ما هي الخطوات الصحيحة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
آخر تحديث GMT13:39:58
 العرب اليوم -

ما هي الخطوات الصحيحة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ما هي الخطوات الصحيحة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة؟

تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
القاهرة - العرب اليوم

لم يدر بخلد إحدى الطالبات من ذوات الاحتياجات الخاصة، أن تكون هي نقطة التحول في تغير مسار إحدى المؤسسات التعليمية، إلى مركز غير ربحي للتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة، لمرحلة ما قبل التعليم الأكاديمي، وذلك بعد أن أبدت رغبتها الملحة لتعلم القراءة والكتابة أسوة بزميلاتها بالمدرسة. فصول الدمج المخصصة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم الطبيعيين في المدارس، كانت هي المكان الذي انطلقت بعده الأميرة نوف بنت عبد الرحمن، لتأسيس مركز لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يصبحوا قادرين على الاندماج ضمن الحياة الأكاديمية في المدارس. تقول الأميرة نوف: «خطرت لي فكرة تأسيس مركز فريق التأهيل الدولي بعد تطبيقي لفكرة فصول الدمج، كانت إحدى الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة تتعرض لعنف أسري وتتوق لتعلم القراءة والكتابة، بعد وقوعها في براثن زواج القصر، فهي كانت الضحية لثلاث زيجات متتالية». وقالت الأميرة نوف عن تأسيس المركز: «استقبلت في بادئ الأمر الأطفال المصابين بمتلازمة داون، ثم ألحق بالمركز فصول مخصصة لتأهيل أطفال التوحد، نتيجة قلة المراكز المتخصصة في السعودية بالتزامن مع ارتفاع الطلب عليها». ويشتمل المركز على قسم مخصص لاستقبال الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في السنوات الثلاث الأولى لأهمية مسألة التدخل المبكر، تحديدا لتسريع تأهيل الطفل في العمر بين الثلاث سنوات وما قبل الدراسة، فيستقبل المركز الطفل منذ تشخيصه بالإعاقة ووالدته، لتدريب الأم على كيفية التعامل معه وتأهيله خلال ساعات محددة أسبوعيا.

التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة يمر بمراحل عدة، تتفاوت بحسب شدة الإعاقة. ويعتبر العلاج الطبيعي التأهيلي مرحلة أولية لبدء التأهيل ما قبل الأكاديمي.

وفي هذا الصدد قالت نادية عبد الله، اختصاصية العلاج الطبيعي، إن الطفل حينما يلحق بمركز التأهيل، يخضع لتقييم شامل يشخص قدرات الطفل، ويوزع بحسب نتائجه على الفصول المخصصة له بحسب مستواه وقدراته ونوعية إعاقته، فيجتمع ضمن مجموعة من الأطفال الذين يمتلكون خصائص متشابهة في مجموعة داخل كل فصل في كل مرحلة، وأحيانا أعلى منها بقليل، لضمان استفادة الكل من قدرته وعدم بقائهم في نفس المستوى لفترة طويلة، وذلك أثناء متابعة تقدمه من خلال الخطة الفردية. وتقول الأخصائية نادية عبد الله: «إذا كان الطفل يعاني من مشكلات حركية يدخل ضمن جلسات مخصصة لعلاجه، ويتم تدريبه على استخدام أجهزة تقوي أطراف الأصابع والأطراف السفلى، بالإضافة للتدريب على صعود الدرج بالاعتماد على نفسه ومن دون مساعدة كأحد المتطلبات الضرورية التي يتعلمها ليكون كأقرانه الطبيعيين. ويتم ضمن الخطة تحديد هدف له، وبعدها يرفع لهدف أعلى منه وهكذا». وتضيف: «أحيانا يكون الطفل في حالة سلبية فلا يتقبل عمل التمارين، فيعتمد على الأخصائي بشكل كامل عند إجرائه». مراكز التأهيل النهارية تحاول إزاحة هم كبير من كاهل الأم، عبر رعاية الطفل وتأهيله شاملا نهاريا مع التواصل المباشر معها لمتابعة تقدمه وتطور مستواه، بتعليمه الأمور الضرورية لحياته وتأهيله للاعتماد على ذاته في النظافة والسلوك، ثم النطق، بحيث يؤهل لأن يدمج في فصول المدارس العادية ويتعلم بشكل أكاديمي مع أقرانه.

أقرأ أيضاً :طفلة مغربية تحصد لقب بطلة "تحدي القراءة العربي"

وتتباين قدرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بين شديد الإعاقة إلى المتوسط، وتأثيرها على تحسنه أثناء العلاج التأهيلي. فالبعض يقضي سنة ينطلق بعدها للحياة الأكاديمية، في حين يستمر آخرون لسنوات في مرحلة التأهيل. وتجدر الإشارة، إلى اتفاق المختصين النفسيين لأهمية تعليم الطفل لحقوقه وكيف يستطيع طلب المساعدة، وتوعيته بشأن الاعتداءات الجنسية بشكل عام.. مما يساعده على الانخراط بالمجتمع ومعاملته ككائن لديه وجوده وقادر على صنع مستقبله دون الحاجة للآخرين بكل تفاصيل حياته، في حين يرى المتخصصون في علم الاجتماع، أن المجتمع السعودي ما زال يحتاج لتوعية، وخاصة المعلمين والطلاب الأسوياء، لتوعيتهم بكيفية التعامل مع هذه الفئات وحقهم في العيش مثل الأشخاص الطبيعيين تماما. رندا المغربي، أخصائية نفسية بمستشفى القوات المسلحة بالطائف، نوهت بأنه يجب التأكد من نسبة ذكاء الطفل قبل إلحاقه بالمدرسة. فإن أشارت النتائج إلى تأخر عقلي بسيط أو كان بطيء التعلم فقط، فإن دمج الطفل بالمدارس العامة مفيد له. إلحاق طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدرسة، تسبقه عدة أمور تختلف بحسب نوعية الإعاقة. فعلى سبيل المثال يجب أن يخضع الطفل التوحدي لبرامج تعديل سلوكي مكثف - ولو جزئيا - للاختلاط وليصبح لديه بعض الأساسيات للتعلم الحسي. وبحسب ما أشارت إليه رندا المغربي، فإن أفضل البرامج على المستوى العالمي هو برنامج «ABA» والتي أثبتت الدراسات قدرته بعد جلسات مكثفة على جعل الطفل يدمج بالمدارس العامة. ويفضل أن يكون الطفل (وخاصة بالفترة الأولى لدخوله المدرسة) تحت ملاحظة مدرب أو مختص، لمساعدته على تنمية مهاراته في الاختلاط وتنمية قدرته على التعلم. وقد يكون ذلك أفضل من خلطه فقط بأقرانه التوحديين، حيث لا تتم تنمية مهاراته بالشكل المطلوب، خاصة بعد أن يقطع فترة مهمة بالعلاج. وبالنسبة للأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه، فمن الضروري إخضاع الطفل لبرامج علاجية واستعمال الأدوية اللازمة في حال احتاج الأمر، وبالمقابل عدم فصلهم عن المدارس العامة في حال كانت درجة الذكاء متوسطة، مع الأخذ بعين الاعتبار تهيئة المعلمين لكيفية التعامل معهم. ويعامل أطفال متلازمة داون، بالمثل فإذا كانت درجة ذكائه تهيئه للتعلم فمن الأفضل دمجه بالمدارس العامة، وإن لزم الأمر تخصص لهم فصول لبطء التعلم. وترى نادية الأحمري المتخصصة في علم النفس، أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع طلاب المدارس العاديين له أثره الإيجابي في غالب الأحيان على نفسية الطفل، كونه يؤدي إلى تقديره لذاته، ويجنبه تكرار الفشل في بعض التصرفات الفردية، حيث يقلد زميله السوي في ردود بعض الأفعال أو السلوكيات الإيجابية، وينتج عن ذلك توافق نفسي واجتماعي. ويعود الدمج بالأثر غير المباشر على الطفل بتعلمه النطق عبر زملائه لبعض الكلمات الصعبة من خلال تفاعله معه، كذلك يتعلم القدرة على الحوار. كما يكسب الطفل قدرة على تكوين علاقات شخصية والحوار ولو بشكل بسيط، علاوة على تعزيز روح المنافسة من خلال الألعاب الجماعية التنافسية.

وللدمج أثره على نفسية والدي وأفراد أسرة طفل ذوي الاحتياجات الخاصة، بأن يمنحهم ارتياحا نفسيا ينعكس إيجابيا في تقبل ابنهم، والاهتمام والمتابعة الدائمة له، وكذلك الارتياح النفسي للأسرة في نطاق المجتمع بأن المحيط الاجتماعي للأسرة لا يرى أن هذا الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي تكون النظرة له ولأسرته إيجابية مما يخفف من معاناة الأسرة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

ورشة بمعرض "الشارقة الدولي للكتاب" لتحفيز الصغار على القراءة

أدباء يُناقشون تحديات القراءة ومستقبل المعرفة في معرض "الشارقة الدولي للكتاب"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هي الخطوات الصحيحة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة ما هي الخطوات الصحيحة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab