السلطات الفرنسية تكشف التفاصيل الكاملة عن علاقة إرهابية قتلتها الشرطة بـقطر الخيرية
آخر تحديث GMT03:13:23
 العرب اليوم -

تضمنت التحريات وجود رسائل إلكترونية متبادلة مع شخصيات من الدوحة

السلطات الفرنسية تكشف التفاصيل الكاملة عن علاقة إرهابية قتلتها الشرطة بـ"قطر الخيرية"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السلطات الفرنسية تكشف التفاصيل الكاملة عن علاقة إرهابية قتلتها الشرطة بـ"قطر الخيرية"

الإرهابي ميكائيل تشيولو زوج الإرهابية حنان أبو الهنا
باريس - العرب اليوم

تمكنت السلطات الفرنسية من التوصُّل إلى أدلة تثبت أن الإرهابية حنان أبو الهنا، التي قضت خلال ملاحقة قامت بها الشرطة الفرنسية لإلقاء القبض عليها هي وزوجها المتطرف ميكائيل تشيولو في مارس 2019، كانت تعمل لصالح مؤسسة خيرية قطرية تواجه اتهامات بتمويل الإرهاب، وفقًا لموقع "فاليور أكتيويل" "Valeurs Actuelles" الفرنسي.

وكانت القوات الخاصة التابعة للداخلية الفرنسية قد قامت بعملية مداهمة لإلقاء القبض على تشيولو، وأصيبت حنان أبو الهنا بطلق ناري أودى بحياتها، عقب محاولتهما تنفيذ عملية إرهابية في سجن "كوندي سور سارت" بأورن الواقعة شمال غربي فرنسا.

سجن "كوندي سور سارت"

وأضاف الموقع الفرنسي أن الأدلة تتضمن رسائل بريد إلكتروني متبادلة مع شخصيات قطرية تدير مؤسسات خيرية قطرية والذين أشادوا بأداء حنان أبو الهنا، الإرهابية التي شاركت مع زوجها السجين في تنفيذ الحادث الإرهابي من خلال تسليمه سكينا، قام زوجها تشيولو باستخدامه لطعن وإصابة حارسين بجروح خطيرة.

واضطرت القوات الخاصة لفتح النيران عند مداهمة وحدة العائلات في سجن "كوندي سور سارت" للسيطرة وإلقاء القبض على تشيولو، البالغ من العمر 27 عاماً بعد أن تحصن هو وزوجته حنان أبو الهنا داخل الوحدة لمدة 10 ساعات.

وكشفت التحقيقات أن الإرهابية حنان أبو الهنا قامت بتهريب سكاكين مصنوعة من السيراميك، مخبأة بين متعلقاتها الشخصية أثناء زيارة زوجها، ولم تظهر السكاكين في أجهزة كشف المعادن بالسجن، الذي يقضي فيه تشيولو عقوبة الحبس 30 عاما لإدانته بجرائم خطف تسبب في وفاة والسطو المسلح والترويج للإرهاب.

توجهات راديكالية

وكانت التقارير الصحافية في بادئ الأمر قد أشارت، عقب الحادث، إلى أن حنان أبو الهنا ليست إلا مجرد سيدة "هشة" (الشخصية) و"ساذجة" و"تم التلاعب بها"، من جانب ناشطين متطرفين. ولكن كشفت التحقيقات والتحريات أن حنان أبو الهنا، التي توفيت بعمر 34 عاما، كانت قد أصبحت ذات توجهات راديكالية، منذ عدة سنوات قبل الحادث الإرهابي، وأنها ارتدت النقاب بعد زواجها من تشيولو، الذي اعتنق الإسلام، ثم تحول إلى التطرف وأدين بجرائم إرهابية.

تنظيم الإخوان في فرنسا

وكشفت تحريات الشرطة الفرنسية أن حنان أبو الهنا كانت تعيش في إيلزاخ، إحدى ضواحي مولهاوس، في أوت رين بالقرب من مسجد النور، الذي يعد إحدى أكبر دور العبادة الإسلامية في فرنسا وعلى مستوى أوروبا.

وبحسب المعلومات التي توفرت لموقع "فاليور أكتيويل"، فإن مسجد النور يخضع لـ"مراقبة خاصة" من قبل أجهزة المخابرات والأمن الفرنسية. وأفادت المعلومات أيضا بأن حنان أبو الهنا شغلت منصب مساعد تنفيذي لصندوق "Passerelles" لجمع التبرعات، التابع للمركز الإسلامي بمسجد النور.

الزوج الإرهابي ميكائيل تشيولو

ويدير مسجد النور الجمعية الإسلامية في الألزاس AMAL، وهي فرع محلي تابع لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF، الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان المسلمين.

مؤسسة قطر الخيرية الإرهابية!

وذكر الموقع ذاته أن مؤسسة قطر الخيرية، التي تعد شريكا للجنة الخيرية والإغاثة للفلسطينيين CBSP، المدرجة من جانب الولايات المتحدة رسميا في قوائم "المنظمات الإرهابية"، أغدقت بمساعدات مالية ضخمة على الجمعية الإسلامية في الألزاس AMAL، بلغت 26 مليون يورو لبناء مسجد النور.

وتستخدم الدوحة مؤسسة قطر لأغراض الدعوة في الخارج. ففي فرنسا، تمويل تخصيص ميزانيات ضخمة لتمويل تنفيذ مشروعات بناء المساجد ومدارس تعليم القرآن، التي يديرها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF، أو كيانات تابعة لها.

وسبق أن تم اتهام مؤسسة قطر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من الدول العربية بدعم الإرهاب. ووفقًا للوثائق الرسمية المقدمة للعدالة الأميركية في الآونة الأخيرة، تم إثبات تورط مؤسسة قطر الخيرية في تمويل جماعات جهادية في سوريا ومالي.

رسائل متبادلة

وفي أغسطس الماضي، أصدرت هيئة الرقابة على المؤسسات الخيرية تحذيراً حول مدى "استقلال" إحدى الجمعيات الخيرية البريطانية على خلفية علاقاتها مع مؤسسة خيرية قطرية، تم إدراجها لاحقًا كـ"منظمة إرهابية" في عدد من بلدان الشرق الأوسط.

وعبرت الهيئة الرقابية عن مخاوف بشأن "استقلال" مؤسسة قطر الخيرية في المملكة المتحدة، والتي تقدم ملايين الجنيهات إلى المساجد وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء بريطانيا.

وكشفت الجهة الرقابية البريطانية أن 98% من الأموال يتم تحويلها إلى مؤسسة "نكتر تراست" (مؤسسة قطر في المملكة المتحدة سابقا) من المقر الرئيسي للمؤسسة في الدوحة. كما يتضح من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة، التي حصل موقع "فاليور أكتيويل" على نسخة منها، تكشف أن الإرهابية حنان أبو الهنا لم تكن تعمل لصالح الجمعية الإسلامية في الألزاس AMAL فحسب، بل إنها كانت تعمل أيضا لصالح مؤسسة قطر الخيرية وفرعها الأوروبي. وكان لديها عنوان بريد إلكتروني باسم hanane@qcharity.org.uk ورقم هاتف في بريطانيا.

وتم رصد رسالة بعنوان "الشراكة: طلب تحديد موعد للقاء عمل"، بتاريخ 23 يناير 2016، موجهة من رباح عمارة، الأمين العام لمؤسسة AMAL، إلى حنان أبو الهنا، مع نسخة إلى أيوب أبو اليقين، مؤسس ورئيس صندوق تبرعات "باسريل" والمدير العام لمؤسسة "نكتر تراست" (قطر الخيرية في المملكة المتحدة سابقا)، يبدو واضحا من سياق الرسالة أن الأمر كان يتعلق بالمركز الإسلامي مسجد النور.

إشادة بأداء "الأخت حنان"

وجاء في نص رسالة عمارة بشأن الموقف المالي الصعب لمشروع بناء مسجد النور إلى حنان أبو الهنا: "في انتظار وضع خطة العمل، ونود أن نلتقي بكم بسرعة من أجل تحقيق تقدم في ملف شراكتنا وطلب قرض من أجل تجنب وقف العمل في موقع المبنى. إن هذا التوقف سيكون له عواقب سلبية على جميع المستويات".

ثم بعث أيوب أبو اليقين برسالة البريد الإلكتروني إلى صلاح الحمادي، نجل الشيخ أحمد الحمادي، وهو الرجل الثاني في مؤسسة قطر الخيرية في لندن، المقر الأوروبي للمؤسسة القطرية الخيرية، معلقا بقوله: إن "كلمات الأخت حنان منطقية للغاية"، وهكذا فإن الإشارة إلى اسم "حنان" في الرسائل المتبادلة بين قيادات المؤسستين، يؤكد دورها البارز ونشاطها لصالح مؤسسة قطر الخيرية ومشروع المركز الإسلامي مسجد النور في مولهاوس، المقرر افتتاحه قبل نهاية العام الجاري.

تحكم وسيطرة على الفروع المحلية

وتكشف رسالة بريد إلكتروني أخرى متبادلة بين قيادات الجمعيات الخيرية، مؤرخة في 2 فبراير، وتتعلق أيضا بـ"الوضع المالي" للمشروع و"الصناديق" و"المانحين"، والتي تظهر كيف تتحكم مؤسسة قطر الخيرية في الجمعية الخيرية المحلية عن بعد. ويتضح أيضا دور حنان أبو الهنا لصالح صانعي سياسات التمويل القطريين وكذلك في مواكبة التقدم الذي أحرزه زملاؤها في الملف.

وفي 25 أبريل، بعث إليها رئيس جمعية قطر الخيرية في أوروبا رسالة "تهنئة" على "التنظيم المثالي" لندوة لصندوق جمع التبرعات "باسريل" الذي، وفقًا للكتاب الأخير للصحافيين كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو "أوراق قطر"، يعمل على "آلية قانونية مالية، تجمع بين السلطة التقديرية والكفاءة لدعم المشاريع، مع ترك بعض المناطق الرمادية، التي تسمح بتحقيق فائض من النفع لصالح الجمعية الإسلامية في الألزاس AMAL".

الانتقال إلى صندوق "باسريل"

وفي أوائل شهر مايو، تتناول سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني، التي تحمل عنوان "جولة مهمة للغاية"، وصول وفد "المانحين الرئيسيين" في قطر وكبار الشخصيات في قطر الخيرية لحضور حفل الافتتاح الخاص بالمركز الإسلامي وتكليف حنان بتجهيز ملفات واستصدار تصاريح.

وبعد بضعة أيام، في 11 مايو 2016، أعلنت حنان أبو الهنا بشكل مفاجئ خلال رسائلها عن تغيير عنوان البريد الإلكتروني. وكتبت "من فضلك لاحظ عنوان بريدي الإلكتروني الجديد: hanane@fddpasserelles.fr"، وبدلا من التوقيع بصفتها مساعدا للمدير العام في قطر الخيرية أصبح التوقيع حنان أبو الهنا، "مساعد تنفيذي، صندوق جمع التبرعات باسريل"، مع الاحتفاظ بنفس رقم الهاتف المحمول دون تغيير. ويبدو أن التغيير تم بمباركة مؤسسة قطر الخيرية وأن تكليفها بالمنصب الجديد تم لكي تقوم حنان أبو الهنا بمراقبة عمل الصندوق وكيفية استخدام الأموال المخصصة، حيث كتب عبد العزيز المقداد، مدير مؤسسة قطر للمشاريع الخيرية في أوربا، في رسالة إلكترونية مؤرخة 24 أغسطس بعنوان "تحية طيبة"، شكرًا جزيلاً على التواصل معنا.

حادث السجن و"محاربة الكفار"

ووفقًا لما جاء في كتاب "أوراق قطر"، فإن الإرهابية حنان أبو الهنا كانت تشغل منصبا في صندوق جمع التبرعات في عامي 2014 و2015 حتى أوائل عام 2016. ولكن تُظهر رسائل البريد الإلكتروني، التي فحصها موقع "فاليور أكتيويل"، أن حنان أبو الهنا استمرت في العمل لدى صندوق "باسريل" حتى سبتمبر 2016 على الأقل.

وفي خريف ذلك العام، كشف تسجيل لمحادثة هاتفية، أن زوجها تشيولو أخبرها بأنه يعتزم ذبح الحراس في السجن "كنوع من الجهاد". وبعد عامين ونصف العام، قامت حنان أبو الهنا بمساعدته بتسليمه سكاكين مصنوعة من السيراميك، سدد بهم طعنات لاثنين من حرس سجن "كوندي سور سارت"، وقام بعدها بالتهديد بأنه سترة ناسفة تبين أنها وهمية لاحقا، وأنهما كانا قد كتبا وصية يشهدان بأنهما قاما بتنفيذ هذه العملية كترجمة "عن إرادتهما في قتال الكفار".

قد يهمك أيضًا

السلطات الفرنسية تعلن توقيف المشتبه به الثاني في اعتداء ليون

الجبير يؤكد قطر تواصل تمويل الإرهابيين وتتدخل في شؤون الدول

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطات الفرنسية تكشف التفاصيل الكاملة عن علاقة إرهابية قتلتها الشرطة بـقطر الخيرية السلطات الفرنسية تكشف التفاصيل الكاملة عن علاقة إرهابية قتلتها الشرطة بـقطر الخيرية



GMT 16:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون تستضيف حفلها السنوي للكريسماس

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ثاني سيدة من أصول فلسطينية تدخل الكونغرس الأميركي

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز إطلالات ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى عاشقة الأزياء

GMT 09:51 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة اللاعب المصري مؤمن زكريا "عكازه" داخل وخارج الملعب

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab