نزوات الأب تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها
آخر تحديث GMT11:17:19
 العرب اليوم -

نزوات الأب" تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نزوات الأب" تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها"

زوج يضرب زوجتة
القاهرة - العرب اليوم

خرجت أمل من باب منزلها متجهة لاستقلال القطار وهى تتمايل من فرط فرحتها، اشتياقا لرؤية عالم جديد، كلها أمنيات أن يكون أفضل من الذى تركته فى منزل أسرتها، كانت تخطو كل خطوة إلى دراستها الجامعية كالفراشة ترفرف، فقد عاشت طوال حياتها تحلم بهذا اليوم، لم يعلم أحد ما عاشته من سنوات ذل وقهر حتى تصل إلى أبواب الجامعة.

دخلت «أمل» الحرم الجامعى، وأخذت تهمس لنفسها: أخيراً تحقق حلمى، وتصعد إلى المدرج لتجلس فيه وتنظر حولها تقول: معقول أنا هنا، بالفعل هذه حقيقة وليس حلما. تعود «أمل» بذاكرتها للوراء لتتذكر حياتها التي كانت تعيشها وكلها حزن وإهانة من والدها الذى لا يستحق أبدا أن يحمل لقب أب، فى لم تر منه سوى القسوة منذ أن فتحت عينيها على الدنيا، فهو إنسان بلا مشاعر، كان شيطاناً فى صورة رجل، كانت كثيراً ما تحلم بأن يأخذها فى أحضانه مثل أقرانها ومثلما تشاهد فى التليفزيون، ولكن للأسف لم يفعل ذلك أبدا، بل كان يعاملها هى وأشقاءها كأنهم أتوا من حرام فهو يعيش لنفسه ونزواته فقط. فقد كان يرفض أن يسمع كلمة «بابا» من أطفاله، وهم أيضا قرروا أن يسلبوا منه حقه فى الأبوة وكان اللقب الذى يتناسب معه هو «السجان».. نعم هو أفضل الألقاب التى تتناسب مع هذا الرجل، الذى كان دائما يدمى قلب أمها التى عاشت حياتها كل هدفها فى الحياة هو نيل رضاه، وبذل قصارى جهدها بأن تسمع منه كلمة حب حقيقية، ولكن هو رجل بلا مشاعر.

كانت تنام كل ليلة ودموعها تغرق الوسادة، حاولت أن تخفى كل هذا عن أطفالها، وكانت الأم المسكينة تحاول أن ترسم على وجهها الابتسامة من أجل أطفالها وكان أملها فى الدنيا إسعاد أولادها، كانت تعلم بكل شىء ولكن حبها له كان يسامحه، وتعطيه فرصة ثانية ولم تشعره بمعرفتها بخيانته، ليالى كثيرة كانت تمر عليها وهى تشاهد خيانته وتسمع كلامه المعسول والحرام لعشيقاته.

تذكرت «أمل» والدها وهو يقوم بالتعدى على والدتها بالضرب والإهانة والسب لإجبارها على إنفاق راتبها فى المنزل، رغم أنه كان ميسور الحال، ولكنه كان ينفق أمواله على نزواته، كان أملها الوحيد هو الجامعة وأن تعيش فى المدينة الجامعية لكى تبعد عن السجان، وأن تتخرج بسرعة وتحصل على عمل وتستطيع أن تساعد والدتها فى نفقات الحياة، حتى تعوضها عن المعاناة التى تعيشها، بالفعل تحققت أولى خطوات أحلامها والتحقت بإحدى الجامعات بإحدى المحافظات وأقامت فى المدينة الجامعية وشعرت «أمل» أخيرا أنها استطاعت أن تتنفس وعادت إليها الحياة.
بدأت المحاضرة لتستيقظ «أمل» وتعود إلى الواقع الجديد، من شدة فرحتها كانت تخشى أن يكون حلما، ولكن الذى كان يفسد فرحتها أنها تتذكر أن والدتها وأشقاءها مازالوا داخل سجن والدها.
قررت «أمل» أن تعيش هذه اللحظات السعيدة حتى لو كانت أيامها قصيرة، تذكرت وعدها لوالدتها أنها لن تقصر فى دراستها وتكافح لكى تحقق لها أحلامها بالنجاح والتفوق وتعوضها عن كل المصاريف التى تكلفتها بعد أن رفض والدها الإنفاق على دراستها وقامت والدتها بالاقتراض من زملائها بالعمل من أجل تحقيق حلم نجلتها بالالتحاق بالجامعة.

عاشت «أمل» حياتها من المدينة الجامعية إلى الحرم الجامعى وكل ما يشغل فكرها هو دراستها، وظلت ترفض الذهاب فى أيام الإجازات إلى المنزل حتى لا ترى السجان الذى كان عندما يراها يقوم بسبها وطردها من المنزل وكأنه شعر بالراحة عقب خروجها من المنزل، قررت أن تخف الحمل عن والدتها وتظل بالمدينة الجامعية حتى أيام العطلات وكانت توهم زملاءها والمشرفين أنها تكره السفر وكانت والدتها تحضر إليها للإطمئنان عليها وهى أحسن وسيلة لكى تخرج والدتها من هذا السجن حتى ولو لساعات وتعيش والدتها معها أسعد اللحظات.

وفى أحد الأيام أثناء جلوس «أمل» بالمدرج كالمعتاد مع زميلاتها حضر «هانى» زميل صديقتها وحاول التحدث معها بحجة سؤالها عن بعض المحاضرات وبدأ بالكلام معها ونشأت بينهما صداقة، كانت حياة جديدة على «أمل» أن تتحدث مع شاب وتربطها به علاقة صداقة، ولكن مع مرور الأيام شعرت «أمل» أن صداقة «هانى» تحولت إلى مشاعر رومانسية فوجدت معه شعوراً لم تشعر به فى حياتها، حب وحنان وأمان افتقدتهم فى حياتها من والدها، الفرحة كانت تظهر عليها، واستطاع «هانى» أن يغير حياتها، وبعد أن كانت تفقد الثقة فى كل الرجال إلا أن «هانى» أعاد لها ثقتها بنفسها وبالآخرين ولم تنس وعدها لوالدتها بالاهتمام بدراستها، وظلت 4 سنوات دراستها تحصل على المركز الأول وعاشت أحلى سنوات حياتها، إلى أن انتهت الدراسة وحصلت على الشهادة الجامعية وعادت مرة ثانية إلى السجان، وكانت فرصة لتخبر والدتها عن حقيقة مشاعرها وحبها الطاهر الذى كان يقويها ودافعاً لتفوقها، واتفقت مع حبيبها أنه عقب حصوله على عمل سوف يتقدم لخطبتها، ولكن للأسف لم تكتمل فرحتها التى كانت تحلم بها، بعد أن قررت أن تروى إلى حبيبها حكايتها وفوجئت بتغير فى حديثه، تراجع عن حبه لها وبعد عدة شهور فوجئت بجرس التليفون يدق لتخبرها صديقتها برسالة من «هانى»: آسف لن أستطيع الزواج بكِ لأنكم أسرة مفككة ووالدك ليس الجد الذى أتمناه لأطفالى، ووالدى يرفض أن يضع يده فى يد رجل غير سوى.

كانت هذه الكلمات كالصاعقة التى نزلت على رأس «أمل».. صرخت.. انهارت.. شعرت أنها النهاية التى قاومتها كثيرا ولكنها جاء على يد الحبيب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزوات الأب تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها نزوات الأب تقضي على حياة ابنته وتحرمها من حبيبها



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab