دمشق ـ ميس خليل
في قبو صغير في منطقة القشلة في دمشق القديمة يصدح صوت نغمات رقيقة على العود تعبر برفق إلى أذن المستمع عبر أنامل الموسيقى، الشاب علاء صندوق، الذي أصر أن يبقى منزله مقصدًا لكل عاشق للفن الجميل والموسيقى الرقية فتمكن من تحويله إلى مدرسة لتعليم العزف على العود وأصول الفن الأصيل.
ويعتبر صندوق في حديثه لـ"العرب اليوم "أن الحفاظ على أصالة الموسيقى الشرقية ونقلها للأجيال ونشرها على نطاق واسع هو الهدف الأساسي من تأسيس مدرسته الصغيرة .
ولفت صندوق إلى أن الإقبال على مدرسته يعتبر جيد سيما وأن مكان المدرسة في دمشق القديمة جعلها تحت مرمى قذائف الهاون، مشيرًا إلى توجه الشباب للموسيقى مرتبط بهروبهم من الواقع النفسي السىء الذي فرضته الحرب.
وأشار صندوق إلى أن علاقته الموسيقى بدأت منذ الصغر وكان له فرصة تعلم الموسيقى في فرقة (مبرد) بقيادة الموسيقي سيمون ابو عسلي كما كان له تجارب موسيقية عدة من أبرزها مشاركته بتوزيع الألبوم الأول للمطربة السورية لينا شماميان.
ويعتبر صندوق أن الموسيقى أصبحت بالنسبة إليه ملجأ للهروب من الحرب حيث جعلته يتعرف على نفسه عن طريق الآلة وردات فعل الجمهور وعيونهم التي تغريه ببريقها عند كل نهاية معتبرًا أن الحرب أعطت للموسيقى مجالًا لتحمل قضية حقيقية.
ومن جانبه؛ أشار أحد طلاب المدرسة، سامر، أن الموسيقى ضرورية جدًا لتحقيق التوازن النفسي للإنسان وأنه استطاع عبر التزامه في المدرسة أن يتخلص من الحالة النفسية السيئة لديه بسبب ظروف الحرب في البلاد وأصبح تفكيره محصورًا في تعلم العزف على العود وإتقان النغمات ليشعر أنه يضيف شيء جديد إلى الحياة.
وأشار أحد الطلاب أيضًا ويدعى رامي إلى أهمية الحفاظ على الموسيقى الشرقية لأنها أرث ثقافي وهوية تميزنا كشرقيين، مؤكدًا على أهمية فكرة المدرسة الموسيقية وضرورة توسيعها لتشمل مناطق أخرى من دمشق لنشر الفن الأصيل الذي تتميز به هذه المدينة العريقة.
![شاب سوري يحول منزله في دمشق إلى مدرسة لتعليم الموسيقى شاب سوري يحول منزله في دمشق إلى مدرسة لتعليم الموسيقى](https://www.arabstoday.net/img/upload/Arabstoday-436.jpg)
أرسل تعليقك