعه أي تهم مباشرة فإن بيورن يستشعر هذه الأفكار المسبقة بشكل واضح: "تغضبني هذه الأحكام المسبقة، لكنني لا أدع غضبي يحكمني، فأحاول أن أكون مثالاً جيداً للمربي."  بابلو أندريا من مؤسسة كاريتاس الكاثوليكية يعمل لصالح مبادرة "من أجل المزيد من الرجال في الحضانات" يدعي بعض المعارضين للحملة عدم أهمية الرجال في تربية الأطفال، وفي المقابل يقول البعض الآخر أن ارتفاع نسبة النساء بين المربين يقلل من فرص تطور الذكور بالمقارنة بالبنات في الحضانات ورياض الأطفال والمدارس الابتدائية. ويصعب حسم القضية بشكل علمي، حيث لا يزال عدد الدراسات المعنية بتداعيات تدني نسبة الرجال بين المربيين في مرحلة التربية المبكرة ضئيل. الرجال يساهمون في التعدد التربوي ويسعى هولغر برانديس إلى سد هذه الفجوة العلمية، حيث يقوم أستاذ علم النفس بتكليف من وزارة شؤون الأسرة بدراسة تأثير جنس المربي على الطفل، ويقول برانديس لـ DW: "يساهم الرجال في زيادة التعدد بين المربين، الأمر الذي يعود بالفائدة على الأطفال." وينفي برانديس تعلق الأمر بتوزيع الأدوار المسبق، كما يشدد على أهمية تواجد الرجال في هذا المجال. إن مرح أطفال هذه الحضانة وهم يلعبون مع المربي كارستن روتير دليل كاف لا يحتاج إلى إثباتات علمية. ويقول كارستن: "إن طريقة تعاملي مع الأطفال مختلفة ولذ فإنهم يقبلون علي، ويريدون التقرب إلي أكثر من المربيات". ويضيف ضاحكاً: "ربما بسبب ضخامة جسمي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الألمانية تشجع الرجال للعمل في رياض الأطفال الحكومة الألمانية تشجع الرجال للعمل في رياض الأطفال



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab