أكثر من 30 مختبراً علمياً ذكياً متخصصاً وفق أرقى المعايير العالمية يحتضنها معهد التكنولوجيا التطبيقية بمقره في مدينة محمد بن زايد في أبوظبي ، وتعد نموذجا حياً على تطور التعليم التطبيقي ومحاكاته للواقع بكل حداثته وتقنياته، وابتعاده عن النظري المنفر، حيث يتفاعل طلبة الثانوية التطبيقية بمختلف مجالاتهم الهندسية والعلوم التطبيقية و الكمبيوتر مع الامكانات العالية في تلك المختبرات التي تلبي حاجتهم من التدريب والتطبيق اليومي في ظل طول دوامهم الدراسي ، حيث يأتي الجانب التفاعلي كأحد أبرز الأمور التي تحافظ على نشاط الطالب حتى نهاية دوامه اليومي في ظل بيئة تعلم الكترونية تفاعلية ذكية.
الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية يوضح أن المعهد بدأ من العام الدراسي الحالي 2015/2014 اعتماد تطبيق برنامج «stem» ضمن منظومته التعليمية ، حيث يؤكد هذا البرنامج على أهمية التعامل البيني بين التخصصات والمواد العلمية التي يدرسها الطالب وتحقيق التكامل بينها ، بحيث يتمكن عند تنفيذه لمشروعه ، من التخطيط النظري لفكرة مشروعه و تطبيق العمليات الرياضية عليه بشكل علمي ، ومن ثم القدرة على تصميمه كمهندس وأخيراً اعداد نموذج للمشروع باستخدام التكنولوجيا .
الجمود والتسرب
ويضيف الدكتور الشامسي أن الجانب التطبيقي للمحتوى العملي أمر أساسي لخلق الدافعية وتحفيز الطلبة على حب العلوم وأن المعهد نجح في جذب الطلبة وتحفيزهم لدراسة المسارات العلمية المختلفة من خلال التطبيق الذي يعتمد على المختبرات والمشاريع وورش العمل وبرامج المحاكاة التي تعززها البيئة التكنولوجية للمدارس الثانوية التطبيقية ، منوها الى أن هذا يفسر حالات التسرب التي تواجه المدارس وذلك بسبب جمود المادة العملية واعتماد الطالب في دراسته على الأساس النظري فقط ، لذا فإن التطبيق وتحويل المحتوى النظري الى عملي وربطه بالواقع يعزز من اقبال الطلبة على العلوم .
وفي هذا الصدد يشير الدكتور عبد اللطيف الشامسي الى أن وجود «آيباد» ضمن منظومة التعلم الذكي في المعهد أثار شغف الطلبة بالمواد العلمية من خلال التطبيقات التي يمكن استخدامها عبره مما أثرى تحصيلهم العلمي، وعن جاهزية المختبرات وتأثيرها على تعلم الطلبة يقول محمد ابراهيم مدرس الميكانيكا في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية بفرع الطلاب في أبوظبي إن لديهم 18 مختبرا للميكانيكا والكهرباء وجميعها مجهزة بشكل يتماشى مع المقررات الدراسية ووفق المعايير العالمية ، مشيرا الى أن أبرز مختبرات الميكانيكا تضم مختبر الأوتوكاد وورش عمل الميكانيكا التي تقدم للطلبة أساسيات العمل الميكانيكي اليدوي و كذلك مختبر «CNC» المعني بتنمية مهارات الطلبة في التعامل مع المعادن المختلفة وتشكيلها باستخدام برامج الكمبيوتر الحديثة ، اضافة لمختبر آخر يتعلم من خلاله الطلبة كيفية التحكم في السرعات الميكانيكية ، وأيضا مختبر المواد، الذي يتم من خلاله اختبار المعادن .
البرمجة والصناعة
ومن جانبه، ذكر حسام الدين حجاج مسؤول مختبرات الكهرباء بفرع المدارس الثانوية التكنولوجية بأبوظبي أن تميز مختبراتهم بالجودة والتقنية العالية يساهم في الاعداد الجيد للطلبة ، منوها إلى أبرز مختبراتهم وتشمل مختبر الـ«روبوت» حيث يتعلم الطلبة كيفية تصميم وبرمجة الـ«روبوت» ، و مختبر البرمجة التطبيقية الصناعية ،وهو معني بتنمية مهارات الطلبة في البرمجة والصناعة من خلال تصميمهم لسيناريوهات حول مهارات التحكم في المصانع على مستوى خطوط الانتاج و فرز المنتجات وغيرها من مدخلات ومخرجات المصنع.
واضاف ، هناك أيضاً مختبر التمديدات الكهربائية والذي يعمل على اعداد طلبة ليكونوا مهندسين في مجال التمديدات الكهربائية للمشاريع ، لافتاً إلى أن كل المختبرات تحاكي الواقع في طريقة التطبيق ، والطلبة يتفاعلون بشكل كبير مع التطبيق في ظل منظومة التعليم الالكترونية بالمعهد .
تعليم تفاعلي
وأضاف أحمد حيدري مسؤول قسم العلوم في الثانويات التطبيقية في ابوظبي، على ما سبق بأن لديهم ستة مختبرات علمية لطلبة الثانوية التطبيقية ، مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات وبها شبكة انترنت وكل وسائل الأمن والسلامة ،وهي عبارة عن ثلاثة مختبرات للفيزياء و ثلاثة مختبرات للكيمياء ، ومختبر للأحياء ، مشيرا الى أن كل ما يتم قياسه أو فحصه في المختبر تستخدم فيه الأجهزة المتطورة وتؤخذ القراءات والقياسات من خلال تلك الأجهزة المتصلة بالكمبيوتر ،بحيث يقوم الطالب بأخذ تلك النتائج وتحليلها .
وأشار أن المختبرات محببة جدا للطلبة ، وبخاصة في ظل طول الدوام ، حيث يبقى الجانب التطبيقي والتفاعلي جاذبا لهم بشكل كبير .
شهادة السيسكو
أما وسيم خشان مسؤول قسم علوم الكمبيوتر بالمدارس الثانوية التكنولوجية ، فيتحدث عن وجود ستة مختبرات للكمبيوتر منها ثلاثة متخصصة لخدمة المراحل العليا في المدارس الثانوية ممن يتخصصون في علوم الكمبيوتر ، وتشمل مختبرا للغرافيك والميديا ، ومختبر « i MAC» المتطور ، بالإضافة لمختبر «السيسكو» والمخصص لتدريس شهادة السيسكو الأكاديمية التي تمثل الأساس في احتراف عالم الشبكات ، ومدتها عام دراسي مطروحة لطلبة الثاني عشر وتكون معتمدة دوليا ، أما المختبرات الثلاثة الأخرى فهي مجهزة لتدريس «ICT3» وذكر خشان أن طلبة الصفين الثامن والتاسع يدرسون مواد الـ «ICT3» بالإضافة لبرنامج الاستخدام الآمن للإنترنت ، بينما في صفوف العاشر فأضيف لهم هذا العام و للمرة الأولى مادة «تطوير المواقع الالكترونية » لتعزيز التخصص المبكر لديهم.
أما طلبة الحادي عشر المتخصصون في علوم الكمبيوتر فيدرسون مواد لغات البرمجة (الجافا) و قواعد البيانات وتطوير المواقع اضافة الى الـ «ICT3»، بينما طلبة الثاني عشر يدرسون شهادة «السيسكو الدولية» ، و قواعد البيانات و أمن المعلومات و مشروع التخرج ، الذي يجب أن يشمل تطبيقا لما درسه الطالب على مدى المراحل الثانوية مع اضافة جديد اليها.
تخصص
نوه الدكتور عبد اللطيف الشامسي الى توجههم هذا العام وللمرة الأولى لتغذية مراحل الصف العاشر بمواد تتعلق بالتخصصات المطروحة لطلبة الثانويات التكنولوجية في صفوف الـ11 و12 ،لأن المعهد وجد فوائد عدة من التوعية المبكرة في مساعدة الطالب على تحديد مساراته التعليمية بثقة ومعرفة .
أرسل تعليقك