بدء المؤتمر التربوي الثالث لمدارس الكلية العلمية الإسلامية

بدأت في مدارس الكلية العلمية الاسلامية اليوم السبت، وبرعاية الامير الحسن بن طلال، فعاليات المؤتمر التربوي السنوي الثالث الذي تنظمه مدارس الكلية بعنوان" التخطيط الاستراتيجي التربوي/ ارتقاءً في الممارسات التعليمية...جودةً في المخرجات".

ويناقش خبراء تربويون من الاردن ولبنان والبحرين خلال المؤتمر محاور تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي كمفتاح لنجاح العمل الاداري والتعليمي، الرؤى المستقبلية لتطوير برامج تدريب المعلمين، المؤسسات التربوية كمراكز اشعاع معرفي وثقافي والتربوي، والبني الفكرية التربوية بين الماضي والحاضر اضافة الى تطوير الاداء الاداري والتعليمي ومحور التدريس بذكاء.

ويهدف المؤتمر الى نشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي لتطوير العملية التعليمية، واطلاع المشاركين على استراتيجيات اعداد المعلم لمواكبة الجديد في التربية والتكنولوجيا، وتعزيز الشراكة بين المدرسة والمجتمع وتطوير البني الفكرية لدى الطلبة والمعلمين من خلال اثراء المناهج وحوسبتها وتحسين استراتيجيات التدريس والتقويم وبيان أهمية البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والتميز.

واكد نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في افتتاح المؤتمر، بحضور رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الدكتور عبد الله عبابنة، ورئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة الاسلامية وامينها العام المهندس عمر بدير، ضرورة الاهتمام بالتعليم في الاردن والارتقاء بمخرجاته ومدخلاته، معتبرا ان التعليم لا يعرف المجاملة، مشيدا بمسيرة مدارس الكلية العملية الاسلامية وما تسير عليه من قواعد للعلم والايمان وما تشكله من نموذج يحتذى لمدارسنا.

وقال ان وزارة التربية والتعليم وانطلاقا من اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بمسيرة التعليم في اردننا الحبيب، بدأت تعيد النظر في مسيرتها وسياستها وفق خطة استراتيجية هدفها اعادة توجيه السياسة التربوية وتطوير السياسات التعليمية وارساء نظام تربوي عالي الجودة ومتميز في الاداء وقادر على تخريج كفاءات وطنية مزودة بالخبرة والكفاءة.

وعرض وزير التربية والتعليم لمحاور خطة الوزارة وفي مقدمتها خطة الاصلاح التربوي للأعوام 2015- 2020 والتي تشتمل على ثلاثة محاور رئيسية هي محور التعليم والتعلم الذي يشمل تطوير المناهج والكتب المدرسية وتطوير امتحان الثانوية العامة وتدريب المعلمين وتكنولوجيا التعليم والمعلومات والاتصال، ومحور الابنية المدرسية والتجهيزات ومحور الادارة والتشريعات والتوجه نحو اللامركزية وبنية السلم التعليمي وتطوير معايير المساءلة ومعايير جودة التعليم.

واكد ان قطاع التعليم في الاردن، ورغم ما اعتراه من وهن وضعف، حقق نجاحات شهد لها عالمنا العربي وبدأ ينهض من جديد ليعود الى الالق والكفاءة والمقدرة التي كان يتمتع بها على مستوى الوطن العربي.

وتوقع الدكتور الذنيبات ان تنتهي الوزارة خلال العامين المقبلين من تطوير كافة المناهج الدراسية، بعد ان فرغت من اعداد مناهج الصفوف الثلاثة الاولى والبدء بتدريسها العام الحالي، مؤكدا في هذا الاطار ان الوزارة تحرص في اعداد المناهج على اختيار الكفاءات الاردنية لإعداد المناهج على اسس من التنافسية بعيدا عن اي اعتبارات اخرى.

وبين ان مجلس التربية والتعليم قرر، في اطار خطة الوزارة لإعادة النظر بالتخصصات التدريسية، التركيز على 3 مسارات هي الفرعين العلمي والادبي في التعليم الاكاديمي والفرع المهني، فيما الغى بقية الفروع اعتبارا من العام الدراسي المقبل ونقل بعض التخصصات الى الوزارات المتخصصة.

وقال ان الوزارة تعمل على اعادة النظر في قانون التربية والتعليم وصولا الى قانون عصري يخدم قضية التعليم في الاردن من خلال جملة من الانظمة والتشريعات كنظام المساءلة الذي يهدف الى تقييم القائمين على العملية التعليمية وفق معايير الاداء ويبدأ العمل به اعتبارا من العام المقبل، ونظام المؤسسات التعليمية الخاصة الذي انهت الوزارة مسودته الاولى وتامل الانتهاء من اعداده قبل نهاية العام المقبل.

وأشار الدكتور الذنيبات الى اقرار الوزارة للامتحان التحصيلي للصفين السادس والتاسع الاساسيين اعتبارا من الفصل الدراسي الحالي كخطوة رائدة علي مستوى التعليم لتقييم اداء الطلبة في كافة المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الثقافة العسكرية ووكالة الغوث والمدارس غير الربحية بهدف معرفة الخلل ومعالجته.

وكشف عن توجه الوزارة بالتعاون مع اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين والجامعات الرسمية لإنشاء كلية متخصصة لتدريب المعلمين يدخل فيها كل من يرغب في ممارسة التعليم وصولا الى اجازة التعليم التي ستمنح وفق معايير محددة.

واوضح ان الوزارة، وفي اطار خطتها لتطوير البنية التحتية للمدارس، عملت خلال العامين الماضيين على بناء مدارس جديدة وغرف صفية في 606 مواقع بكلفة 202 مليون دينار.

من جانبها، اكدت المدير العام لمدراس الكلية العلمية الاسلامية الدكتورة جمانة ابو حجلة، ان مدارس الكلية دأبت على دعم البرامج والمبادرات التربوية الرائدة انطلاقا من الشراكة مع المجتمع التربوي في حمل مسؤولية نشر المعرفة المستدامة.

وقالت ان التخطيط الاستراتيجي في التربية والتعليم هو حجر الزاوية في تقدم النظم التربوية في العديد من الدول المشهود لها بالريادة في برامج التعليم رغم ما عانته من مشاكل اقتصادية واجتماعية وغيرها، مشيرة الى ان النظم التربوية حول العالم شهدت اهتماما متزايدا بموضوع التخطيط الاستراتيجي وانعكاساته على جميع اطراف العملية التعليمية مدفوعا بمتغيرات متسارعة شهدتها الحضارة البشرية خلال العقود الماضية.

وعبرت الدكتورة ابو حجلة عن املها في ان يجيب المؤتمر على جملة من التساؤلات حول التعليم في الاردن ومقوماته وما نتطلع اليه خلال الاعوام المقبلة، فيما دعت الى مراجعة وتجديد السياسات والبرامج التربوية على مستوى وزارة التربية والتعليم بصفتها مظلة التعليم في الاردن وعلى مستوى جميع المؤسسات التعليمية الخاصة والحكومية وصولا الى اعداد جيل واع من المعلمين والطلبة مزودين بالمهارات والخبرات والتكنولوجيا وحرية التفكير وقبول الرأي والرأي الاخر.

وتضمن افتتاح المؤتمر عرضا لفيلم حول مدارس الكلية ومسيرتها التعليمية وبرامجها التدريسية، فيما كرم وزير التربية والتعليم عددا من الخبراء والتربويين المشاركين في المؤتمر.