امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة في أفغانستان
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة في أفغانستان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة في أفغانستان

الرضاعة
كابول ـ العرب اليوم

تقول فيروزا عمر: "إنني أم وأرضع طفلي رضاعة طبيعية، وهذا ما منحني الاحساس بالتعاطف وجعلني أرى جيدا معاناة هؤلاء الأطفال الآخرين". وقد قتل الثلاثاء ما لا يقل عن 24 شخصا، من بينهم أطفال حديثو الولادة وأمهات وممرضات، بوحشية في أعقاب هجوم شنه متشددون على مستشفى للولادة في العاصمة الأفغانية كابول. وعلمت فيروزا، البالغة من العمر 27 عاما، بالهجوم من التليفزيون. وأدركت خطورة الوضع بعد التحدث إلى أصدقائها ومشاهدة الصور المروعة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفيروزا نفسها أم لطفل عمره أربعة أشهر. وانشغلت بالتفكير في مصير هؤلاء الأطفال الذين تيتموا بعد ولادتهم، بينما كانت ترضع طفلها.

التعاطف والشجاعة
لقد قررت فيروزا التطوع لمساعدة هؤلاء الأطفال. ما تبع ذلك هو عمل يعد مزيجا من التعاطف والشجاعة. وتقول فيروزا: "كنا صياما وعندما كان وقت الإفطار يقترب وقع الهجوم، فأخبرت زوجي عن نيتي في مساعدة هؤلاء الأطفال الأيتام". وقد وافق الزوج على الفور، وأكد لها أنه سيرعى طفلهما. وفي غضون ذلك، كانت القوات الخاصة الأفغانية قد أنقذت 100 امرأة وطفل من مستشفى داشت إي بارشي، ونقلت العديد من الأطفال الرضع إلى مستشفى أتاتورك للأطفال الذي يبعد نحو كيلومترين من مكان إقامة فيروزا.

بكاء الأطفال
قد تكون المسافة التي قطعتها بالسيارة قصيرة، ولكنها كانت محفوفة بالمخاطر أيضا، في مدينة أصيبت بصدمة وخوف بعد الهجوم الوحشي. وتقول فيروزا: "عندما ذهبت إلى المستشفى، رأيت حوالي 20 طفلا، بعضهم أصيب وتحدثت مع الممرضات، فطلبن مني إطعام الأطفال الذين يبكون كثيرا". وحينئذ قامت فيروزا بإرضاع 4 أطفال من صدرها رضاعة طبيعية، الواحد تلو الآخر.

اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان
الكلفة الفلكية للحرب الأمريكية في افغانستا وقبل وصول فيروزا، كانت الممرضات يحاولن إطعام الأطفال بالأغذية المصنوعة من مسحوق الحليب المجفف. وتتذكر فيروزا قائلة: "كان بعض الأطفال يرفضون تناول هذا الحليب".

تأثير مهدئ
لقد قدمت فيروزا شريان الحياة لهؤلاء الأطفال. وتقول فيروزا: "عندما أرضعتهم، كان لذلك تأثير مهدئ علي. كنت سعيدة لأنني استطعت مساعدتهم". بعد عودتها إلى المنزل، جاء دور ابنها في الرضاعة. وتضيف قائلة: "بعد نحو ساعتين، أرضعت طفلي الصغير". كتبت فيروزا عن تجربتها في وسائل التواصل الاجتماعي وحثت أمهات أخريات على الذهاب إلى المستشفى لمساعدة هؤلاء الأطفال الذين يبكون وقد فقدوا أمهاتهم. وتقول إن بعض النساء تطوعن أيضا وأرضعن الأطفال. وبعد ليلة الهجوم، ظلت فيروزا تذهب إلى المستشفى على مدار يومين. وتقول إن ذلك ما كان ممكنا لولا تشجيع زوجها ودعمه التام لها.

"جريمة حرب"
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم الثلاثاء، الذي وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان بأنه "جريمة حرب". وأمرت حكومة كابول الجيش بالبحث عن الجناة. لقد شهدت العاصمة الأفغانية كابول الكثير من العنف خلال العقود الأربعة الماضية من الحرب والصراع؛ إلا أن مقتل الأمهات والأطفال حديثي الولادة هذا الأسبوع سيظل يذكر على أنه أحد أسوأ الحوادث. وتقول فيروزا إنها مرهقة جراء دورة العنف التي لا نهاية لها على ما يبدو في مدينتها الأم كابول. وتضيف: "هؤلاء الأطفال في المستشفى حيث يطعمهم الغرباء، بدلا من أن تعانقهم أمهاتهم". وبصفتها طبيبة نفسية مدربة، تريد فيروزا أن تلعب دورا فاعلا في المجتمع للمساهمة في معالجة الجروح العميقة وآلام العديد من الأسر الأفغانية التي تعاني من آثار الحرب والعنف.

"سعيدة بتربية طفل"
لقد اتصلت فيروزا بعدد من أصدقائها لجمع الأموال لشراء الحفاظات ومسحوق الحليب، عندما لا تكون الرضاعة الطبيعية للأطفال ممكنة. وتقول فيروزا إنه بخلاف المصابين، يتم الآن إخراج الصغار الآخرين من مستشفى أتاتورك للأطفال. لكنها قلقة بشأن أولئك الذين ليس لديهم عائلة يعودون إليها. وتؤكد فيروزا: "ستكون أولويتي الأطفال الأيتام".وتضيف قائلة:"سأكون سعيدة بتحمل مسؤولية طفل رضيع وتربيته إلى جانب ابني".

قد يهمك أيضًا

تعرف على أبرز فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال

هل حليب الرضاعة الطبيعية قد يسبب الصفراء للطفل

    

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة في أفغانستان امرأة ترضع الأطفال الأيتام بعد هجوم على مستشفى للولادة في أفغانستان



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab