برلين ـ د.ب.أ
يهدف قاموس "أراب تيرم"، الألماني المجاني على شبكة الإنترنت، إلى حلها.
المشكلة قديمة ويعرفها كل من يحاول نقل نص تقني من لغة إلى أخرى، ولا سيما إلى لغة الضاد التي تفتقر إلى مصطلحات تقنية موحدة. وإذا كان بالأسواق عدد من القواميس التقنية الانكليزية والفرنسية الجيدة، فإن المكتبات العربية تخلو تقريباً من القواميس الألمانية المتخصصة. هذه الفجوة أرادت وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي في برلين أن تسدها، وذلك بالتعاون مع معهد غوته بالقاهرة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو). أما الهدف فهو إعداد قاموس إليكتروني للمصطلحات التقنية بأربع لغات، هي العربية والألمانية والانكليزية والفرنسية. وقد طرح المشروع جزءه الأول والخاص بتكنولوجيا السيارات على شبكة الإنترنت، وبإمكانك، عزيزي القارئ، أن تقييم هذا القاموس بالدخول إلى صفحته، وهي: www.arabterm.org
أما عن كيفية تنفيذ هذا القاموس الطموح فيقول فرانك رينكن، المنسق العام للمشروع، في حديث لـدويتشه فيله: "بالتعاون مع معهد غوته بالقاهرة تم تكوين مجموعة من المترجمين والمختصين العرب، وهذه المجموعة تمثل نواة المشروع. وبعد ذلك تشكلت مجموعة أخرى من المترجمين في عدد من الدول العربية الذين يدرسون ما إذا كانت المصطلحات المستخدمة في القاموس تتوافق مع المصطلحات الشائعة في بلادهم".
مشكلة عدم توحيد المصطلح
والمشكلة التي تواجه المترجمين عند ترجمة النصوص التقنية هي اختلاف المصطلح العلمي باختلاف البلد، مثلما يستطرد فرانك رينكن في حواره مع دويتشه فيله: "هذه فعلاً مشكلة أساسية، وهي وجود مصطلحات مختلفة في اللهجات والبلدان، وهو ما يتعارض مع هدفنا الرامي إلى توحيد المصطلح." ولذلك اعتمد القاموس الجديد طريقاً جديداً هو ذكر المصطلحات العامية إلى جانب الفصيحة.
ويضم الجزء الأول من هذا المعجم المتخصص في تكنولوجيا السيارات نحو 4500 مصطلح، تُستكمل باستمرار. يقول رينكن: "إن الجزء الأول يخضع بشكل دائم لعملية تطوير واستكمال. كما أن بإمكان المستخدم أن يشارك مشاركة فعالة في هذا القاموس، ليس فقط عبر الأسئلة، ولكن أيضاً عبر تقديم اقتراحات والدخول في نقاش حول مجالات جديدة لم تترجم مصطلحاتها بعد."
ومن المقرر أن يصدر الجزء الثاني من القاموس الإليكتروني بداية العام المقبل، وسوف يتناول قطاع المياه. والمشروع بصدد الإعداد لأربعة أجزاء أخرى، منها جزء عن الطاقات المتجددة، مثلما يقول رينكن في حديثه إلى دويتشه فيله.
يقدم هذا القاموس بلا شك خدمة جليلة للمترجمين والمتخصصين في المجالات التقنية. ويتيح الشكل الاليكتروني التعديل المستمر في محتوى القاموس وإضافة مصطلحات مستخدمة في بلدان أخرى، وهو بلا شك أيضاً خطوة مهمة على طريق صعب يهدف إلى توحيد المصطلح العلمي والتقني في العالم العربي.
أرسل تعليقك