أسلوبًا حديثًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة هانوفر
آخر تحديث GMT23:24:41
 العرب اليوم -

أسلوبًا حديثًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة هانوفر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسلوبًا حديثًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة هانوفر

جامعة مدينة هانوفر الألمانية
لندن - العرب اليوم

توجد في جامعة مدينة هانوفر الألمانية مجموعة مختلطة من طلاب الجامعة وعدد من الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتعلمون معا وبعضهم من بعض. ويعتمد التعلم المشترك على أساس التكافؤ الكامل.
تجلس في غرفة تابعة لجامعة مدينة هانوفر مجموعة من الشباب لمناقشة موضوع حيوي، فهل يجوز زرع نباتات معدلة جينيا أم لا؟ ويثير هذا السؤال الحيرة لدى الطالبين يوناس وتيمو وأيضا لدى تورستن، ذوي الاحتياجات الخاصة. ووفقا لتقرير نشره موقع «دويتشه فيله» الألماني، يقول تورستن: «في هذه الحالة يوجد في النباتات شيء لا ينتمي إليها. ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى إصابتنا بأمراض». ويوافق يوناس وتيمو على موقفه.
وتشبه هذه المناقشة مناقشات كثيرة أخرى تجرى في الحياة الجامعية اليومية. إلا أن ما هو غير عادي في هذه المناقشة، هو أنها مناقشة أسبوعية يشارك فيها 18 طالبا يدرسون مادة تعليم «ذوي الاحتياجات الخاصة»، بالإضافة إلى عشرة شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة لتطبيق مبدأ «التعلم المشترك».
يعود هذا المشروع في جامعة هانوفر إلى فكرة تبنتها البروفسورة بتينا ليندماير لملء مبدأ التعلم المشترك بمزيد من الحياة، بهدف توضيح معنى التعلم المشترك لطلابها على أساس تطبيقي، فكما تقول البروفسورة، فإن الطلاب سيواجهون القضايا المتعلقة بالموضوع مباشرة بعد انتهاء دراستهم.
«ينبغي أن يشعر الطلاب بأن هناك إمكانات مختلفة للتعلم، وأنه يمكن أن يتلقوا في مجموعة دراسية مختلطة التعليم نفسه أو أكثر مما هي الحال لو كانوا في صف بمفردهم»، كما تؤكد ليندماير. وتضيف أن هذه الخبرة تمكن الطلاب من تصور أنهم سيقدمون بعد دراستهم دروسهم بأنفسهم أمام مجموعة مختلطة من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.
من المقرر أن يصبح تعليم مجموعات متنوعة تتضمن ذوي الاحتياجات الخاصة أمرا بديهيا في ألمانيا، إذ إن البلاد وقَّعت عام 2009 ميثاق الأمم المتحدة لحقوق «المعوقين». ورغم ذلك، فإنه لا تزال هناك مشكلات في تحقيق ذلك. وتوضح دراسة صدرت أخيرا عن المعهد الألماني لحقوق الإنسان، أنه لا توجد أي ولاية ألمانية تظهر فيها معالم بناء نظام تعليمي يضمن جميع حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، كما ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة.
ويؤكد الفرع الألماني لمنظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة أن دول أخرى حققت نجاحات أكبر بكثير من ألمانيا، ففي إيطاليا والنرويج والسويد تذهب نسبة أقل من واحد في المائة من التلاميذ إلى مدارس خاصة، فهناك قد أصبح التعليم المشترك أمرا بديهيا، بينما يرى معلمون كثيرون في ألمانيا أن تعليم مجموعات مختلطة من التلاميذ يتطلب منهم أكثر من وسعهم.
من جانبها، تريد الطالبة كاترين أن تعمل بعد إكمال دراستها في جامعة هانوفر معلمة. وبعد ذلك الحين على الأكثر يجب عليها مواجهة التحديات الناجمة عن تعليم مجموعات مختلطة من التلاميذ. وكما تقول كاترين، فإن المناقشات في المجموعة المختلطة بالجامعة تشكل تحضيرا لذلك، مشيرة إلى أن الطلاب سيتذكرون في حياتهم المهنية المقبلة خبراتهم الناجمة عن كيفية حلهم المشكلات في مجموعتهم المختلطة في الجامعة.
ولا يستفيد جميع الطلاب من خبراتهم الناجمة عن المناقشات في الجامعة، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ إنهم يشعرون بأن آراءهم مهمة ومشاركاتهم وتفاعلهم أمر ضروري. ولذلك، فإن يورغن الذي يعمل في ورشة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لم يتردد عندما طلبت الجامعة منه المساهمة في دفع مزيد من المعوقين في ورشته إلى المشاركة في مناقشات الجامعة. ويقول يورغن: «أتلقى في المجموعة الجامعية المختلطة تعليما سياسيا إضافيا. وهذه خبرة مهمة في حياتي. وأرى في مناقشات المجموعة تعبيرا عن الاختلاط الحقيقي».
وتعد الجامعة التي تقع في مدينة هانوفر الألمانية، والتي أنشئت سنة 1831، واحدة من أقدم الجامعات التي تخصصت في العلوم والتكنولوجيا في ألمانيا. وهي أحد معاهد سكسونيا السفلى للتقنية، وهي عضو بمجموعة «TU9 المعاهد الألمانية للتقنية»، وهي مجموعة تضم معاهد التقنية التسعة الرائدة في ألمانيا.
وتضم جامعة هانوفر تسع كليات تمنح أكثر من 150 درجة جامعية أولى، وهي بذلك ثاني أكبر مؤسسة تعليمية في سكسونيا السفلى. وتضم هيئة تدريس الجامعة نحو 1120 فردا، منهم 340 أستاذا، إلى جانب 1560 موظفا إداريا، ويبلغ عدد طلبة الجامعة 19660 طالبا وفقا لإحصاء عام 2009.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسلوبًا حديثًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة هانوفر أسلوبًا حديثًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة هانوفر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab