متسولة أردنية حصيلتها اليومية ما بين 70 إلى 90 دينارًا
آخر تحديث GMT13:21:52
 العرب اليوم -

متسولة أردنية حصيلتها اليومية ما بين 70 إلى 90 دينارًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - متسولة أردنية حصيلتها اليومية ما بين 70 إلى 90 دينارًا

متسولة أردنية حصيلتها اليومية ما بين 70 إلى 90 دينارًا
عمان - بترا

تمتهن سميرة ذات الخمسة عشر عاما منذ سبع سنوات التسول , اذ تجوب عددا من شوارع العاصمة , وحصيلتها اليومية من التسول تتراوح بين 70-90 دينارا .
تقول سميرة نزيلة مركز رعاية وتأهيل المتسولين في الاردن لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) انه واذا ما خرج معها شقيقها البالغ من العمر 16 عاما فان حصيلتهما اليومية تصل الى حوالي 200 دينار .
تخرج سميرة للتسول تحت التهديد بالضرب من قبل جدها وجدتها ما يضطرها الى الخروج منذ الصباح يرافقها والدها الذي يراقبها من بعيد لكي لا تسلم نفسها لكوادر مكافحة التسول , لانها تكره التسول , وعند منتصف الليل يعود بها الى البيت ليتقاسم هو وجدها حصيلة التسول الذي يشتري والدها منه الكحول كل يوم حسب قولها .
وتضيف ان ما يشجع اهلها على اجبارها على الخروج للتسول هو المبلغ الكبير الذي تحصل عليه يوميا , مؤكدة - رغم صغر سنها - ان عدم تقديم المال للمتسولين هو الحل الرئيس الذي يمكن به مكافحة التسول , او عدم تشجيع المتسولين على الاستمرار في هذا العمل .
وتقول انها وشقيقها الهارب حاليا من اهلها كانا يتعمدان في الكثير من الاحيان تسليم نفسيهما لفرق مكافحة التسول التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ليتخلصا من هذا العمل الذي لا تحبه ويتناقض مع طفولتها , وايضا لحمايتها من اهلها .
"أُفضّل الموت على ان اعود وامارس التسول تحت الضرب المبرح او التهديد من والدي وجدتي " مضيفة ايضا انها تتمنى أن يأتي من يرعاها ويتبناها ,فهي لم تعد تطيق الحياة التي تعيشها, كما تتمنى ان تتعلم القراءة والكتابة .
يبقى المتسول في مركز رعاية وتأهيل المتسولين مدة تصل الى اسبوعين ثم يحوّل الى محكمة الاحداث ليتم وبحضور ولي امره التوقيع على تعهد خطي بعدم تكرار التسول , إلا ان سميرة تؤكد " ان جدي كان يرسلني للتسول في ذات اليوم الذي كان يتم به كتابة التعهد , واذا ما جاءت شرطة حماية الاسرة لـبيتنا للسؤال عني والتأكد من عدم ذهابي للتسول يقول لهم والدي بانني في بيت جدتي من امي الواقع في منطقة الرصيفة " .
مدير مديرية مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور جواد ابو الغنم يقول ان سميرة سلمت نفسها اكثر من مرة لكوادر المديرية , عازيا السبب الرئيس للتسول هو تشجيع العديد من ابناء المجتمع على ذلك من حيث لا يعلمون وذلك من خلال التعاطف مع المتسولين وتقديم المال لهم , وبهذا فهم يشجعونهم على الاستمرار في التسول للحصول على اموال كثيرة او تشجيع ذويهم على اخراجهم للتسول ولو بالعنوة كما حصل مع الفتاة سميرة .
ويضيف ان اجمالي المتسولين الذين تم ضبطهم في عمان منذ إنشاء المديرية في نيسان الماضي وحتى اليوم , بلغ 1446 من بينهم 167 تم ضبطهم خلال شهر رمضان الفضيل ,يتوزعون على 327 حدثا و 1119 بالغا , كما ان من بينهم 131 متسولا من جنسيات غير اردنية .
ويؤكد ان التسول آفة خطيرة جدا على المجتمع يتم خلالها استغلال عواطف الناس او إثارة العاطفة لديهم , وهؤلاء المتسولون , الغالبية منهم افراد في عصابات تسول عملها منظم , مشيرا الى ان الحاجة ملحة الى تعديل المادة 389 من قانون العقوبات لتشديد العقوبة على المتسولين , داعيا المؤسسات المختلفة الى التعاون مع الوزارة في مكافحة هذه الظاهرة التي تحتاج الى توعية اعلامية مكثفة للمواطن وعدم تقديمه المال للمتسولين مهما كان نوعهم .
مدير مركز رعاية وتأهيل المتسولين موسى الاجراشي ان المركز الذي مقره في محافظة مادبا وهو الوحيد في المملكة, يحتفظ بالمتسولين ممن هم في عمر 7 - 18 عاما , وان الموجودين فيه حاليا عددهم 24 متسولا من الذكور والاناث .
ويبين ان الاجراء القانوني بحقهم يكون بالاحتفاظ بهم في المركز لمدة اسبوعين او تمديد هذه المدة اذا لم يكن للمتسول ولي امر , ثم تحويلهم الى محكمة الاحداث اذا كان المتسول حدثا , او الى محكمة البداية اذا كان فوق السن القانوني ليتم توقيعهم على تعهد بعدم تكرار التسول وايضا دفع الغرامات والتي تكون تصاعدية وحسب تكرار التسول ثم اطلاق سراحهم .
وبالنسبة لسميرة يقول انه تم الاحتفاظ بها في المركز مرات كثيرة الا انها وبعد ان يتم اطلاق سراحها , يجبرها اهلها على التسول , مشيرا الى انها تطلب من المركز ان يبقيها لديه لكي لا تعود الى اهلها .
ويوضح الاجراشي ان الكثير من المواطنين يقفون عائقا امام فرق مكافحة التسول اثناء قيامها بضبط المتسولين والتعرض لهم بالكلام او تهريب المتسولين لعدم القاء القبض عليهم , كما ان التعاطف مع المتسولين وتقديم المال لهم هو الاشكالية الكبيرة التي تشجعهم على الاستمرار في التسول وتشجيع غيرهم على الالتحاق بهذا الركب .
ويشير الى ان تقديم التبرعات والزكاة لا يجب ان يكون لهؤلاء المتسولين بل هناك جهات معنية بالتبرعات , مبينا ان من يعطي مالا لمتسول يشارك في إبقائه متسولا والذي يكون عادة في مرحلة الطفولة ضحية عصابات او اهالي لا يفهمون معنى الطفولة وحجم الاساءة لها في القيام بمثل هذا السلوك .

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متسولة أردنية حصيلتها اليومية ما بين 70 إلى 90 دينارًا متسولة أردنية حصيلتها اليومية ما بين 70 إلى 90 دينارًا



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab