الجزائر - وكالات
أزيد من 650 ألف جزائري يتابعون دراستهم عن طريق التعليم الإلكتروني عن بُعد، مستواهم الدراسي يتراوح ما بين الأولى متوسط والثالثة ثانوي، بينهم 22 ألف سجين. هذا ماكشف عنه المدير العام للديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد محمد حاج جيلاني في تصريحات صحافية، مؤكدا أنه تم استحداثُ آليات جديدة تواكب تكنولوجيات العصر في طريقة التدريس، تتمثل في الأقراص المضغوطة والأنترنت المستعملة في تطوير التعليم عن بُعد ورقمنة الأرشيف السمعي البصري لبثِّه على الأنترنت بتقنية عالية، مضيفا أنه تم إنتاج 38 عنوانا بيداغوجيا تفاعليا في أقراص مختلف المواد والمستويات التعليمة، وأن حقوق التسجيل غير مكلفة وتتراوح بين 1450 إلى 2000 دينار تُدفع سنويا، لأن هدف الديوان هو المساهمة في المجتمعاتية الإعلامية، وتشجيع الدراسة عبر الشبكة العنكبوتية، مشيرا إلى أن الديوان يغطي نسبة 80 بالمائة من حاجياته والتي تأتي من الموارد الخاصة به.
طلَّق الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بُعد الوسائل التقليدية في طريقة عمله، ليتحول إلى التعليم الإلكتروني من خلال تقديم برامج تدريبية وتعليمية باستعمال كتب ترافقها أقراصٌ مضغوطة مصمَّمة من قبل الديوان، وفق البرامج الدراسية المعتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية، ليتخلص الطلبة من كابوس رحلة البحث عن الكتب المطبوعة ومشاقها، حيث صار يكفي الضغط على زر فأرة جهاز الإعلام الآلي المزود بخدمة الأنترنت، ليتلقى الطالب دروسه على المباشر، ويتمكن من اجتياز امتحانات نهائية، من معلومات يقدمها أساتذة يلتقون بتلاميذهم عبر الشبكة العنكبوتية، رغم تواجدهم في أماكن متفرقة وبعيدة عن بعضها البعض جغرافيا.
جولتنا الميدانية بين أقسام الديوان رفقة "بوعزيزي محمد" رئيس قسم تكنولوجيات الاتصال والإعلام، والتي قادتنا إلى مصلحة تسيير أرضية التعليم الإلكترونية بالصورة والصوت، جعلتنا ندرك أن "أوكسجين" الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد هي "الأنترنت" التي بدونها يكون الديوان أعرج، أما الحركة الدؤوبة للموظفين والمهندسين والتي تشكل خلية نحل، فهي سر نجاح الديوان وتطوره. باحترافية وتكنولوجية حديثة يدعم الموظفين 21 مركزا جهويا موزعا عبر التراب الوطني.
الأستاذ الإلكتروني طريقة جديدة للتعليم في الجزائر
تقنية"المعلام" التي تعتمد على المدرسة الافتراضية بالديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد، تعكس بشكل احترافي ودقيق المدرسة العادية، حيث عوض التعليم الإلكتروني التلميذ وتكفل بتطويره بشكل يسمح له بتلقي الدروس دون تحمل مشاق التنقل إلى المدارس العادية، مستغنيا بذلك عن القسم، الناظر، الطباشير، مختصرا الوقت والجهد، ليتمكن بفضل الدروس الإلكترونية من التواصل مع الأساتذة بالضغط على زر فأرة جهاز إعلامه الآلي، فيختار إما التواصل بصيغة غير مباشرة عبر المنتدى بتركه سؤالا على نافذة أستاذه، ليجد الإجابة لاحقا دون أن يتقيد التلميذ بالوقت عكس المدرسة العادية، أو بصيغة مباشرة حين يتم تأكيده وتمنح له كلمة السر، بعد أن يُدمج في فوج تبعا لجدول التوقيت الذي يحدد له من خلال المستوى الدراسي والمادة. ويتسنى للمتلقي بطريقة منتظمة ومدروسة الالتقاء مع أستاذه في حوار مباشر بعد أن ينضم الطرفان إلى غرفة المحادثات.
وضاعفت طريقة التعليم الإلكتروني عن بعد الحوصلة البيداغوجية للتلميذ، من حيث معرفة قياس مدى استيعابه للدروس ومعرفة انشغالاته في حينها، قبل فوات الأوان وانقضاء السنة الدراسية، من أجل اتخاذ كافة الإجراءات التصحيحية، إذا ما تم تسجيل ضعف في أي مادة تعرقل التحصيل العلمي للتلميذ، ناهيك عن التفاعلات والحوارات العلمية البناءة والمفيدة بين التلميذ وأستاذه وحتى بين المتلقين فيما بينهم، والتي تتجلى من خلال القياس التطبيقي الذي يشرف عليه الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد.
117 أستاذ إلكتروني
يعتمد الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد، باعتباره مؤسسة ذات طابع إداري أنشئت بموجب المرسوم التنفيذي رقم 01ـ288 المؤرخ في 24 سبتمبر 2001، على 117 أستاذ لمختلف المواد الدراسية، انطلاقا من السنة الأولى متوسط إلى غاية البكالوريا، مما يعني أن الديوان يغطي نسبة 80 بالمائة من حاجياته الخاصة، ونظرا إلى الإقبال المتزايد للتلاميذ نظم الديوان مسابقات توظيف للأستاذة لمختلف التخصصات والحاصلين على شهادة الماستر، واسثنائيا بالنسبة إلى حاملي شهادة الليسانس، مع إسناد مهام الإشراف والتنسيق لـ 6 مهندسين موزعين عبر المراكز الجهوية، بعد أن كان في الفترة الاستعمارية يطلق على الديوان تسمية المدرسة الجزائرية والذي تخرج منه آنذاك مصطفى الأشرف، شريف حماني، لخضر الإبراهيمي، محمد سحنون وعدد كبير من النخبة ورجال السياسة والوزراء.
أسئلة تقويمية لطلبة البكالوريا
فتح الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد، المجال لطلبة البكالوريا للتدريب بتقنية سريعة وآنية من خلال المخابر الافتراضية وأسئلة التقويم التفاعلي الذاتي، تحت إشراف مفتشين ومختصين ساهموا في إنجاز أكثر من 50 إجابة نموذجية لفائدة طلاب البكالوريا، بحيث تكون الأسئلة مباشرة من طرف الطلبة ليرد عليها الأساتذة بطريقة آنية ودقيقة، تتبعها تصحيحات تسمح للطالب بأخذ علامته في غضون ثانية حتى يتمكن التلميذ من التدريب ومعرفة الإجابات الخاطئة عبر وسائط متعددة.
هكذا يتم تسجيل الطلاب
يتولى عملية تسجيل الطلاب عبر الشبكة العنكبوتية مهندس بمصلحة التطوير المعلوماتي، بواسطة برمجة وتسيير الامتحان ولواحقه، التي تتطلب صرامة في العمل ودقة ومراقبة مستمرة على المستوى المركزي، وتتبع جمع مراكز الامتحان، ليتم من خلال هذه المصلحة تحديد نسبة الناجحين والراسبين، وتتفرع غرفة مصلحة التطوير المعلوماتي إلى غرفة ثانية تضم 4 موظفات يشكلن خلية نحل متكاملة تعمل على تسجيل الطلاب في المواقع الإلكترونية المخصصة، فالطالب القديم يدفع مستحقات التسجيل بالتنسيق مع بريد الجزائر.
وبعد تأكيده من خلية الديوان يصنع له حساب إلكتروني في الأرضية، ويتحصل بموجبه على المعلومات اللازمة بالأنترنت، أما إذا كان الطالب جديدا فيقدم الملف الإداري إلى المركز الجهوي، ويدفع حقوق التسجيل ليتولى بريد الجزائر وفقا للاتفاقية المبرمة بين الطرفين إدخال رقم الطالب ومراسلة الديوان وبعد تأكيده من المركز الجهوي تمنح له كلمة السر من أجل طبع الاستدعاء وشهادة التسجيل، بعد أن يدمج في فوج ويحصل على جدول توقيت أسبوعي، في حين أن الاستدعاء يسلم وفقا لمواعيد تفاديا لأي فوضى.
التعليم عن بعد تقنية فعالة
مكنت طريقة التعليم الإلكتروني عن بعد والمباشر، من مهمة الحوصلة البيداغوجية، من حيث معرفة قياس مدى استيعاب التلميذ للدروس ومعرفة انشغالاته في حينها، قبل فوات الأوان وانقضاء السنة الدراسية، من أجل اتخاذ كافة الإجراءات التصحيحية، إذا ما تم تسجيل ضعف في أي مادة تعرقل التحصيل العلمي للتلميذ، ناهيك عن التفاعلات والحوارات العلمية البناءة والمفيدة بين التلميذ وأستاذه وحتى بين المتلقين فيما بينهم، والتي تتجلى من خلال القياس التطبيقي الذي يشرف عليه الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد.
التعليم الإلكتروني يستهوي المهاجرين
سعى الديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بُعد، إلى بناء نظام خاص تقويمي بالجالية الجزائرية والذي يعدُّ اللبنة الأولى، لربط الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر على غرار فرنسا، لوكسنبورغ، إنجلترا، بلجيكا، إيطاليا.. بثقافة الجزائر وجغرافيتها، حتى يبقى المغترب الجزائري مربوطا بتاريخ بلاده، من خلال توفير فيديوهات لتعليم اللغة العربية بخصوصيات جزائرية، وتمكين المتلقي من الدخول بحرية إلى الموقع وتحميل الدروس مجانا.
أرسل تعليقك