تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، نظم المجلس الأعلى للتعليم ومؤسسة الفيصل بلا حدود للأعمال الخيرية "ألف" اليوم احتفالا باليوم العالمي للغة العربية تزامنا مع احتفالات الدولة باليوم الوطني.
حضر الاحتفال سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ألف" إلى جانب عدد من المفكرين، والكتاب، ومديري ومعلمي المدارس الثانوية.
وقال سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي، الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم في كلمة له بهذه المناسبة: "إن اللغة العربية تحتل مكانة مرموقة في مناهج المجلس الأعلى للتعليم ونسعى لتطوير حضورها وتعزيزها سنة بعد سنة عملا بتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "، لافتا إلى أن المجلس الأعلى للتعليم يقود المبادرات الهادفة إلى إعادة الاعتبار إلى اللغة الأسمى في العالم، كتابة وقراءة وتهجئة، وإلقاء، وخطا، وإملاء.
وأكد سعادة وزير التعليم على أن اهتمام المجلس باللغة العربية برز في العديد من المبادرات والأنشطة، مثل المسابقة الوطنية للتهجئة العربية التي يقيمها المجلس للسنة الرابعة على التوالي، وقال: "إننا ندشن اليوم فعالية جديدة لتعزيز هذه اللغة، وهو الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي تحتفل به الأمم المتحدة في كل انحاء العالم".
وأضاف سعادته: "أن هذا الاحتفال يتميز بالمقارنة مع كل الاحتفالات العالمية المماثلة بأنه يتزامن مع احتفالنا بيومنا الوطني، وأن المجلس يوجه من خلال هذه الفعالية رسالة واضحة حول التزامنا بلغتنا وهويتنا في يوم اعتزازنا بتاريخنا، وهذا إيمان راسخ لا تزعزعه عولمة ولا تغيره الظروف".
وقدم سعادة وزير التعليم والتعليم العالي التهنئة لمؤسسة الفيصل بلا حدود للأعمال الخيرية على مبادرتها في تبني هذه الفعالية ورعايتها، كما شكر جميع الذين عملوا في المجلس الأعلى للتعليم، وقسم اللغة العربية، والمدرسين والطلاب، الذين استعدوا جيدا للاحتفال بلغة الضاد بأبهى حلة، متطلعا إلى مزيد من التعاون في مشاريع مبتكرة، خدمة للوطن.
لغة القرآن
من جانبه، أعرب سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفيصل بلا حدود للأعمال الخيرية (ألف) في كلمته عن سعادته بالاحتفال باللغة العربية، لغة القرآن الكريم، مؤكدا على أنها "اللغة التي حافظت على وجودها وصفائها بفضل الله تعالى حفظا للقرآن الكريم، فلم تتبدل ولم تتغير، كما تبدلت وتغيرت اللغات العالمية الأخرى".
وأضاف: "لقد مضى على استخدامنا للغة أكثر من ألف وستمائة عام، حيث انتشرت اللغة منذ عصور اٌسلام الأولى في معظم أرجاء المعمورة فأصبحت لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة فضلا عن كونها لغة الدين والعبادة".
وأكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في ختام كلمته قائلا: "نحن اليوم لا نحتفل فقط باليوم العالمي للغة العربية الذي أقرته منظمة اليونسكو، بل نحتفل باللغة التي استطاعت أن تستوعب كافة الحضارات وتجعل منها حضارة واحدة، ففي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية، واللغة الأم للعديد من البلاد".
بدوره، قال السيد عبداللطيف علي اليافعي المدير العام لمؤسسة الفيصل بلاحدود للأعمال الخيرية في كلمة ألقاها في الحفل: "يسر مؤسسة الفيصل بلا حدود للأعمال الخيرية بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم أن تحتفل في هذه الأيام الجامعة لقطر والأمةُ العربية والإسلامية بمناسبتين اجتمعا في يوم واحد والذي وافق الثامن عشر من ديسمبر، المناسبةُ الأولى وهي عزيزة علينا جميعا وهي مناسبة تأسيس دولةُ قطر الحديثة على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، والمناسبةُ الثانية هي أن تحتفل المؤسسة مع العالم العربي والإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة واليونسكو باليوم العالمي للغة العربية".
وأعرب السيد عبداللطيف علي اليافعي عن سعادته الكبيرة بأن تحتفل الأمم المتحدة واليونيسكو باللغة العربية، موضحا "أنها عودة موفقةٌ ولو كانت رمزية ليعترف العالم بِلغتنا وهي تخطو نحو السيادة والقوة والتأثير والاحترامِ الدولي، إن إقرار الأمم المتحدة واليونيسكو بيوم اللغة العربية لعمل مشكور"، مشيرا إلى أن بلدان كثيرة في الشرق والغرب أعادت الاهتمام باللغة العربية، مثل تركيا التي قامت مؤخراً بإعادة إلزام طلاب الدراسات الإسلامية بقراءة الحرف العربي العثماني وجعلت ذلك اختيارياً في مدارسها.
واختتم كلمته: "إننا نحتفل لنكرم لغة الضاد ولنجدد العهد والولاء لبلدنا الحبيب ولغتنا العريقة ولأجيال ترسم مستقبلها بثقافة عربية إسلامية حقيقية".
من جانبها، قالت السيدة موزه المضاحكة رئيس فريق مناهج اللغة العربية بالمجلس الأعلى للتعليم إن اللغة العربية حظيت بالتكريم في محكم التنزيل وآي الذكر الحكيم، مقدمة شكرها للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والقائمين عليها اهتمامهم بتفعيل القرار الدولي الذي اتخذته منظمة اليونسكو بتحديد يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام وجعله يوما عالميا للاحتفال والاحتفاء بصاحبة الجلالة لغتنا العربية، وقالت: "ومن حسن الطالع، وجميل الحدث الرائع أن يتزامن الاحتفاء بلغة القرآن مع اليوم الوطني لقطرنا الغالية، يا له من تزامن طيب أن نحتفل بمناسبتين غاليتين في آن واحد، فهنيئا لنا هذا التوافق".
أرسل تعليقك