دبي ـ العرب اليوم
تزخر جامعات الإمارات بنماذج طلابية تنافس العالم في عبقريتها التقنية، وهي تحمل أفكاراً للمستقبل، وتنجز مشاريع فريدة، وتبدع في أدق التفاصيل.. مشاهد كثيرة وقصص طويلة وإنجازات في عمر الزهور لطلبة مواطنين جلّ همهم تَرْك بصمةٍ للوطن. ففي مجال التقنية تحديداً تأهلوا عن جدارة وظفروا بمراكز عالمية متقدمة، وتفوقوا على دول عربية وإقليمية كثيرة، وعلى أنفسهم أيضاً من أجل الأفضل، مع العلم أن التعداد السكاني لدولة الإمارات قليل وقليل جداً قياساً مع دول كثيرة عربية وأجنبية، إلا أن إنجازات أبناء الإمارات في التقنيات وسواها، ومشاركات الطلبة الخارجية في المنافسات العالمية، فاقت حدود المنطق والمعقول.
ما السر وما السبب، وما الذي يجعل الإماراتي في مقدمة صفوف المتميزين عالمياً؟ سؤال طرحناه على عدد من الطلبة والأساتذة الجامعيين، لنتعرف على واقعهم عن كثب.الطالب خالد بالهول سنة ثالثة هندسة إلكترونية، اعتبر أن للموهبة دوراً محورياً في هذا الشأن، مضيفاً أن الدولة توفر لأبنائها أحدث التقنيات وأكثر الأدوات تطوراً، ففي الجامعات الحكومية المختلفة تجد التقنية النوعية تصل إلى يد الطالب قبل بلوغها السوق عموماً، كما أن المناهج التي يدرسها الطلبة في هذا المجال تتطور وتتحدّث باستمرار لتواكب آخر المستجدات، وقد بلغ بنا الحد إلى إعادة مادة دراسية بعد أن انتهينا منها، لأن الظروف التقنية اللازمة لها تطورت واختلفت شيئاً ما.
وأوضح أن الحكومة تبدي اهتماماً مبالغاً في مجال التقنية، فالمدارس اليوم تزهو بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتعلم الذكي، وجيل اليوم متطور تقنياً، وهذه شهادة تثبتها المشاركات السنوية لطلبة الإمارات في المحافل الدولية المختلفة، مشيراً إلى معرض هندسي أقيم مؤخراً في أبوظبي استقطب مهندسين من كافة دول العالم، وقد أبدى فيه المهندسون المواطنون حضوراً فاق التوقعات، بإنجازات لم يسبق لها مثيل.أما زميله الطالب عبدالله الحسام، سنة رابعة هندسة مدنية، فأكد أن تفوق الطلبة المواطنين تقنياً يرجع إلى توفر الوسائل المتعددة منذ سن مبكرة جداً، نظراً لمستوى المعيشة المرتفع وما يصاحبه من اهتمام تقني متنوع، حتى أصبحت التقنيات في حياتنا ثقافة معاشة، فإذا كانت التكنولوجيا ترفيهاً في فترة الطفولة، فهي حتماً ستأخذ طابع الجدية في المدرسة، وستصبح مجالاً للتميز في الجامعة، مشيراً إلى أن الطالب الجامعي يعيش في الإمارات حياة جامعية إلكترونية بمعنى الكلمة، فكل الخدمات متوفرة إلكترونياً، حتى إن الجامعات توفر دروساً «أون لاين» لطلبتها رغم تواجد الطلبة في الجامعة، وهذه المقومات لابد وأن تفضي إلى تميز إماراتي في التقنيات.
وأضاف الطالب سعيد العمادي، سنة رابعة إعلام، أن الدولة وفرت في السنوات الأخيرة فرصاً متشعبة لدراسة التخصصات التقنية، بقصد مواكبة الواقع المعاش في المجال التكنولوجي في الدولة، وفي موازاة ذلك تجد إقبالاً عريضاً من شباب الإمارات على مثل هذه التخصصات التي يبدعون فيها، موضحاً أن سر تميز الطلبة الجامعيين في الدراسة والممارسة التقنية يرجع إلى البيئة التي ينشأ فيها الطالب منذ الصغر، والتي تتيح له التعامل مع كافة أشكال التقنيات مبكراً.غير ذلك، أوضح الدكتور محمد صلاحات أستاذ تكنولوجيا المعلومات في جامعة عجمان، أن تميز طلبة الإمارات في الجامعات المختلفة في المجال التقني تحديداً، هو نتاج التطور في المسار التعليمي والمناهج المدرسية بدرجة أولى، إذ أصبح الطالب في حالة تدرج تعليمي منطقي من الصف الأول التأسيسي وحتى الجامعة، ويخضع لتهيئة مناسبة قبل دخول الجامعة، من خلال ما يفرضه نظام التقويم المستمر والفصول الثلاثة على الطلبة من إعداد بحوث وتقارير ومشاريع وما يتصل بها من استخدامات عملية للحاسوب والأدوات التقنية الأخرى.
وأكد أن الواقع التعليمي في الإمارات، أعطى الفرصة لطلبة المدارس لاكتساب المعرفة والثقة تكنولوجيا، وهو ما أحدث تطويراً في المنتج التعليمي قبل دخول الجامعة، مشيراً إلى أنه ومن واقع مشاهداته لطلبة حالياً وفي سنوات سابقة، فهو يلحظ أن طلبة اليوم جاهزون للسير في الجامعة وفق المتطلبات «الفنية» التقنية والأكاديمية، ولديهم منهجية في التعامل مع البحوث والمشاريع والعروض المطلوبة منهم وفق أسس تقنية رفيعة وكما يجب.
واختتم: إن التقنيات الحديثة والمتنوعة التي لا يكاد يخلو منها بيت في الإمارات، أبقت الطالب في المدرسة والجامعة منفتحاً ومطلعاً على تجارب عالمية مهمة، ومنحته الفرصة للاستفادة من الخبرات والممارسات المتطورة، وبالتالي أصبحت مهاراته التقنية أكثر تطوراً وذات أفق إبداعي سرعان ما يظهر في الجامعة أو العمل، وهنا يكمن الفرق نسبياً.
تطرق الطالب عبدالله الحسام إلى الممارسات اليومية الإلكترونية المعاشة في مجتمع الإمارات، والتي أضحت أسلوب حياة بالنسبة لكافة المواطنين والمقيمين في الدولة، فالتعامل مع مختلف المؤسسات والخدمات يتم من خلال تطبيقات ذكية متنوعة، وهنا لا بد من التعريج على مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التحول إلى الحكومة الذكية، وتلك تجربة إضافية تضاف إلى رصيد الإماراتي المتميز تقنياً، فالشعب اليوم يعيش نسقاً إلكترونياً يومياً، وهو ما أهل الطلبة ليكونوا في مقدمة الصفوف عالمياً في إنجازاتهم النوعية، التي حتماً ستتضاعف وستتشعب جيلاً بعد جيل، طالما أننا نعيش في دولة متميزة اسمها الإمارات.
أرسل تعليقك